د. محمد عباس محمد عرابي - (التلبية ويوم عرفات في شعر الشعراء المعاصرين) لبيك اللهم لبيك

يحرص الشعراء على إنشاد القصائد المعبرة عن الحج ويوم عرفة والتلبية ،ومما قيل من قصائد عن حج 1444ه القصائد التالية :

يوم الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي عن يوم عرفة :

عَرَفَاتُ وَالأَبْصَارُ خَاشِعَةٌ

للهِ تَرْجُو كَاشِفَ الكَرْبِ

وَالْمُسْلِمُونَ أَتَوْكَ يَغْمُرُهُمْ

إِيمَانُهُمْ يَدْعُونَ يَا رَبِّ

قُولِي لَهُمْ عَرَفَاتُ لاَ تَهِنُوا

كُونُوا لِلَيْلِ اليَأْسِ كَالشُّهْبِ

وفي قصيدة يا ضيوف الرحمن(قراءة شعرية في لوحة الحج الأكبر)يقول الدكتور العشماوي :

اصعدوا من منىً إلى عرفاتِ

كصعود الكواكب النيِّراتِ



كصعود النَّدى إلى كل غصنٍ

حينما ترتوي جذورُ النّباتِ



كصعود الإحساس بالحبّ ،يسري

في وجوه مليحة القَسَمات



كصعود الإحساس بالأمن ،يسري

في عيون جميلة النظرات



كضياء الصباح يَنْسابُ حُسْناً

في تقاسيم وجهه المُشْرِقاتِ



أسْمِعونا أصواتَكم وهي تشدو

بنشيد التكبير والتّلْبِيَات



ياضيوفَ الرحمن في خير أرْضٍ

في بقاع المشاعر الطاهرات



ياجموعاً من كلّ فَجّ عميق

ساقها شوقُها إلى الرّحَمات



ياجموعاً تجردّتْ من مَخيط

واستجابتْ لربّها خاشعات



بالرؤوس الحواسر اليومَ جئْتم

تَمْزُجون الدُّعاءَ بالعبَراتِ



اصعدوا من مِنَىً صعودَ مُحِبّ

مُدْنَفِ القلبِ ،طاهرِ النّبَضات



ياضيوفَ الرحمن ،أنتم وقفتم

في حمى الله أعْظمَ الوقَفات



ما وقفتم ،كلاّ ، ولكنْ صعَدْتم

وارتقيتم في أرفع الدّرَجات



خيرُ يومٍ رأتْه شمسُ نهار

هوَ يومُ الوقوف في عرَفات



ياضيوفَ الرحمن سيروا خِفافاً

وثِقالاً ، على هُدَىً وثَبات



وَجِّهوا الرَّكْبَ حيثُ شئْتم فأنتم

ستُلاقونَ أجملَ الخدَمات



اصعدوا واهْبِطوا وناموا وقوموا

وأَفيضوا واستَشْرفوا كلَ آتِ



اذبحوا الهَدْي واحلقوا الرأْسَ وارموا

في امتثال ،شَواخِصَ الجمرات



ثمّ طوفوا واسعوا وصَلُّوا وعيشوا

راحةَ البال كلَّها في الصَّلاةِ



ادْرُجوا في ربوع مكّةَ ، صوغوا

في رُباها مَلاَحِمَ الذّكريات



ياضيوفَ الرحمن ،طُوبَى لضيف

نالَ من ربِّه جزيلَ الهِباتِ



ياهنيئاً لكم بساعات صَفْو

ونفوس ،بشَوْقها مُفْعَماتِ



أنتم اليومَ في أجلِّ مقام

تتمنّاهُ سائرُ الكائنات



أنتم اللَّوْحةُ الجميلةُ فاضتْ

بمعاني الخشوع والإخْبات



هذه الأرضُ، في ثراها رحيقُ

من خُطَى المصطفى كَريمِ السِّمات



كان يمشي فيها ، عليه صلاتي

وسلامي، مُنَزَّهَ الخُطُواتِ



ياضيوفَ الرحمن، فُزْتُمْ ، فَطِيروا

بجناح المشاعر الصّادقاتِ



هاهنا صورةٌ ومعْنَىً عَميقٌ

تتسامى به معاني الحياةِ



ويقول حفظه الله عن التلبية :

لبيك يارب إني

بها أتيتك أسعى

أطوف سبعا ًوأسعى كسعي هاجر سبعا

لبيك ترفع نفسي

إلى المهيمن رفعا

لبيك أحييت نطقاً

بها وأحييت سمعا

لبيك يارب إني

جمعتها اليوم جمعا

لبيك أعمق معنى

لبيك أعظم وقعا

لبيك قولاً وفعلا

لبيك أصلاً وفرعا

لبيك للخير جلباً

لبيك للشر دفعا

لبيك يارب تَهمي

غيثاً وتنبت مرعى

لبيك نهراً نقياً

عذباً ولبيك نبعا

لبيك لبيك إني

بها تألقت طبعا

لبيك يارب وتراً

وتراً ولبيك شفعا

لبيك يارب حباً

عليه سَلْسلْتُ دمعا

لبيك دينا حنيفا

به أدين وشرعا



ويقول أيضًا في مطلع قصيدة على ربوع عرفات ..:

لبيك يا رحمن يا ربي

لبيك أنفثها من القلب

لبيك يا رحمن مغفرةً

إني فررت إليك من ذنبي

-

ووقفت في عرفات ممتثلاً

أرنو إلى إحسانك الرحب

وعن التلبية يقول الشاعر محمود العيسوي :

لبيكَ يا رب الأنام، ولم أَبِتْ = بين الحجيج، ولم أَزُرْ مسعاكَ

لبيك من قلب تفطر باكيًا = شوقًا إليكَ ورغبة لرضاكَ

لبيك من روح تئنُّ، يزيدها = شدُّ الرحال تحرُّقًا للقاكَ

لبيك من نفس تَزلزَلُ كلما = ضجَّ السُّعاةُ مجاوبين نِداكَ

المراجع :


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى