التكوم في روحكِ - السعيد عبدالغني

*

سأتكوم فيكِ يوما كما تتكوم الشرنقة في بحرها، وضلوعي تهتز من القلق وصدركِ الملىء يطمئنهم.

*

لا يسمعنى الآن سوى حوائط صماء

لا يراني سوى عيون خبيئة في السماوات

ولا يفقه قلبي أحدا

مهما كشفته على الورق.

*

كنت كل الشخصيات التي أردتها ولم تنشيني إلا الشخصيات المجنونة التي آثرت موتها على البقاء.

*

أنغام الصمت الذاتي والمكاني كلها مقززة لأنها تذكرني بجبر الله على المتألمين بالسكوت.

*

هناك جبر من المجاز علي بالتخلي، بالزهد في العالم، جبر محبوب، جبر وراءه عالم آخر أكثر حرية وجنون.

*

كنت أسمي شيطاني أنا

وأسمي إلهي أنا

وأسمي العالم ماريونيت لجنوني.

*

لقد كنت عنيفا أكثر مما يجب لكي لا أصدق أن العالم من وحدته وأن كل الغرف التي سكنتها أتأمله كانت بنت النور ولكني كنت ابن الظلمة.

*

لقد تعبت بهياجي وتعبت بزهدي

والروح ظلمتها واختبرت عليها عنفي.

*

لم يعد ينفع المنطق في شيء بالنسبة لي، لقد جرني إلى كل ما هو لاانساني.لم تعد الثنائية تلك الاسود الصرف والابيض الصرف تجدي مع التعايش، لا أعلم هذه الأيام كيف أعيش، كيف أتنفس، وأتخيل وأيمن بخيالي أن لي حياة أخرى ليست ماورائية بل موجودة في تخللات القصائد التي كتبتها. فعلا لم يعد أي شيء له معنى أصيل وجوهري لدي، كلها مضاعفات التأويل للعدم.

*

أتوق لهذا الخبيء خلف الملابس والحجب، الجلد الناعم الصافي والنهدان الصغيران بحلمتين أحدس أنهما دافئتين مليئتين برغبة في التأرجح بين شفتي وللمهبل الغنج الذي يحبس ألوانا كثيرة للجمال.

صوتكِ وضحكتكِ ينبئون عن امرأة بالغة الأنوثة في المضجع، بالغة النضج الشهواني والحساسية لي. لا نجد كثيرا أشخاصا يفهموننا ويتشاركون ميولنا الحسية وبعض من الفكرية.

هل سنعجن جسدينا لنلنتحم ونتوحد في قبلة في إيلاج في تحنينة بيدي لشفرتيكِ؟

العالم يغيم حولي ولكني لازال بي هذا الشبق المجنون الموجه نحوكِ بشره وفرط وجنون. سأرفعك لنصل لهزة بعيدة يتسلل مائي بعسلكِ ويدفء هذا القضيب اللعوب، لتحتضنيه بين أعمق نقطة بكِ وتهتزي حتى يثمر!

*

خيطت ما استطعت من الذرات

لكي أكون عالما اخر لي

وخانني نزفي

ورتق وحده متاهات وأمدية.

*

الملامح ليست حادة ولكن النظرة حادة، أحيانا أفكر أننا ندلق أرواحنا في ظاهر أجسادنا وربما هذه الحدة لديكِ لها متن في باطنكِ، فأنا لا أظن أنها صلصال احترق في يد الله فقط.

أنظر لكِ وبي رواة كثر متخيلين يقولون ليس مُرحب بك سوى في قبركِ أو على ورقتكِ، العالم غام في عينك ووجودها نَصّ على شغفكِ، فأتراجع امتثالا لهم ولكني أعرف فائدة الثورة وفائدة الثورية على كل شيء حتى على مخيلتي السوداوية.

لم أكتب الشعر من مدة ربما لأن علاقتي مع المجاز جعلت حسي يضطرب لكنكِ صافية أكثر من أي استثناء.

تفكيك كل هذه العوالم المعقدة في داخلي يحتاج إلى كسارات شواكيش مفكات لغات الوان وكل شخص هكذا لهذا انا أحتاج للشعر والفن والأدب، أعوز لهم للبحث ولا يمكن اختصاري في اللغة بدون الفن ولا الفن بدون اللغة ولا الموسيقى بدون المجاز.. الخ، السياقات مهما كانت فوضوية هي نحن، لها أبعاد فينا جميعا.

وهذه الأبعاد التي مددتها فيّ الآن تدرككِ بصفاء

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى