محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - كانوا حزانى..

كانوا حزانى
اصابعهم مراوغة بشدة
تقبض الموت من اشيائه
يصرخ الموت
تتحرر امرأة
او صَدفة
او زهرة في طور الاحتضار
كنجارين
نطرق الاشجار في المسامير
نثقب المسمار
نثبت عليه الشجرة
نصنع منه اريكة
كنبة
من المسمار
تجُن الغابة
كطباخين مهرة
نطهوا الايدي
ونطعمها للخبز
للقمح ايضاً
لا خبز يكفي للجميع
ولكن يوجد جوع يكفي لكل الخبز

كانوا حزانى
اعني
اطفال المدينة
البيوت التي ولدت بعاهة في اطفالها
الشوارع التي اصيبت بوعكة لصوص
البنكوك التي اُصيبت بالتبول اللاإرادي، في كروش قطنية
نساء المدينة اللواتي ولدن مثل الحروب
من اكتاف مكدسة بالنحاس

كانوا حزانى
اعني
الذين عرفوا اسرار المدينة الداخلية
فناموا باحزمة عفة في رؤوسهم
مخافة أن يُغتصبوا في الحُلم ايضاً

كانوا حزانى
حفنة شعراء، ملصتهم طُرق، وجسور، وزنوجة مالحة في ليالي الجوع الذي يأكل باسنان اخرى
معتوهين
سماسرة ضحك، وابناء عمومة اشواق متصدعة
اصدقاء منافي، وسكاكين محايدة، بين اللحم والعظم تخبئ ذكريات الذبائح
انصاف جُثث
باكفان كاملة مُثيرة لحيرة الخشب

كانوا حزانى
وقفوا طويلاً اسفل المشنقة
وقفوا طويلاً على المشنقة
وقفوا أكثر
بينما الموت
مطعوناً في ظهره
بأيدي الحظ الذي افلتهم حذانى، وترصد الموت
عاشوا أكثر من المقبرة المفتوحة
على كلمات تأبينهم
العالقة
بين الحدادات
والرصاصة المتعطلة
في زحمة ازرع وجُند
وفخاخ كلمات

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى