نادية نواصر - قصتي مع ديواني الاول (راهبة في ديرها الحزين) الذي طبع سنة 1981

قصتي مع ديواني الاول (راهبة في ديرها الحزين)
الذي طبع سنة 1981
كتبته في ال17 وطبعته في سن ال20
ليس في حوزتي إلا نسخة واحدة منه
ونسخة أخرى سرقت خلال عرضي لكتبي بمدينة عنابة، بقدر حزني عليها، كنت سعيدة بالمواطن المجهول الذي سرق ديواني،

1.jpg

عندما تقاضيت أول مرتب لي من وظيفتي وانا أبلغ العشرين من عمري، اخبرت والدي انني اريد ان اطبع ديوانا شعريا، بارك والدي هذه الخطوة واتصلنا بالشيخ عياط صاحب مطبعة البعث في قسنطينة، وبعد التشاور في المبلغ والحجم وكل إجراءات الطبع، وعند الاتفاق سافرنا انا ووالدي إلى قسنطينة فجرا لقلة المواصلات آنذاك وعلينا أن نصارع في المحطة لأجل الحصول على مقعدين واحد لي والآخر لأبي، عند الوصول إلى قسنطينة كان الثلج يكسو الشوارع والجبال، أحسست باصابعي فقدت الإحساس وكأنها انفصلت عن مشطة الرجل، وكلما شعرت بالبرد، ادخلني ابي إلى مقهى من المقاهي لتناول كوب من الحليب او الشاي الساخن، وهكذا كان والدي يصحبني إلى المطبعة في كل مرة لأن الديوان يتطلب المراجعة والتصحيح والتدقيق اللغوي، طبع الديوان وانا برفقة والدي العظيم، فرافقني لاستلامه 1500 نسخة احضرناها في 404 bâché. صدر ديواني الذي احدث ضجة حتى أن الكاتب أحمد دوغان أشاد بهذه الموهبة المبكرة واللغة الرهيبة، تناولته الصحف والجرائد الوطنية بشغف، طبعت ديواني هذا بدافع العناد لان شخصا من مدينة عنابة كان بهاتف جريدة النصر ويحرض مسؤول الصفحة على عدم نشر نصوصي إلى أن جاء الاديب والإعلامي علاوة وهبي فنشر كل إنتاجي وكان داعما لكل ما اكتبه ممتنة لهذا الرجل الطيب، ولأن مؤسسة la sned رفضت اعمالي بحجة صغر سني، هكذا انا كلما حاولوا كسري ازددت انتصارا، حتى أن والدي العزيز كان يقول لي بكل محبة احيانا: (راسك خشين يا بنتي).. احيانا العناد طريقة لإثبات وجودنا والدرع الواقي في وجه الرياح

2.jpg

شكرا على تفهمك يا ابي، شكرا لأنك سمحت لي بأن اكون شاعرة في زمن كانت المرأة فيه عورة، كنت وسط ثلة من الشعراء في مدينة عنابة، بعد بلقاسم عرجوني وعبد الله بن ضيف، واحمد شريبط، وسمير رايس، وعبد الحميد شكيل،
شكرا يا ابي فخورة أنك ابي، انك جزء من هذا النجاح وهذه الاستمرارية، حفظك المولى وأطال في عمرك يا اروع اب في الدنيا

ن..ن

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى