د. سلوى بنموسى - ليلة ساهرة

نامت العيون إلا عيونا أعيتها تخبطات القدر ؛ وضربات الزمان
بعيون محدقة تنظر إلى الفضاء الأزرق
العالم الإفتراضي
تبحث عن إسمها ؛ عن منشورات أصدقائها
تنظر إلى العناوين العريضة ؛ تتربص بالموجات واللقطات والمواضيع لعلها تجد موضوعا ؛ تبدع فيه وتقتات منه
- لكل ميدان بطل -
ترى هناك أقلاما سامقة تزاحم المبتدئين في مجال تطريز الأحرف ؛ وتزويق العالم المعاش ؛ أو فضح المستور
تحاول ان تنبش ذكريات الماضي بأفراحه وبأتراحه
تقف موقف المتفرج تارة
وتحاول أن تتعلم شيئا ما ..
من هذه الرؤوس المتقدة نباهة وعلما وأدبا ...
تنتقل بين السطور والمعاني والألغاز والحكم
لعلها تقتات من هذا المبدع او الهاوي سيان
تنظر للأفق البعيد قائلة : لا.. لا .. والله عيب عيب
بضاعتنا ردت إلينا ؟
أين هي يا ترى روح المنافسة الشريفة ؟
والادلاء بالرأي السديد ؛ وبالحجج الدامغة ؛ وتأييد رأي ما ..
أو تفنيد المعتقدات والسبل ؛ والغايات والتطلعات .
تمعن النظر في مرآة روحها ؛ وتتنهد تنهيدة مدوية !
قائلة : لا ..لا .. لن أكون يا أنا إلا أنا
ما أردته أن أكون أكون !!
لن أستسلم للسقوط وللمحظور .....
سأدلي بدلوي بعيدا عن النقل والسرقة الأدبية
والمبالغة دون زيادة ولا نقصان
وجال في خاطرها موضوع الكتابة يا إمرأة
تساءلت روحها النقية ؟
أجابتها صديقتها النائمة بين خلجات أوردتها .
أي موضوع ؟
كل المواضيع أضحت مستعملة ؛ وبالتالي متداولة ....
أكل عليها الدهر وشرب .
عزمت على رأي سديد يتضمن نظافة المكان من كل الشوائب المتمثلة في الأخطاء ؛ وفي مشكلة الحجر على الأفكار وفي تنظيف بعض المجموعات ؛ وإزالة كل حقد لذا الكاتب أو المتلقي سيان !!
استهوتها الفكرة ؛ وضحكت بملء شدقيها .
فمن أين تبدأ يا ترى أمام هذا الكم الهائل من القيل والقال ؟
سيطرت عليها هذه الفكرة الجنونية
ونالت منها في كينونتها وفي تفردها .
وخلصت إلى نتيجة البدء أولا بأي شيء رويدا رويدا
تدحض وتمحص وتثني على هذه الأديبة أو تلك ؛ أو ذاك المبدع ....
أعجبتها فكرة كونها الأستاذة النجيبة أو القاضية المنصفة
وبدأت في عملها الجميل .
وتوكلت على المولى القدير
ربما وجدت فيه ذاتها ومبتغاها وسر نجاحها وسعادتها ؟؟!
فإن أفلحت فخير وبركة.
وإن رسبت فوالله ليكفيها شرف المحاولة !!
والله المعين لها وللأقلام الواعدة ؛ المتمنية ضربة حظ باسم وتخليد الإسم والذكرى والبصمة في الحياة !

د. سلوى بنموسى / المملكة المغربية .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى