مقتطف الكاتب والفنان رياض محسن المحمداوي - المطربة العراقية هناء مهدي صوت لايتكرر طوال 100 عام.

العب يحبيبي تمرن ..اول اغنية رياضية سجلت في الوطن العربي ولاتزال ترى النور.
هنــاء .. واحدة من الفنانات الكبيرات التي اشتهرت بصوتها واغنياتها ولم تتح لها فرصة مناسبة بان يتعرف على صورتها الجمهور العراقي والعربي والسبب الظلم الاداري لمسؤلين التلفزيون العراقي انذاك لكونها من المكفوفات.
لطالما الجمهور العراقي تغنون باغنيات هناء وعشق صوتها الجميل الصافي الذي لاتشوبه شائبة . حينما تستمع اليها وكانك تستمع لكراون او بلبل فتان . كانت تسجل اغنية في استوديو الاذاعة وقد سمع اللملن الراحل بليغ حمدي صوتها بالصدفة وهو يمر من جنب الاستوديو عند زيارته للعراق . حينها وقف وقال ( ايه ده الي بيغني .ده ملاك من السماْء نزل عندكم ياعراقيين ) فاستدار ودخل الاستوديو وهو مذهول بذلك الصوت الرخيم الذي قال عنه انه الصوت الاجمل الذي سمعته من كائن بشري في حياتي .؟ وحين انتهت من اداء اغنيتها اثنى عليها ولماعرفت انه بليغ بكت بدموع فرح ممزوجة بالحزن. فجلس معها قرابة الساعة وهي تسمعه ابتهالات واغاني وموشحات وهو منبهر بذلك الصوت حتى وعدها ان يلحن لها عمل من الاعمال الطويلة ويقدمها للجماهير العربية كسيدة للغناء العربي . الا ان الموت لم يمهل بليغ فضاعت فرصة هذه الفنانة التي تحلم بها طوال حياتها فحينها قررت الاعتزال والجلوس في بيتها ولاتعود للغناء. وتقول انها اكتفت براي بليغ حمدي مؤسس الحداثة في الموسيقى العربية.
رغم كل هذا الاان الكثير من الجماهير العراقية يعرفون صوتها ولم يتعرفوا على صورتها الا القليل منهم ومن الوسط الفني والاعلامي.بسبب ظلم الاعلام لها لعدم ظهورها على شاشة التلفاز لكونها ظريرة .
غنت هذه الفنانة الكبيرة للشاعر الكبير زامل سعيد فتاح ومن الحان طالب القرغولي اغنية من اجمل الاغاني التي تقول.
يكلون باجر تمر ضحكة فجر عالليل .. يكلون باجر تمر ضحكة وقصيدة وهيل
يكلون باجر تمر وجهك طفل وازهر .. وبوجنتك شمس الضحى وبشفافك العنبر
لقد جاء اليوم الذي يجب ان تتعرف الجماهير العراقية على صاحبة الصوت الشجي الذي طال ما عشقته الجماهير ورددو اغنياتها .انها الفنانة العراقية الكبيرة هناء واشهراغنياتها ( العب يحبيبي اتمرن العب بالساحة اتفنن) والتي لم تتكرر مثلها أغنية رياضية في تاريخ الفن الحديث بعذوبتها روحها العراقية الأصيلة وهي الاغنية الوحيدة التي كانت من أهم عوامل الدعم المعنوي للمنتخبات الوطنية العراقية عبرتاريخها ، والتي كتبها ولحنها الفنان الشامل الملحن والموسيقي والشاعر والمخرج الراحل خزعل مهدي. وهوزوج شقيقة هناء الكبرى.
ورغم ان هناء كانت مقلة في الظهور من على شاشة التلفاز بسبب كونها ضريرة .. ولكنها كانت من عضوات الكورال التابع للاذاعة التلفزيون وهي شاهد على اغلب اغاني المطربين العراقيين. هذا لم يمنع محبي صوتها العذب أن ينجذبوا اليها والى صوتها من خلال أغنيات بقيت خالدة ليومنا هذا ومنها أغنية ( صباح الخير .على شواطي دجلة مر يامنيتي وقت الفجر ) التي غنتها بعد فترة فرقة الانشاد العراقية .. كذلك لايفوتنا أن الفنانة الكبيرة هناء مهدي قد اشتهرت من خلال أغنيتها الرياضية الخالدة والباقية في ضمير الجميع معتمدة على صفاء ونقاوة صوتها وعذوبته وشجنه فتمكنت من أسر قلوب محبي فنها بهذه الاغنية الرياضية الشهيرة بصوتها العراقي الملائكي الساحر الذي دخل تاريخ الغناء العراقي الحديث . ثم عرفها العراقيون في واحدة وقد تكون الوحيدة من أجمل الأغاني الرمضانية التراثية وهي اغنية (ماجينه يا ما جينه.. يا أهل السطوح.. تنطونه لو نروح) واغنيتها الرائعة صارت شمعاتك عشرين لمقدمة المسلسل الاذاعي فتاة في العشرين الذي بث من اذاعة بغداد نهاية السبعينات قبل ان يتحول الي مسلسل تلفزيوني تقوم ببطولته شذى سالم وعبد المطلب السنيد . والتي تقول كلماتها.احب حبك علمني أحب الناس كل الناس/ أحبك حب خلاني أفيض احساس فوق احساس.كما غنت للملحن الكبير الراحل طالب القره غولي اغنيتين هما .يا حبيبي و يكلون باجر تمر. الأولي كتبها الشاعركاظم عبد الجبار واغنية يا حبيبي بس إلك وحدك كلتها.. كتبها الشاعر الكبير الراحل زامل سعيد فتاح.
