عصري فياض - الذكرى الثانية لرباعية الهشيم

جميل... ضياء... قطرتان من مطر الموسم الجديد...ظن البعض انهما دمعتان يتيمتان عابرتان من عين السماء... حتى جاء السادس عشر من آب ...عندما انفجرت نسائم الصباح بالبكاء...
نور...انتزعه خلود الارتقاء من عزّ النوم...فوثب...وامتطى دراجته و وحمل على كتفه نعشه...تبعهم وأمطرهم غضبا ورصاص...فقضى...فلما رأته الشهامة الساكنة في قلب صديقه أمجد... هرولت نحوه بأقدام الفداء...وقبل أن تستوعب عيونه الحدث...استلت من بين يديه الموت وكتبت... قمة الجود أن تجود بأغلى ما في الوجود... وقمة الوفاء أن تشاطر صديقك نفس المصير... وتورث الاهلين فنجان التبريك والعزاء...
ولان المخيم قد فتح باب الاقدام والتضحيات...فانبرى منه صالح العمار سبَّاقا ...في قلبه حبٌ عارم دفاقا...فإرتقى هو ايضا... ققبل أن يرحلون ... أمسك ابو سيف بمقبض الحافة فمد يد لثلاثتهم ومن خلفه زرافات لاحقه...فأمسكوا بيده ورفعه اليهم وهاموا في الفضاء الابيض يسبحون... يتضاكحون... يتمازحون... يملئون الكون ابتسامات ورضا... ويستبشرون لمن لم يلحقوا بهم أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون...
لقد القوا من عالي سمائهم عود الثقاب...فإشتعل الحب كالنار في الهشيم... وما زال البركان يقذف بالمجد والنور والصالح و الرائد إلى يومنا هذا... حتى يتساوى ذلك الدم بالثمن العظيم.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى