أبو خراش الهذلي - رفوني وقالوا يا خويلد لا ترع

رَفَوني وَقالوا يا خُوَيلِدُ لا تُرَع
فَقُلتُ وَأَنكَرتُ الوُجوهَ هُمُ هُمُ
فَعَدَّيتُ شَيئاً وَالدَريسُ كَأَنَّما
يُزَعزِعُهُ وِردٌ مِنَ المومِ مُردِمُ
تَذَكُّرَ ما أَينَ المَفَرُّ وَإِنَّني
بِغَرزِ الَّذي يُنجي مِنَ المَوتِ مُعصِمُ
فَوَاللَهِ ما رَبداءَ أَو عِلجُ عانَةٍ
أَقَبُّ وَما إِن تَيسُ رَبلٍ مُصَمِّمُ
وَبُثَّت حِبالٌ في مَرادٍ يَرودُهُ
فَأَخطَأَهُ مِنها كِفافٌ مُخَزَّمُ
يَطيحُ إِذا الشَعراءَ صاتَت بِجَنبِهِ
كَما طاحَ قِدحُ المُستَفيضِ المُوَشَّمُ
كَأَنَّ المُلاءَ المَحضَ خَلفَ ذِراعِهِ
صُراحِيُّهُ وَالآخِنِيُّ المُتَحَّمُ
تَراهُ وَقَد فاتَ الرُماةَ كَأَنَّهُ
أَمامَ الكِلابِ مُصغِيَ الخَدِّ أَصلَمُ
بِأَجوَدَ مِنّي يَومَ كَفَّتُّ عادِياً
وَأَخطَأَني خَلفَ الثَنِيَّةِ أَسهُمُ
أُوائِلُ بِالشَدِّ الذَليقِ وَحَثَّني
لَدى المَتنِ مَشبوحُ الذِراعَينِ خَلجَمُ
تَذَكَّرَ ذَحلاً عِندَنا وَهُوَ فاتِكٌ
مِنَ القَومِ يَعروهُ اِجتِراءٌ وَمَأثَمُ
فَكِدتُ وَقَد خَلَّفتُ أَصحابَ فائِدٍ
لَدى حَجَرِ الشَغرى مِنَ الشَدِّ أُكلَمُ
تَقولُ اِبنَتي لَمّا رَأَتني عَشِيَّةً
سَلِمتَ وَما إِن كِدتَ بِالأَمسِ تَسلَمُ
وَلَولا دِراكُ الشَدِّ قاظَت حَليلَتي
تَخَيَّرُ مِن خُطّابِها وَهِيَ أَيِّمُ
فَتَقعُدُ أَو تَرضى مَكاني خَليفَةً
وَكادَ خِراشٌ يَومَ ذلِكَ يَيتَمُ
أعلى