لقدظلمت هذه الفنانة الكبيرة حالها حال الكثيرين من المواهب المبدعة لكونها ضريرة ولم تسلط عليها اضواء الاعلام ولم يهتم بها المسؤلين باعطائها الاهتمام الاوفر فهي من الفنانات الاتي ليس لهن مثيل لصوتها العذب وخبرتها في الغناء وثقافتها الموسيقية في معرفة الانغام والمقامات وطبقات الصوت وتعزف الة العود .فلوكانوا قد اهتموا بها واعطوها فرصة في الالحان واهتمام اعلامي اوفر لكانت شهرتها لاتقل عن شهرة ام كلثوم او ورده الجزائرية وغيرهن من النجمات العربيات.فقد ظلمت هذه الفنانة بسبب سياسة التلفزيون والاعلام تجاه المعاقين رغم ان الجميع يعترف انها من اجمل الاصوات في تاريخ الاغنية العراقية .
عاشت هناء في بيت فني وعائلة يحيطها فنانيين كبار امثال ازواج اختيها الفنان الكبير خزعل مهدي والفنان الكبير جميل قشطة زوج اختها الاخرى فقد نالت من هؤلاء الرعاية والاهتمام والخبرة في الغناء والموسيقى وكان الفنان خزعل مهدي هو اول من اكتشف هناء ولحن لها وعرفها على الوسط الفني والجمهور العراقي وقد عينت في الاذاعة في قسم الكورال. وق ساهمت في تسجيل اغلب الاغاني العراقية التي فيها كورال .
فقد تحدثت اليها وسالتها عن رايها بما يحدث من غناء اليوم:
فقد تاسفت كثيرآ وفالت . ان الغناء العراقي والعربي قد انحدر نحو الهاوية واصبح لايرتقي لطموحات الجماهير ولالمتذوقين الطرب الاصيل لما وصلت به المواصيل من استخفاف في الكلام والغناء والحان واصوات لاتمت بصلة الى الاغنية العراقية الملتزمة والمتحشمة والتي لها تاريخ مشرف . وهذا الاستخفاف يستهدف تاريخنا وحضاراتنا واخلاقيات شعوبنا العربية وقد ساهم به الاعلام العربي بصورة عامة عبر سنين طوال . فاصبح الصمت هو طريق كل فنان له مبداء ويحمل بداخله مباديء الخلق وكثيرين من الفنانيين الحقيقيين قد اختاروا الاعتزال واحترام تاريخهم الفني واحتجاجآ على مايحدث اليوم من تفاهه وانحدار لااخلاقي للاغنية العربية الا القليلين ممن يكافحون على بقاء نهجهم في الغناء العربي الاصيل . اما الجزء الاكبر الفنانيين الكبار قد التزموا طريق الصمت احتجاجآ على مايمر به الفن العراقي من هجمة شرسة على كل المستويات سواء في الغناء والموسيقى او في المسرح وغيرها من الفنون والثقافة العربية وخصوصآ العراقية والتي استهدفت من قبل الاحتلال واعوانه .لكونها تحمل ثقافة شعب عريق له تاريخ وحضارات حتى بات الفنانون انفسهم في خطر جسيم لكونهم يحملون ارثآ فنيآ عراقيآ كبيرفجعلوا الكثيرين منهم في مربع الخطر فهاجر من هاجر ومات منهم الكثيرين وهم يعانون الموض والعوز واهمال الحكومات حتى اكثرهم قطعت مرتباتهم المعاشية ولم يعد لهم مكان في بلادهم هذا هو حال الفنان العراقي الذي لم تنصفه الحكومات اواي منظمة انسانية لحقوق الاانسان لحمايته اوحماية ارث العراق الثقافي . فماكان من هناء وغيرها سوى الاختفاء والتزام الصمت . وقد ساهم الاعلام الغربي المعادي للعروبة في دعم الاغاني الهابطة ونشرها لكي يستبدلوا ثقافة شعوبنا العربية من الاصالة للفوضى والالابتذال وهذا يساهم مستقبلا في طمس معالم حضارتنا التي بنيت من قبل الاجداد على اسس القيم والاخلاق. وبهذا اعلن ان الغناء العربي سيدفن قريبآ في نعش الغرب والى الابد .
هناء لاتزال تسكن في بغداد مع اختواتها ولم يتبقى لها سوى ارث غنائي كبير وخليط من ذكريات جميلة ومره. حينما كان الوطن معافى.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى