رضا أحمد - غواية الغرق

لمرة أخيرة
وقفت شوكة في حلقه.
أحسَّ أن وخز الألم منعش،
وأن الشوكة بإمكانها
أن تغني لو أنصت
أن تزرع في معدته المحيط،
المراكب الضائعة
وسنانير.
أن تكون بذرة سمكته الذهبية
لو فتحوا قبره
وغرقوا
في الملح.
لمرة ثانية
جلب رملًا إلى سريره
من الذي نعثر عليه
في جيوب الغرقى
وصانعي المرايا
والوحيدين.
فكّر أن يرتدي قميصه الكتان
ويلف أسماكه في باقة
ويقدمها
لحورية البار.
فكر أن يكتب اسمها على روشتة،
كمرض خبيث
أو دواء ضروري،
وأن يتركها تختار.
على سبيل الحظ
سأل الرمال
عن الحب الذي لا يتوقف.
لم تخبره عن أسماكه الفاسدة
تحت السرير.
لمرة أخيرة،
وضع حبة مخدرٍ في فمه،
وأطمأنَّ إلى رصيده من الألم
والسعال.
رشَّ قليلًا من الصلوات
في حجرة النوم والمطبخ،
وذكر الله في الشُّباك
قبل أن يلقيها
فوق مروحة السقف
وينام.
بحث عن رائحة تنهش بيته،
الستائر متعبة فوق عينيه
بألوانها الشاحبة
وثقلها الذي لا يذوب.
عن الغريزة،
التي تجعل بيت الذئب الخائف
وحدود سيطرته
دفقة بول
تتحدى
نباح الكلاب.
لمرة فكّر؛
ماذا على الموتى غير الانتظار؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى