عبدالعزيز فهمي - لِكُلٍ طروادته...

أنتصرتُ
كهذا الحضور فيك
فصرت سجينك
كهذا الغياب فيَّ
لم أستعمل حصانا من خشب
لم أبعث لك جنود المغول
ولا سرب الغزاة
لم أرسل إليك الحمام
ولا دبابات من المحال
لم يكن لي وحي
ولا كتاب
لم تكن لدي دولة
ولا قبيلة
لم يكن لي سوى قلبي
قائدا
وإماما
لكني جئتك بالورود
مثنى
وباقات
وبآلهة البحر
مكلَّلةً بسلاسل من الزبد
أهديتك قواربي
أشرعتي
والرياح
أهديتك شريعتي
هويتي البدوية التي تقيني مني
تنفيني فيك...
حررتك يا طروادة
لكني لم أجد فيك هيلين
ولا قُبلتي الأولى
لم أجد فيك موسيقى الأعين
ولا دغدغة الشوق
وقد صرخت في المجهول
كي تسمعني كل المدن
أثينا
طيبا
منتريال
الرباط
وقصرالسوق
حين أُفْشي إليك كل مكائدي
خططي
أسراري
فمن يعشق كما تعلمين
يهب كما تريدين
كمونه مهرا
ذبذبات النبض خاتما لأناملك
يهب كل ميراثه
كي ينسج لشعرك
شالا
وعطرا
يا طروادة...
لماذا تطردين
ندائي
لهفي
جوعي
وعطشي
لماذا لا تقبلين هذا النصر
نصري على حكمتي
حين بحت
بجنوني
أمام قطعان عشاقك...؟؟؟
لماذا خيَّبْتِ ظن هيردوت في معاركي
حين حكى عني وعنك...؟
لماذا...؟
انت ادرى بنوايا الآلهة
بصهيل الخيول
أدرى بملح الخيانة على الجراح
وسكر الوفاء على الشفاه
وأنا آشيلك (Achile)
الأعمى
آشيلك
الأعرج
تائه في الأساطير
أُصدِّقُكِ في الصباح
أُكذِّبني في الليل
كي أهد برفق جدرانك
فأرتمي في البحر
وأرتمي في الحلم
تغريني كل أنواع الهزائم
فأنهزم
في الواقع
وفي الوهم
حين تكونين أنتِ
من انتصر
وأنا من احتضر...
عزيز فهمي /كندا[/B]

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى