حميد العنبر الخويلدي - ومضةُ قصٍّ على منوال ومضة شعر ، نص نقدي مقابل

منحىً جديداً اعتمده الكاتبُ في طرازه القصصي هذا . والذي يتآخى أو يتصادى
مع ناموس الومضة الشعرية .والتي نعتبرها في التسلسل برعمة شعر . فلو قسنا هذا ، فأنَّ هناك جذراً سبقه وفرعاً وغصناً وغصيناً ، وأخيراً هناك لُفافةُ
البرعمِ المُبشّرِ بتفتّحه وامتداده .
كان حاملاً سرَّ قوّة الآتي من مخزون الشجرة
الوارف والمزهر إلى حيث اثماره وايناعه .
هذا التطابق مسحوب في رأينا لتجربة القصة وتنويعها الذي سبق في التراث وخاصةً القرآني الموحي بحركة دهور يختصرها لنا. فتتحمّل التفسير والتأويل
والظاهر بتقنية فنية لغوية من المعاني الكثيفة المتلبّسة لحركة ابعاد الزمن الكليّة.
وتأتي تجارب القصة الطويلة والرواية
والقصة الوسطية والقصيرة القصيرة
وبعدها هذا القصُّ المرصوص المحبوك
على نفس المرام الخازن لمحتوى قد يسعُ أزماتٍ
او مراحل تاريخيةً.
,وكما صنع الكاتب القاص اياد خضير
ب ( قصة نقاش )والتي قدّمَ لها إنها قصة قصيرة
وقد كان تاركاً عليها بصمةً في ذيلها ( جداً )
هذي ال جداً محض دلالةٍ واضحةٍ أو إشارة
للمتلقي اني ، نعني الكاتب ، حشّدتُ رؤاي وأفكاري افتراضاً
مني عليكم وحسب صفات الراهن الذي نعيشه ، إذ يُبْنى على الآتي:-
1-الاختصار
2-دقّةُ التوصيل
3- التكثيف
4- الرَّصفُ المُمْكِنُ والمطواع
5-مستوى بُلُوُغٍ للمعنى القصصي دالٍّ ، مَثَلُه فيها مَثَلُ
بلوغِ الخوخةِ يسحبُها منذ النشأة ، وهي حصرمةٌ إلى حين النضج واليناعة .
6- نقاوةُ واجتهادُ اللفظ المعادلِ ، نعني به اللغةَ ذات النَّفَسِ القصصي والحساسية.
هذي العوامل حبك الكاتب إيماضتَهُ القصصيّة على دفعها وتأثيرها الدِّلالي
البنيوي . والتي نعتبرها برعم القص ،
راجعٌ كلُّ ما اشّرناه إلى عمق تجربة القاص المستمكنة لاحداثيات الزمكان والمتمرسة
بكل مواصفات التنويع الروائي والقصصي
ونقول انَّ القصةَ القصيرةَ والقصيرةَ جدا
جنسٌ صعبٌ كذلك جداً
ولا تعطي نُظُمَها إلّا لمن بات خبرةً متعاليةَ الاعتبار والذروة .
اياد خضير كاتبٌ مَرْسُ الذراع والقلم
هنيئاً له...


============
القصة

قصة قصيرة جدا
( نقاش )


اجتمعوا الى طاولة ، اشتد النقاش بينهم وعندما لم يتوصلوا الى مفهوم الديمقراطية أمسكوا بأقداح الماء وسكبوها على أوراقهم امتزجت الأحرف معلنةً ضياع يومهم .
اياد خضير / العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى