علجية عيش - فتاوَى بمنع الإحتفال بـ: "عيد يناير" باعتباره عيدٌ وثنيٌّ

منظمة اليونسكو ضمت الاحتفال بالسنة الأمازيغية ضمن التراث العالمي اللامادي

أطلق بعض شيوخ الدعوة في الجزائر فتوى مفادها أن الاحتفال بالسنة الأمازيغية "عيد يناير" باطل و غير شرعي، و لا علاقة له بالأعياد الدينية، بل هو أشرّ من الاحتفال بالكريسماس ورأس السنة الميلادية ، و الاحتفال بالنيروز كذلك و هو العيد الذي يحتفل به الأقباط في مصر هو عيد غير معروف في أوروبا و المشرق، بل هو كما تؤكد بعض الدراسات خاص بدول شمال افريقيا، و أشار أصحاب الفتوى إلى أن "يناير" هو اسم يطلق على إله الرومان، و هو ما يدعو إلى الخطر، كون الاحتفال يزيد من جهل المسلمين و يدفعهم إلى ارتكاب الأخطاء في حق الله
images

و قال واحد من أصحاب الفتوى و هو الشيخ أبو صالح الجزائري في رسالة وصلتنا عبر موقع التواصل الاجتماعي أن الاعتقاد بأن يناير هو شهر أمازيغي للسكان الأصليين في شمال إفريقيا، لا أساس له من الصحة، و الحقيقة أن كثير من سكان شمال إفريقيا يفتخرون بهذا الاحتفال و يقيمون له الولائم و الطقوس خاطئ، و نسب بعضهم الاحتفال بنصرة شيشناق الوثني، و آخرون تعلقوا بأساطير من الخيال، و قال صاحب الرسالة أن حقيقة يناير ( ينايرس ) lanuarius عند الرومان هو نسبة إلى جانوس أو يانوس إله الشمس عندهم الذي يحرس أبواب السماء و هو اله البدايات و النهايات و اله الحرب و السلم، و قد رسموا له صورة إنسان له وجهين متعاكسين، يتحكم بهما في الماضي و الحاضر، كان الرومان يعبدونه و يحتفلون به لمدة 12 يوما، و هي الأيام الأولى من شهر جانفي ( يناير) يقدمون فيه القرابين و الأضحيات، و يقيمون الطقوس كما يمتنعون فيه عن العمل ( زراعة الأرض)، و قد كانوا في أول أيامه يلقون نظرة إلى الماضي، ونظرة أخرى إلى المستقبل مستبشرين بالعام الجديد، حتى اليوم 13 يعودون فيه إلى حياتهم الطبيعية، كما كانوا يعتقدون أن جانوس هو رب السنة الفلاحية.

تقول الرسالة أن جانوس كان له معبد تفتح أبوابه أيام الحرب و تغلق أيام السلم، و له 12 بابا بعدد شهور السنة، و في أول يوم منه كانوا يقيمون له الاحتفال، حيث يقدمون له كل ما هو مسكر ، من عسل و تمر و حلوى، حتى أصبح عيدا وثنيا، تقول بعض الكتابات أنه في عام 700 قبل الميلاد قام رومولوس خليفة الملك نوما بومبيليوس بإضافة الشهور يناير و فبراير، ليصبح التقويم مساويا للسنة القمرية، و قد توارثت هذه الاحتفالات في المماليك الرومانية من بينها إمارة نوميديا في شمال إفريقيا (الجزائر) و صار فيما بعد عيد رأس السنة الأمازيغية، غير أن الأمازيغ و بالأخص سكان منطقة القبائل وجدوا في الإحتفال بالسنة الأمازيغية فرصة لتكريس مطلبهم المتمثل في الاعتراف بهويتهم والدفاع عن الثقافة الأمازيغية و ترسيم اللغة الأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية، خاصة بعد ما ضمت منظمة اليونسكو الاحتفال بالسنة الأمازيغية ضمن التراث العالمي اللامادي باعتبارها تقليدا تاريخيا عريقا تتداوله الأجيال إلى جانب التيفيناغ.

و يناير له أسماء عديدة حسب اختلاف التعابير الأمازيغية في شمال افريقيا، و السنة الأمازيغية تبدتدئ من سنة 950 قبل الميلاد، و بالتالي فإن التقويم الأمازيغي اقدم من التقويم الميلادي عند المسيحيين، و قد أوضح الشيخ أبو صالح الجزائري بالقول أن عامة القبائل ورثوا هذا الإحتفال تقليدا و ليس اعتقادا، و لكن هناك من يريد ضرب الإنتماء إلى ضرب حضارة الإسلام الذي استقبله البرابرة بحفاوة و كانوا صناع مجده في المغرب و الأندلس، تجدر الإشارة أن الإحتفالات بالسنة الجديدة كثيرة و تختلف من مجتمع لأخر، فإلى جانب الاحتفال بالسنة الميلادية التي يقيمها عادة المسيحيون، توجد أعياد أخرى منها ما يعرف بعيد " النيروز" الذي أشار إليه الشيخ أبو صالح الجزائري، إذ تحتفل فيه العديد من بلدان قارة آسيا، والشرق الأوسط، ودول البلقان، والقوقاز ، و يوافق هذا العيد رأس السنة وفق التقويم الشمسي، كما يختلف حسب الأساطير، و عيد النيروز في بلاد الفرس ( إيران) يختلف عنه عند الأكراد، غير انه يلقى اهتماما كبيرا لدى هذه الشعوب بعدما تحول إلى تراث عالمي من قبل منظمة اليونسكو في سنة 2009.

علجية عيش

تعليقات

صدق المتنبي حين قال:
عيـدٌ بِأَيَّـةِ حــالٍ عُدتَ يا عيدُ
بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ
أَمّـا الأَحِبَّــــةُ فَالبَيداءُ دونَهُمُ
فَلَيتَ دونَـكَ بيداً دونَـــها بيدُ
جميل مايكتبه يراعلك تحيتي لك
 
أعلى