أندري بريتون - ما يُكتبُ يتبدّد.. ترجمة: مبارك. وساط

ساتانُ الصّفحات التي تُقلَّب في الكتب يَلفُّ جيّداً امرأةً جميلةً
إلى حدّ أنّ المرء حين لا يقرأ يتملّى هذه المرأة بحزن
دون أن يجرؤ على التّحدّث إليها دون أنْ يجرؤ
على أن يقول لها إنّها في غاية الجمال
وإنّ ما سنعرفه هو بلا ثمن
هذه المرأة تمرّ من دون أن تُلْمَح ومن حولها صَخبُ أزهار
أحياناً تلتفتُ في المواسم المطبوعة
وتسأل عن السّاعة أو تتظاهر بالتّحديق إلى المجوهرات وِجاهاً
مثلما لا تفعل الكائنات الواقعيّة
ويحتضر العالَم يحدثُ تقطُّع في حلقات الهواء
شقٌّ في مكان القلب
صُحف الصّباح تجلب مُغنِّيات
لأصواتهنّ لونُ رمل الضّفاف الليّنة والخطيرة
وأحياناً تفتح صُحف المساء ممرّاً لفتيات صغيراتِ السّن جِدّاً
يَقُدْنَ حيواناتٍ مُقَيّدة
لكنّ الأعجب هو في فُرَج بعض الحروف
حيثُ تُخَرِّبُ أيادٍ أشدُّ بياضاً من قُرون النّجوم
عُشَّ خطاطيف بيضاء
من أجل أن يسقطَ المطر على الدّوام
إلى انخفاضٍ شديد شديد
فلا تعود الأجنحة تستطيع أن تخوض فيه
أيادٍ يتمّ الصّعود منها إلى أذرعٍ خفيفةٍ
حَدَّ أنّ بُخار المروج في تواشجاته الدّاخليّة الرّشيقة
فوق المستنقعات هو مرآتُها غير المتميّزة بالكمال
إلى أذرعٍ لا مفاصلَ تَربطها بشيء
سوى الخطر الاستثنائيّ لجسدٍ مُقيَّضٍ للحُبّ
البطنُ بِذا الجسد يستثير الآهات البيّنة
من قِبَل الأدغال المليئة بالأشرعة
وليس له من سِمَة أرضيّة سوى الحقيقة الهائلة المُثَلَّجة
لزلّاجات النَّظرَات على الامتداد
الأبيضِ كلّيةً
لِما لنْ أراه بعد
بسبب عِصابة العينين العجيبة
التي هي عِصابتي في لعبة استغمايةِ الجراح



.................................................
.
لمعلومات أكثر عن أندري بريتون ـ André Breton ـ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى