عبدالرحمن مقلد - ليستْ ملهاةً تلك الحربُ

ليستْ ملهاةً تلك
الحربُ
تدقُ
تدقُ..
على الدقات يَهيِجُ الدَّم
ورقصةُ سالومي كبرى تبدأُ
والرقصةُ فوقَ الأطلالِ الخربةِ
بين الجُثثِ المُتآكلةِ
على شرفِ الغربانِ السُودِ
وشيخُ الحالةِ يبصقُ فوقَ النارِ
ليندلعَ الطوفانُ الدمويُّ المحمومُ
وتأتي الهدنةُ..
يهدأُ هذيانُ اللحظةِ
تبدأُ رقصةُ رجلٍ
يحملُ بين يديه ابنَتَه
وينتظرانِ الريحَ
يقولُ الجسدُ الصَدِئُ:
لكم أتمنى أن تحْمِلَك الريحُ
ويطير الشعرُ الأصفرُ حرًا
كم أتمنى
وتقولُ الابنةُ:
راقصني
بدلالٍ
هيا
هاتِ يديك
أعلمك الرقصَ
الرقصَ الواقفَ
في ملكوتٍ لا يملكُه الغيرُ
رقصُ سكونٍ
فلنلتحم الآنَ
هاتِ يديكَ
وناورْ
درْ أنصافَ الدَوْراتِ
وباعدْ بين الخطوةِ والتاليةِ
لا نحتاجُ الريحَ الآن..
الرقصُ الثابتُ يحتدمُ
النشوةُ تأخذُنا
والهدنة تبقى
وتطولُ الرقصةُ
رقصةُ رجلٍ يحملُ بين يديِه ابنَتَه

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى