طه محمد علي - ضحك على ذقون القتلة!

قاسم .. !
تُرى ..
أين أنت .؟!
أنا لم أنسك
خلال هذه السنين ..
الطويلة
كاسوار المقابر .!
دائماً
اسأل عنك العشب
واكوام التراب .!
أأنت حي
بعكاز وهيئة وذكريات .!؟
وهل تزوجت
ولك خيمه واولاد !؟
هل حججت !؟
ام قتلوك
على مداخل تلال الصفيح !؟
ام يا قاسم
لم تكبر ..
واختبأت عند العاشرة !؟
فلما تزل ..
قاسم الصبي :
الذي يركض ويضحك
ويقفز عن السناسل .!؟
يحب اللوز ..
ويبحث عن عشاش العصافير !؟
*****
حتى إن كانوا يا قاسم
قد "فعلوها "
وقتلوك ..!
فيقيني انك "ضَحِكْتَ " على قاتليك
كما "ضَحِكْتَ " على السنين .!
فهم بالتأكيد
لم يجدوا جثتك
على كتف الطريقي
لم يعثروا عليها
لا في مصبات الانهر
ولا على الرفوف .!
ولا على طريق الحج
ولا تحت الانقاض .!
ولان احداً
لم يرك
وانت تخفي جثمانك !
فما من انسّي
سيعثر عليك .!
ما من جهة
ستقع على عظمة منك
او إبهام يخصُك
او فردة حذاء بقياس قدمك !!
"لقد ضللتهم يا قاسم .!!"
*****
لقد حسدتك دائماً
يا قاسم
على حسن اختبائك
في "الغًمَّيْضَة "
التي طالما لعبناها
حفاة في الامسيات
ونحن اطفال ..
قبل أربعين سنه .!!

طه محمد علي
28.8.1988
أعلى