أمل الكردفاني- زوبعة في الظهر

أنت تسير، تنام، تستيقظ، تدخل إلى الحمام، تذهب إلى العمل.. تفعل كل شيء دون أن تدري بأن هناك زوبعة خلفك.. زوبعة في الظهر..
هذي الزوبعة ليست إلا الروابط الكونية التي تتحرك بعنف لتخلق قدرك، إنها تتصارع، تتلوى وتتقاتل وتتلاكم لأن هناك قرار يريد أن يصدر بشأنك. قرار خطير في كل الأحوال وأياً كانت نتيجة ذلك الصراع الكوني. ذلك لأن القرار سواء كان إيجابياً أم سلبياً فهو سيؤثر على ما ستعتقد بأنه جودة حياتك. رغم أن الحياة في كل الأحوال ليست جيدة. لكن الزوبعة في ظهرك يا سيد ستستمر.
العالِم الهولندي الذي يتنبأ بالزلالزل عبر نظرية لا يريد المجتمع العلمي الاعتراف بها، حيث يعتقد هذا العالِم أن اقتران الأفلاك يؤثر على استقرار الأرض. وأنا أعتقد أننا نستطيع مد نظريته ليس فقط ليقتصر التأثير على استقرار الأرض بل على الكون بكل موجوداته الحية والجامدة، الكبيرة وشديدة الصغر. لقد تبين للكموميين أن الوحدات شديدة الصغر تتخذ تصرفات غريبة. تصبح تارة جسيمات وتارة طيفاً،..الخ. ويختلف الحال فقط لمجرد مراقبتها، وربما لأن مراقبتنا للأشياء تطلق طاقة مؤثرة على تلك الجسيمات. وأتذكر أننا في مرحلة الطفولة كان الكبار ينهوننا عن مراقبة البيض في أعشاش الطيور لأنه لن يفقس أو سيخرج الطائر مشوهاً. وربما لم يكن ذلك رأياً علمياً بل مجرد ملاحظات تاريخية. وربما ليس رأياً مدعوماً بأي اختبار معملي، لكن فرضيات الكم تدعم فكرة التأثر الكوني، تأثر كل الأشياء ببعضها البعض. في علم الجريمة، هناك جرائم تحدث في فصول معينة، فجرائم العنف تحدث في الصيف أكثر من باقي الفصول. وجرائم الجنس تكثر في الشتاء، والسرقات لها أيضاً أوقاتها وتقل الجريمة في الربيع. إن المناخ يؤثر في الهرمونات، ولذلك يكثر الاكتإب بين فصلي الصيف والشتاء... فالعالم يبدو كما لو كان مترابطاً بحيث يدعم نظرية وحدة الوجود ولكن ليس بمفهومها القديم. لذلك فإن هناك دائماً زوبعة في ظهرك.. كَوْنٌ في حالة صراع ليتشكل قرار بشأنك. قرار بموتك أو بفصلك من العمل أو نجاحك أو لقاءك بإنسان سيغير مجرى حياتك إلى الأبد، قد تلتقي بكره عميق يجعلك تتحول لجندي مقاتل، أو بحب كبير يجعلك تحب الحياة أو يقودك للإنتحار. لا أعرف، المهم أن الزوبعة في ظهرك دائما.. الزوبعة التي هي شيء علمي جداً، ولكنه علم غير مكتشف بعد. وإذا كان الله تعالى قد جعل لكل شيء سبباً، فإن كل الأشياء داخلة في القدر الإلهي، وليس القدر إلا قانوناً كونياً لا نعرف معادلته بعد. ولذلك نطلق على تلك المعادلة: زوبعة خلف الظهر.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى