سعيد گنيش - توضيح حول نداء

توصلت مساء 18/11/2023 بنداء مرفق بتوقيعات عنوانه "من أجل الايقاف الفوري للتطبيع وقطع العلاقات مع الكيان". أسلوب العرائض الموقعة أرفضه قطعا خاصة على المواقع الاجتماعية بسبب عدم معرفة الجهة المبادرة، وأيضا للموقف المتعالي للموقعين الذين يضعون أنفسهم كنخبة قائدة ويسمون أنفسهم ناشطين وفعاليات...الخ. علما أن غالبيتهم ينتمون لما يسمى بالمجتمع المدني المخترق ويخدمون أجندات مشبوهة هي صاحبة التمويل، وهذا ما أكدته التجربة.
من حيث المضمون فإن النداء يحمل توجهات ومواقف متصهينة وأخرى مغلوطة عن الواقع والحقائق التاريخية المرتبطة بالصراع العربي مع العدو الصهيو_ امريكي وذيوله من الرجعية العربية، تتناقض جوهريا مع مصلحة الشعب المغربي. بتركيز شديد.
أولا: يعتبر النداء المذكور علاقة النظام المخزني مع الكيان مجرد علاقة ديبلوماسية مع "دولة طبيعية" يجب فسخها مؤقتا، وليست علاقة تحالف من موقع تبعي مع كيان استعماري إحلالي واستيطاني وبالنتيجة هو عنصري. لقد تم تكريس هذه العلاقة التبعية لعقود على جميع المستويات، حيث تحولت البلاد الى منصة مخترقة من الكيان من أجل العدوان في المنطقة واشعال الحروب والحرائق. وحيث يشكل الكيان الغاصب عدو مباشر للشعب المغربي يستهدف سيادته ووحدته الداخلية وتحرره وديمقراطيته وارتباط مستقبله بشعوب المنطقة في التحرر والوحدة. لذلك فإن النضال من اجل اجتثاث الوجود الصهيوني والصهاينة من بلدنا هو الهدف. والمدخل لهذا الاجتثاث هو الغاء التطبيع الرسمي وتجريمه ومتابعة كل يهودي مغربي بالغ يحمل جنسية الكيان، أمام القضاء بجرائم الحرب وجرائم ضد الانسانية.
تانيا: اتفاق أوسلو ليس اطارا للتسوية ولم يكن كذلك، فهو اطارا لتصفية القضية الفلسطينية، وبالصريح هو اعتراف م.ت.ف. بالكيان والقبول بهيمنة أمريكا على المنطقة، والتنازل عن المقاومة الم.س.ل.ح.ة في التحرير، والتنازل عن الارض التاريخية لفلسطين وعلى حق العودة... مقابل ماذا؟ الاعتراف بم.ت.ف. بعد أن تخلت عن كل شيء وتحولت المنظمة إلى "سلطة" مطبعة وبائسة متعاونة مع العدو ضد المقاومة ومصالح الشعب الفلسطيني.
ثالثا: اعتبار حل الدولتين المزعوم هو الخيار عند أصحاب النداء. وهو يشكل اعتراف وتطبيع واضح بكيان مصطنع مشكل من 100 قومية على حساب شعب فلسطين العربي. هذا الكيان الذي يشكل مستوطنة عسكرية للغرب الامبريالي في المنطقة للعدوان والتوسع وحجز تحرر شعوبها وتنميتها ووحدتها وخدمة مصالح حلف أمريكا في المنطقة.
رابعا: لا شيء في النداء عن إدانة أمريكا مع حلفها لدورها المباشر في حرب الإبادة التي تقودها عسكريا وتسليحا وبتغطية سياسية ودبلوماسية وإعلامية على شعب غزة بعد عملية التحرير لعملية طوفان الأقصى البطولية في يوم 07 أكتوبر. إن الصمت المطبق في رأيي عن دور أمريكا في استمرار عدوان الإبادة إلى اليوم ورفضها أي موقف يطالب بوقف الإبادة على شعب غزة كأولوية يشكل مفتاحا لفهم نوايا أصحاب النداء في هذه المرحلة من العدوان، فهل فاتهم مثلا المظاهرات الشعبية المتصاعدة في قلب مدن أمريكا بإيقاف العدوان؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى