حسين عبروس - أطفالنا وسرّ العزوف عن القراءة…

***
إن الحرص على توطين مفهوم القراءة في نفسية الطفل يتطلب منّا الكثير من الجهد،والحكمة
كي يتمكن الصغير من تقبّل تلك الأساليب التربوية التي تلتزم الفنيّة،والحـرية مـن أجل تمكين
الطفل من قبول مايراد تعليمه من قبل الأولياء والمربين،والمهتمـين بالشأن التربوي والثقافـي
وقد يتساءل الكثير من الأولياء ، والمربين والمهتمين من الدارسين..عن سبب عزوف الأطفال عن القراءة، وهو تساؤل مشرع في حياة الأسرة والمدرسة ، والمجتمع بشكل عام، ومن هذا المنطلق سنحاول معرفة الأسباب الظاهرة والخفية في ثقافة الطفل.التي تشغل الجميع،وإن من أسباب عزوف الصغار عن القراءة هي.. عدم اهتمام الأسرة بالطفل منذ بدايته تعلّم الكلام ونطق الحروف والجمل، وتلك مرحلة متقدمة في دخول بوابة القراءة التي هي نظام فنيّوتربوي ومعرفيّ يحتاج إلى أسس سليمة تقيمها الأسرة المتعلمة الواعية على أرضية التعلّم عند الطفل، وتتسع الدائرة في محيط الطفل البيئي ، وتكتمل الصورة بملامح واضحة في المدرسة التي تعرف كيف تغرس حب القراءة والمطالعة في نفسية الصغار،لتصبح أداة ثقافية ومعرفية وتربوية في حياة الصغار،ولكن للأسف تظهر تلك السلبيات في أسلوب عزوف الطفل عن القراءة للأسباب الآتية:
.- عدم التعوّد والألفة بين الطفل النص المقروء الذي يقربه إليه أحد الوالدين او كليهما،أو المعلم في قاعة الدرس.
– عدم الحرص وزيادة العرفة وتطويرها في حياة الطفل.
– عدم الحرص وزيادة العرفة وتطويرها في حياة الطفل.
– غياب الكتاب في كثير من البيوت وإن وجد فهو فوق مستوى الطفل.
– غياب النظام التربوي المشجّع على القراءة والمطالعة الحرة خارج المدرسة.
– وجود العديد من الملهيات والمغريات التي تصرف الطفل عن الكتاب وعن القراءة بصفة عامة.
.– كلّ هذه الأسباب المباشرة وغير المباشرة تجعل الصغار يعزفون عن القراءة ، ويرونها في أغلب الأوقات عقوبات تسلّط عليهم في حياتهم الدراسية، فينصرفون عن القراءة والمطالعة الى مجالات دراسية أخرى يرونها أنّها هي سبب التفوّق والنجاح في الدراسة منها تعلّم اللغات،والمواد العلمية التي تضمن لهم مستقبلا زاهرا على حدّ قول الكثير من الاولياء والمدرسين، ومن العوامل الحديثة للعزوف عن القراءة انشاغ الأطفال بكل ما تقدمه تلك الوسائط التكنولوجية عبر الأنترنت من العاب ومن مغريات،ومن تواصل غير سويّ.
– ومن الحلول التي أراها مناسبة لتحبيب القراءة للطفل هي:
– إهتمام الأسرة بالقراءة للطفل قبل دخوله الى المدرسة، وذلك بتسميعه بعض القصص الهادفة الممتعة، وبعص الأناشيد ذات الإيقاع الموسيقي الجميل الذي يزرع في نفسية الطفل بهجة الحياة والجمال. ويكون فعل القراءة بصوت، واضح عال مؤثر،يجانب أساليب فنية في تنوّع القراءة حسب الشخصيات ، والحوار في النص القصصي، أو النص الشعري الذي يقوم على الإيقاع والنغمة الجميلة.كما تخصص الجهات الوصية على التربية والتعليم .تقييمية في مجال القراءة،وجوائز معتبرة لتكوين جيل قارئ يفضّل الكتاب المقروء سواء كان ورقيا ، أو إلكترونيا على تلك المغريات الاخرى من الألعب التي تضيّع وقت الصغار والكبار.
- ولعلّ من أهمّ العوامل المساعدة على الإقبال على القراءة هي تلك النصوص التي تقدّم للصغار من قبل المختصين في أدب الطفل،وفي تقافته،فالطفل الذي ينفر من النص يدرك بحسّه الطفوليّ
بأنّ هذا النص لم يكن كاتبه مستعدّا ليهمس بحب ،وبجمالية فائقة في خلد الصغير ليقول له: كن صديقي،وكن قارئي المتميّز كي تسعدك هذه النصوص.
Peut être une image de 1 personne, enfant et étudier

تعليقات

تحيات طيبات اخي السي حسين
جميل ما جاء بمقالك من معللات وأسباب واستنتاجات وجيهو حول موضوع القراءة، الذي أصبح يؤرق الأذهان، وتحليل العلاقات بين دور الأسرة والمدرسة في تحبيب القراءة،.. خاصة ان البيوت تخلو أو تكاد من مكتبات.. مخلية الأمكنة لصحون البورسالين والفخار الصيني، والكتابة للطفل بالزطن العربي قليلة جدا، برغم كل ما قيل حول فضل القراءة وعشق الكتاب من أقوال العلماء والادباء
ولعل الدور الأساسي في تحبيب الكتاب يعود للمدرسة، والمدرسين في المقام الأول، وضرورة إنشاء مكتبة مدرسية داخل الفصل.. هكذا كان يتعامل استاذ المراحل الابتدائية، إذ كان يلزم كل تلميذ بإحضار قصة لمحمد عطية الابراشي ومحمد سعيد العريان وكامل كيلاني .. والزام التلاميذ بقراءتها وتلخيصها في نهاية الأسبوع.. وهكذا، وهذه الاجراءات تشجع التلميذ على القراءة، وتحفزه على اقتناء الكتب وتبادلها مع أترابه..
كل التقدير والاعتزاز
أذكر أبضا أن معلم الانشاء كان يعترض على بدء موضوع الانشاء بجملة (ذات يوم من الأيام)، التي كان كل التلاميذ يستهلون بها مواضيعهم
 
شكرالك أخي العزيز نقوس المهدي على جميل تعليقك وإضافتك أسعد بك دائما قارئا ومعقبا ومشرفا..تحيتي ومحبتي لك.
 
أعلى