د. محمد عباس محمد عرابي - اليابان سر نهضتها... "المعلم"!! الدروس المستفادة

أصبحت اليابان في فترة وجيزة قوة عملاقة اقتصادية (أثبتت مكانتها عالميا ) مما جعلها تتخلص من الفقر والحروب والمجاعات والصراعات ؛بالرغم من ندرة الموارد لديها من معادن وبترول، وهي لم تتقدم بكثرة رؤوس الأموال والأسواق وكثرة المصانع وقد كتب عن ذلك العديد من الرسائل العلمية والكتب العديدة، والمقالات الكثيرة، من ذلك مقال الأستاذ عرفان أمين "اليابان واليابانيون،(ويدور المقال الحالي حول شرح وعرض لمقال الأستاذ عرفان أمينوالأستاذ /رشيد حويل ،والأستاذ /سامي الريامي وكلها أجمعت على أن سر نهضة اليابان وتقدمها هو:

* قيام الأبوين بمهامهم في التربية والتنشئة:

* تقدير الإنسان الذي يعمل بدءًا من عمال النظافة.

*الاهتمام بالعلم والتعليم والمعلم.

الاهتمام ببناء شخصية المتعلمين تعليميا وصحيا:

*المواطن له حقوق وعليه واجبات تُؤدى على أكمل وجه.

وفيما يلي بيان ذلك:



* قيام الأبوين بمهامهم في التربية والتنشئة:

فرغم أن اليابان من بين أغنى دول العالم، فإن اليابانيين لا يعتمدون على الخدم، فالأب والأم يتوليان مسؤولية رعاية الأسرة والبيت بأنفسهم مما ساهم في حسن تدبير البيت، وسلامة تربية وتنشئة الأبناء.



تقدير الإنسان الذي يعمل بدءًا من عمال النظافة:

حيث يعتمد اليابانيون على بناء واحترام الإنسان العامل وحبه للعمل وإتقانه لمهاراته، ولذا فإننا نجد أنه قد نُحت تمثال مطلي بالذهب لعمال النظافة «وليس المشاهير» أثناء عملهم تقديراً للخدمات الحيوية التي يُقدمونها للمجتمع.

فاليابانيون يُقدسون العمل الجاد والمُثمر، ويعدون البقشيش إهانة، يُثمنون قيمة الإنسان كمواطن يستحق كل التقدير والاهتمام، لكونه مواطناً له حقوق وعليه واجبات تجاه الوطن.



*الاهتمام بالعلم والتعليم والمعلم:

الاهتمام بالعلم والتعليم والاستفادة من تطبيقاتهم العملية من خلال تقديم التعليم المتميز والاهتمام بجميع المنظومة التعليمية وفي مقدمتها المعلمون، وهو ما تلخصه المعادلة التالية:

معادلة بسيطة «علم + أخلاق + عمل = نهضة»

سأل أحد الصحافيين إمبراطور اليابان اكيهيتو عن سِرّ تقدم اليابان في وقت قياسي وقصير، فأجاب: أتخذنا الكتاب صديقاً بدلاً من السلاح، وجعلنا العلم والأخلاق قوتنا، ومنحنا المُعلم راتب الوزير وحصانة الدبلوماسي وجلالة الإمبراطور. كما سُئل رئيس الوزراء عن أهم عوامل نهضة اليابان، فقال: لا نمتلك عقولاً خارقة، لكن لدينا معادلة بسيطة «علم + أخلاق + عمل = نهضة»،

وكما يقول الأستاذ رشيد بن حويل البيضاني في مقال له بعنوان " إذا أردتم التقدم، فعليكم...!":"عظمة ما وصلت إليه اليابان من تقدم علمي وتكنولوجي أذهل العالم، وسر هذا كله قد أعلن لنا: حياة مادية كريمة للمعلم، وحمايته اجتماعيا وفكريا وإنسانيا، واحترام وتقدير وإجلال لشخصه"

يقول الأستاذ سامي الريامي عن تقدير اليابانيين للمعلم " يتفق الجميع في اليابان على أن موقع المعلم يأتي بعد الإمبراطور مباشرة، وهذا سر تفوق اليابان العلمي، فهم يعرفون أن العلم الذي يكفل لبلدهم التقدم والتميز لا يأتي إلا عبر المعلم، وأن هذا المعلم لا يرجى منه نفع إن لم يكرم، فكرموه بوضعه في الدرجة الثانية بعد الإمبراطو"

ويوصي الأستاذ رشيد بما يلي: "علينا أن نعيد النظر في أوضاع المعلمين، ولا عيب على الإطلاق في الاستفادة من تجارب وخبرات الأمم الأخرى، خاصة فيما يتفق وتعاليم ديننا، والثوابت من أخلاقنا وقيمنا."



الاهتمام ببناء شخصية المتعلمين تعليميا وصحيا:

يقول الأستاذ عرفان عن الاهتمام ببناء شخصية المتعلمين تعليميا وصحيا:"تعتمد المدارس اليابانية نظاما تعليميا يخلو من الرسوب في الامتحان من الصف الأول إلى الثالث المتوسط، فهدف المدرسة في هذه المرحلة العُمرية هو التربية المناسبة، وغرس المفاهيم الصحيحة لبناء شخصية الطفل، وليس التلقين والحفظ. ويقوم اختصاصيو التّغذية بتذوق طعام التلاميذ قبلهم بنصف ساعة للتأكد من سلامته، لأنهم يعدون التلاميذ مستقبل اليابان، الذي يجب حمايته، كما تُزود طاولات جلوس الطلبة بقضبان تحميهم من الانحناء للأمام حفاظاً على سلامة بصرهم وعمودهم الفقري".



*المواطن له حقوق وعليه واجبات تُؤدى على أكمل وجه :

وقد قص حول ذلك الأستاذ عرفان في مقاله حول أن المواطن له حقوق وعليه واجبات تُؤدى على أكمل وجه ما نصه :"عندما تعرضت اليابان لزلزال عام 2011 (تسونامي) قامت الحكومة اليابانية بتشييد مُخيم لمن تهدمت منازلهم، انقطعت الكهرباء لمدة نصف ساعة فقط عن المخيم بسبب عطل فني، مما دفع وزير الكهرباء ومسؤولي محطة الكهرباء إلى زيارة المخيم والاعتذار لساكنيه عن تقصيرهم الشديد في تلك الحادثة، التي كانت أصلاً نتاج عطل فني طارئ خارج عن إرادتهم.

وفي حادثة أخرى، فُقد الطفل ياموتو تانوكا في غابة قريبة، فقامت السلطات بتخصيص ستة آلاف مجند بقوات الدفاع الذاتي اليابانية للقيام بمساعدة ألف شرطي للبحث عن الطفل المفقود، الذي عثر عليه بعد أيام من العمل الشاق والبحث المُكثف"



المراجع :

الأستاذ عرفان أمين "اليابان واليابانيون"، صحيفة القبس ،9 نوفمبر 2017م

اليابان واليابانيون



رشيد بن حويل البيضاني، إذا أردتم التقدم، فعليكم...!،صخيفة عكاظ

وينظر https://www.alarabiya.net/aswaq-

سامي الريامي :هيبة المعلم مفتاح جودة التعليم ،صحيفة الإمارات اليوم 27إبريل 2014م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى