حميد العنبر الخويلدي - ندوة حوارية جمع وتحقيق حميد العنبر الخويلدي عنوان معايير اعتبارية اثارتْها قصيدةُ الشاعر عبدالفتاح المطلبي، المعنونة: الهجر

وكان مَنْ بدأ الحوارَ ، وجذبنا اليه هو استاذُنا المرجعُ الادبي الفراتُ بن علي البغدادي
فضلاً عن صاحب مادة نقد النَّص هو الخويلدي ، والاستاذ صاحب القصيدة شاعرُها عبد الفتاح المطلبي البغدادي
والزميل العزيز ثائر كاظم غضب ،، فكانت اشبه بالتعاطي الحميمي
ولاهمية الخطاب الذي تحاورنا به ، ارتأيتُ ان اعرضه على حضرات القرّاء
للفائدة المتوخاة ، ومن ثمَّ جمعه وتوثيقه
فالكلام المهم لابد ان يحفظ ، عساه

* تعليق الاستاذ الجليل الفرات
كلما اطلعت على كتابات الاستاذ الخويلدي ، شعرا او نثرا ، تطالعني توهجات لافتة بضياءها وثرائها حتى اصبحت مستعدا للتوهج معها بتلقائية تدهشني . كوني عسير الاستجابة نوعا ما ، اميل اولا للموقف النقدي السلبي حتى يجبرني النص على الانحياز له . ولعله يرجع الى مواكبتي لمنهج الاخ ابي فجر الاعتباري وقناعتي غير القليلة به . ومن هذا القبيل وقع تحت انظاري في مقالته الحالية ماشدني واستوقفني لا هميته واجتهاده المتناسبين وسيلة ومضمونا . فزادني معرفة وتشوفا في منطلقات و توجهات مذهبه النقدي . ومنها : -

١- قوله / منطلق القصيدة تكوينها / وهي معادلة غير سهلة اكاديميا حيث يتم البناء من الجزء الى الكل عادة . الا ان النظرة الاعتبارية ، لدى الخويلدي ، تتجاوز هذا الافق التقليدي الساكن تقريبا الى حيوية الاعتبار بين النص وموجده لكون كل منهما حيث ينظر الاخر . ولما كان الموجد تكوينا كليا فكذلك الموجود بالضرورة . مما يرتب على الناقد الادبي نظرا استبطانيا وجوديا كليا للنص يسبق التفاصيل ينجز فيه تاسيسات مستوى اعادة الخلق فعلا . وهذه مهمة نقدية شاقة بيد انها رائعة تضع المتصدي لها على المحك .

٢- وقوله ان / طبيعة الابداع التعبيرية بقدر مقاسات الطبيعة الكونية / واحيانا تكون / ارقى وابلغ منها .. بل اكثر نضجا ووعيا ومعطيات / خلال اطار ابداعي مصيري يتحد فيه النص والنقد لكي يتناسبا وسعة الموجودات لا لتقرير كائنيتها بقدر الاشتمال عليها واسقاط المزايا الانسانية عليها في سبيل بلورة الحقيقة جماليا في النص الفني وفكريا ، وربما فلسفيا ، في النص النقدي .

٣- وقوله / ان الشاعر لا يكون غيره في خلق القصيدة . انما هو ذاته / . واعتقد ان المسالة تشمل الادب بعامة غير ان مناسبة الشعر في المقالة خصصت لا اكثر .. وفي هذا معاكسة بليغة للمذهب الرامبوي القائل ان / الذات شخص اخر / الذي ربما يقود الى عدمية الوجود الانساني المرئي في سبيل اللامرئي . في حين يعمر الخويلدي قاصدا
في الكائن البشري ما هدمه الاخرون بقصد او بغير قصد ، الله اعلم . كما انه بنظري يعارض التفكيكية التي تحاول بسبل شتى ، اوقحها مبدأ التشتيت التفكيكي ، ازاحة موجد النص عن النص لكي تنفرد بالاخير وتضعه حيث يحلو لها . فتكثر من الاهتمام بالنص ، بصيغة حق يراد به باطل ، وتهمل موجده . لكي تسقط هوية الانجاز الانساني في الحالة البشرية . وهوية الانجاز السماوي في الحالة المقدسة . عبر خديعة / موت المؤلف / التي هي ضمن اهداف صهيونية معروفة تبنتها يهودية / دريدا / فيلسوف التفكيكية . واكرر ان في هذه الفلسفة النظرية حقا غير قليل يراد به الباطل . لتمرير المؤامرة التي اعتقد جازما ان مساعي الخويلدي تساهم مخلصة ، مع مخلصين اخرين ، في دحضها بعفوية مدققة معقولة جدا .

٤- وهناك التماعات اخرى مهمة مثل تاشيرته حول / طبيعة وحدة الشكل والمضمون / وهو منحى خاص وعام لماتتضمنه معاني / الطبيعة / من اختلافات بين نص لاخر ومبدع الى ثان . ومثله / روح وجسد النص / و كذلك / الادراك الخاص والشعور / في النص . مما يستدعي بحثا مطولا لا اجد متسعا له حاليا بعد ان استعمرت كثيرا من اوقاتكم الثمينة
ولكم مزيد العرفان لصبركم .

* تعليق الخويلدي
الاستاذ الفرات بن علي ، قلمكم الفذ انال المادةَ سعتَها المرجوةَ ، وكما هو مثبّت انّ النَّص مخلوقٌ يعتمد اراداته من طبيعة عناصره المساهمة فيه ، حالُه حال اي تكوين في الوجود ، ومن ثمَّ يعتمد اراداتِه الخاصة ، اراداته الخَلْقِيّة ، أو كالجنين داخل رحم امِّه ، تكوّنَ من غيره بطريقة الهَدْمِ البَنّاء للكتل المُشْتَرِكةِ في تصيُّره بِدْءاً،
هنا صار فاتَّحَدَ في بعضه مع بعضه تكوّر اخذ وظيفتَه كما هو في صفاتِ جنسه ، غزالاً نعم غزالاً ، طيراً نعم طيراً
او حجرا وهكذا ، هذا من باب التكوين المسامي والمَشَجي للطينة ،
عندها وبذات اللحظة تبدو قوى جديدة تدبُّ في روح الموقف عند الشاعر نعم يشعر بها يحسُّها
تأتيه قوى مضافة لقواه المعتادة في الابتداع تداهمه حدَّ استفزازه ، يرى انَّ عجالة ونشاطاً غير نشاطه الاول ، يبدا الفنان بالمراجعة او الانتباه لزيادة الدفع ، يفرح
ينتشي يجدُ موضوعتَه في سواء مثمر وعافيةٍ تامّةٍ ، بها يدخل أُنسَه ،
هذا في مجمل بعد مطلع القصيدة ودون ذلك الى مايقارب المنتصف او الثُّلث ، نعم ومؤكد ان المخلوق النَّصي ركبَ نطاقَه الوظيفي الفسلجي ، وانفصل عن منجديه ابان تصَيُّره ،
اي استوفى نضجَه وبانت امارةُ بلوغه ، نقول في الوقت نفسه تستعجلُ القصيدةُ باظهار نفسها من عدميتها لتتباهى بحسنها امام خالقها قبل جميع المتلقّين ، لعلّها عشقت موجودَها الذي فيها وهي ادرى من غيرها عنه ، اذ راتْه اذا ما كان هو عينَه،
تعليقكم ايها الفاضل ، نحى ذات المنحى وازاد ،
ولاغرابة اذ بيّنتَ انّك مترددٌ اوّلاً ومن بعدها تلبّسكَ هوىً آخراً فولغتَ تفتضُّ ، نعم هو ذاته السياق الذي اسلفنا في الحوار عنه ، تمرُّ به حضرتُكَ ، فبدأ خطابكم في جني ثمراتِه حتى استوفت السَّلّةُ مما تعيّنُه لها من القطاف ، واذا بها امست صورةً تدفع بها ارادتُها حتى الاتمام والانفصال عنك ،
يكاد نقول انَّ فضل الشاعر على النَّصِّ كفضل الفلاح اذ يبذرُ البذرةَ في مخصَّصِها المكاني ، اذ يعطيها من ظلمة الرحم ماتوفّرَ ، حيث يدسُّها في مغمر التربة الملائم، لتنشأ ،
هكذا هي بذور التعبير ، تُطَشُّ وتُنَشُّ بعوامل الحسِّ والشعور والعواطف سُقْيَةً وشراباً ، ومن بعدها تخرج بادرتُها
وتظهر في نفسها فتُدْهِش ٠
والسلام تلميذكم ، عساني اصبت

* تعليق الاستاذ الفرات بن علي
حميد العنبر الخويلدي احسنت واصبت اخي الثمين وكانك تدعوني الى القراءة في مداخل ومذاهب رواق جديد من اروقة اجتهادكم الغنية .

* تعليق الخويلدي
استاذي الفاضل تحيات وقُبَل ،،،كلُّ كلمة من حضرتك تأخذ مداها من الفرح الارجواني داخل اساريري حين تشعرني اني في الموقع الصح ، وكانت قد ارضتْكَ
ابو فجر ،،،

* تعليق المبدع ثائر كاظم
الإستاذ الخويلدي لطريقتك في النقد الإعتباري حبالُ ثقةٍ بما أجدت من الكشف والمكاشفة بين الشاعر ونصّه وبين القارئء والنص ، هذه الثقة المؤيدة بلغةٍ خويلديةٍ لا نَتيهُ عن مرجعيتها إذا قرأناها ، فهنيئا لنا بك وهنيئا للشاعر بهذه المكاشفة الصادقة المعبرة عن هواجس النص .

* تعليق الشاعر عبد الفتاح المطلبي شاعر القصيدة
شكرا لأستاذي الناقد الإعتباري حميد العنبر الخويلدي على هذه الدراسة المكثفة في استنطاق القصيدة ومكاشفتها بمعايير النقد الإعتباري عبر لغةٍ عالية الهمّةِ تصنع مطرا للمعنى يبلل حروف النص وينعشها ، الخويلدي يتفرد بلغةٍ نقديةٍ تدعو القارئ وتكرمه عبر خطابٍ يلتذ به و يفيده ، كل التحايا لك أبافجر

* تعليق الخويلدي
Abdul-fattah Abdul-fattah هذا لمثل قصيدِكَ قليل ايها المبدع ونحن خجلى خشيةَ ان لانعطي حق ابداعكَ ، اعذرني ، ولو كان النقد ،
معجِباً عموماً نعم هناك ما يسبقُه من شعرٍ اجمل بكثير
وهذي معادلة معلومة ، الشعر الجميل ياتينا بنقد جميل حتماً
شاكراً الزملاء المشاركين والقرّاء

جمع وتحقيق
حميد العنبر الخويلدي
العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى