د. محمد عباس محمد عرابي - من جهود الدراعمة الرواد جهود الأديب الشاعر الدكتور عبدالعزيز عتيق (1906- 1976) في خدمة البلاغة والنقد

الأديب الشاعر الدكتور عبد العزيز عتيق(1906- 1976)


1.jpg


إعداد /محمد عباس محمد عرابي

الدكتور الأديب الشاعر الدكتور عبد العزيز عتيق من أبرز الدراعمة الرواد الذين لهم جهود رائدة في خدمة البلاغة والنقد (1906- 1976) ، رحمه الله
فمن هو الأديب الشاعر الدكتور عبد العزيز عتيق(1906- 1976)
وما جهوده في خدمة البلاغة والنقد وما جهوده في الإبداع الشعري ؟
وهو ما يجيب عنه هذا المقال من خلال خمسة محاور :

المحور الأول مولده ودراسته وعمله:
الدكتور الأديب الشاعر الدكتور عبد العزيز عتيق من مواليد محافظة القليوبيةالمصرية، تنقل في حياته بين في مصر وإنجلترا ولبنان، التحق بالتعليم الديني الأزهري عام وتعلم في مدرسة المعلمين العليا، ومدرسة القضاء الشرعي، ثم دار العلوم، وتخرج منها عام 1932، ثم حصل على الدكتوراه من جامعة لندن في إنجلترا عام 1948.

عمله:
عمل الدكتور الأديب الشاعر الدكتور عبد العزيز عتيق :
موظفًا في وزارة الثقافة
مدير مساعد لإدارة الثقافة بوزارة التربية.
مدرسًا في المدارس المصرية،
مدرسًا للغة العربية في لندن
وملحق ثقافي بسفارة مصر في المملكة المتحدة حتى عام 1955
أول عميد لكلية الآداب في جامعة بيروت العربية فرع جامعة الإسكندرية.
المحور الثاني :إبداعه الشعري :
للشاعر الدكتور عبد العزيز عتيق العديد من الأشعار جمعها في الدواوين التالية :
ديوان «عتيق» مطبعة العلوم بشارع الخليج، القاهرة، 160 صفحة، 1932.
ديوان «أحلام النخيل»، مكتبة مصر، القاهرة، 255 صفحة، 1935.
ديوان «أحلام النخيل الجزء الثاني»، 1960، تقديم طه حسين.


3.jpg


خصائص شعره :
وتتنوع موضوعاته بين وصف الطبيعة والافتتان بها وتدبر آيها.
التعبير عن خلجات النفس الإنسانية. الطبيعة في شعره ترتبط بالريف والحياة الريفية في ميت غمر في وسط الدلتا.
جاء شعر الدكتورعبد العزيز عتيق بين المقطوعات القصيرة والقصائد المطولة، يميل إلى تقسيم القصيدة لمقاطع
ويملك قصائد يميل فيها إلى التجديد باستخدام السطر الشعري مع المحافظة على الوزن والقافية.
المحور الثالث :أبرز مؤلفاته :
الدكتور عبد العزيز عتيق هو صاحب الكتب الشهيرة : تاريخ البلاغة العربية، علم البيان، علم المعاني
وفيما يلي عرض لهذه الكتب
علم العروض والقافية، دار النهضة العربية، بيروت، 211 صفحة، 1969.
المدخل إلى علم النحو والصرف
في الأدب الإسلامي والاموي.
أرض الذهب، دار الشروق للنشر والتوزيع، 1985
في تاريخ البلاغة العربية، 1970
موسوعة بلاغية في أربعة أجزاء، مكتبة النهضة العربية، بيروت، 1972.
ناقد الحجاز: أخباره ونقده، جامعة بيروت العربية، بيروت، 8 صفحات، 1972
في النقد الادبي، دار النهضة، بيروت، 378 صفحة، 1972
- ألف موسوعة بلاغية في أربعة أجزاء:
من مقدمة في علم البلاغة
علم البيان، مكتبة النهضة العربية، بيروت، 227 صفحة، 1974.

1.jpg

علم المعاني، دار الآفاق العربية، 172 صفحة، 1998
علم البديع، مكتبة النهضة العربية، بيروت، 236 صفحة، 1974
الأدب العربي في الأندلس دار النهضة العربية، بيروت،502 صفحة، 1976.
تاريخ النقد الأدبي عند العرب، دار النهضة العربية، 401 صفحة ، 1974.
تتميز مؤلفاته بحسن العرض ،وغزارة المعلومات ودقتها .


2.jpg

المحور الرابع: موسوعته في علم البلاغة
تعد موسوعته في علم البلاغة شاملة جامعة تناول فيها الدكتور عبد العزيز عتيق أقسام علم البلاغة الثلاث (البيان والمعاني والبديع).
ففي كتاب علم البيانيبدأ الكتاب في الحديث عن تاريخ علم البيان وتطوره وأهم العلماء الذين تناولوا الحديث عن هذا العلم، فيمهد الطريق ويسلط الضوء على أهم المراحل التي أثرت في تكون هذا العلم حتى وصل إلينا بشكله الحالي.
ومن ثم يتناول الكتاب أقسام علم البيان بداية بالتشبيه وتفاصيله ثم ينتقل للحديث عن الحقيقة والمجاز طارحا الآراء السابقة للعلماء في هذا الباب ومناقشا لها، ومتناولا أقسام المجاز وهي المجاز العقلي واللغوي ومنها يفصل الحديث عن المجاز المرسل والاستعارة، ثم يختتم الكتاب بالحديث عن الكناية.
يتميز الكتاب بالبساطة في الشرح ومحاولة إيصال الفكرة بأسهل الطرق مع الإكثار من ضرب الأمثلة والتعليق عليها وتفصيلها، مبتعدا عن الخوض في التفاصيل والاختلافات بين العلماء في مسائل هذا العلم والتقسيمات العديدة لأبوابه.
المحور الخامس : * نظرة في كتاب "ناقد الحجاز" للدكتور عبد العزيز عتيق، يقول الأستاذ جورج أبو الدنين في هذا المقال ما يلي :
وقد ذكر عبد العزيز عتيق في كتابه "تاريخ النقد الأدبي عند العرب" :
وفيما يلي خلاصة ما بينهالأستاذ جورج في مقال وبحثه :
بين كيف تطور النقد تدريجياً من الذوق والانطباع في العصر الجاهلي إلى اعتماد مقاييس معينة في العصر الأموي، وكل ذلك ناتج عن عوامل عدة، أهمها ظهور الدعوة الإسلامية والفتوحات والانفتاح على الثقافات الأخرى، وأيضاً كأمر طبيعي ذلك التطور في حياة الأفراد وأفكارهم
وأشار إلى الميزة التي امتلكها ابن أبي عتيق في النقد، من مصداقية ونزاهة في الحكم، واعتماد مقاييس مميزة، وقبول للشعر باختلاف أصنافه والقول والرواية والنقد فيه، فهو بحق من اهم وأبرز النقاد الذين رسموا الطريق الصحيح لاستمرارية النقد ومواكبته الشعر وموضوعاته المتجددة بتجدد العوامل والظروف الحياتية
-أخذ المجتمع الحجازيّ في العصر الأموي يتحضّر بفعل عوامل شتّى جديدة طرأت عليه من الداخل والخارج، وكان الطابع الغالب على الحياة الحجازية الجديدة في هذا العصر هو طابع الترف في كل شيء، وقد مسّ هذا الترف الشعر، فتغلغل في موضوعات ومعانيه وصوره، كما مسّ ديباجة هذا الشعر المتمثلة في في ألفاظه وصياغته وأسالبيبه، فهي ديباجة أبعد ما تكون عن الجفوة والغلظة، والتعقيد والالتواء، والغموض والإبهام، وما أشبه سماتها بسمات الحياة الظاهرة والباطنة التي كان يحياها شعراء الغزل في الحجاز.
- عرض لمآخذ بعض النقاد والادباء على الشعراء، أو مآخذ الشعراء على بعضهم بعضاً، وقد لَمَستْ هذه المآخذ جوانب مختلفة من الشعر، جوانب تكشف عن اختلاف ذوق النقاد وهواهم، كما تدل على اتساع مجال النقد وتطوره.
-تمثّل النقد في بيئة الحجاز في العصر الأموي بصور عدّة، تختلف من طبقة لأخرى، ومن شاعر لآخر، تبعاً لعوامل الثقافة والمعرفة والمكانة، وغيرها من العوامل
-عرض النقاد في ذلك العصر كذلك لصفات الألفاظ، فعابوا من الشاعر أن يتراوح أسلوبه بين جزالة البدو ورقّة الحَضَر في التعبير عن المعنى الواحد
- يرى جارى بعض الخلفاء الراشدين عمرَ في تطوير الأحكام النقدية ولكنهم لم يتوسعوا فيها، وبالنسبة للشعراء في هذا العصر والمثقفين فقد اقتصر نشاطهم على أحكام نقدية مجملة، فجهود عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبعض ما قام به الخلفاء الراشدون الآخرون، وتوجيهات ابن عباس للشعر وجهة إسلامية، كلها جعلت هذ العصر يختلف عن الشعر في العصر الجاهلي وعصر الرسول عليه الصلاة والسلام.
وذكر عدة صور للنقد في الجاهلية، وهي على النحو التالي:
1. تناول اللفظ أو الصياغة، فيأخذ الناقد عدم تمكن الشاعر من دلالات الألفاظ، ومثل ذلك ما أخذه طرفة على المسيب بن علس حين أعطى صفة الناقة "الصيعريّة" للجمل فقال: "استنوق الجمل":
وقد أتناسى الهمَّ عند احتضاره بناجٍ عليه الصيعريّة مكدَمِ
2. تناول المعنى، كقول الأعشى حين أخطأ في مدح الحاكم واعتبر عدم اختباره من المدائح مع أنها تضعف الحكم:.
3. تناول الصورة الشعرية من حيث قدرة الشاعر على أدائها أو عدم قدرته
4. التطرّق إلى الغلوّ في المبالغة وعَدّها من عيوب الشعر، فقد كانت النظرة الجاهلية إلى المبالغة على أنها مما يفسد المعنى وينافي الصدق، وفي ذلك التفات مبكر ولو جزئي إلى عنصر الصدق في الشعر واتخاذه أصلاً من أصول النقد.
5. ومن صور النقد في العصر الجاهلي كذلك الحكم على عمل الشاعر بشكل عام6. الحكم على بعض القصائد بأنها بالغةٌ منزلة عليا في الجودة بالقياس إلى غيرها، فقد كانوا يتخيرون قصائد بأعيانها، ويخلعون عليها ألقاباً تُجمِل رأيَ الناقد أو الحَكَم فيها.
7. كان لقريش دور في رقيّ النقد، وهذا من خلال بسط لغتها على القبائل الأخرى ووقوفها موقف الناقد المتخيّر في اختيارها أحسن الألفاظ والأساليب عند كل قبيلة، وتبعاً لذلك كان الشعراء ينظمون بلغتها، فما قبلوه كان مقبولاً ما رفضوه كان مرفوضاً.
*وختامًا :رحم الله الدكتور عبد العزيز عتيق رحمة واسعة ،وإني اقترح اسمه على الشوارع الشهيرة في القليوبية وعقد مؤتمر دولي حول جهوده في علم البلاغة وعلى الباحثين دراسة تراثه وشعره .





المراجع
يسري عبد الغني ،عبد العزيز عتيق بين الشعر والنقد، مركز الأصالة والمعاصرة للبحث العلمي والتنمية الثقافية
عبد العزيز عتيق
نظرة في كتاب "ناقد الحجاز" للدكتور عبد العزيز عتيق، للأستاذ جورج أبو الدنين
نظرة في كتاب "ابن أبي عتيق- ناقد الحجاز" للدكتور عبد العزيز عتيق نظرة في كتاب "ناقد الحجاز" للدكتور عبد العزيز عتيق، للأستاذ جورج أبو الدنين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى