مقتطف مصطفى المفتي - من رواية "عرب٢٠١١"

زماننا خدعة محاكة بحرفية، حتى التاريخ لن يجرأ على تغيير حكاياته، التاريخ يرضخ دوماً للمنتصر.
أتخيل أحياناً موقف أبنائنا حين يكبرون بعيداً عن وطنهم، هل سيقولون أننا فعلاً كنّا مجرمين وإرهابيين، هل سيصدقون الكتب والحكايات التي سيرويها المنتصر، أم أنهم سيبحثون بين سطور القصص عن كلام ينصف أباءهم.
في ألمانيا يعتقد البعض أن هتلر كان مظلوماً وقد اجتمعت كل الدنيا ضده، بينما يقول آخرون أنه كان طائفياً قتل اليهود لينصر أبناء دينه المسيحيين، والبعض يقول أنّ جنون العظمى الذي كان يسيطر عليه هو السبب بقتل الملايين من البشر.
هل سيقول أبناءنا أنّ النظام السوري كان مظلوماً أيضاً، وبأن الطائفة السنيّة أرادت أن تقتلعَ العلويين من جذورهم، وبأنه فعلاً قد تعرّض لمؤامرة كونية، أم إنهم سيقولون أنها ثورة مظلومٍ ضد ظالم قتل وهجّر الملايين، ونصر طائفته الحاكمة وسحق بقية الطوائف والأديان، هل سيروي التاريخ ما جرى كما جرى؟، لا أعلم... لكنّ التاريخ لا يكتب أسماءً إلا إذا كانت ملطخة بالدماء، الأسماء النظيفة تدفن بين طيات التاريخ.


[HR][/HR]

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى