عزيز لعمارتي - رحل أخي في صباح من صباحات أواخر أكتوبر

رحل أخي في صباح
من صباحات أواخر أكتوبر
رحل مبكرا
كي لايزعج أحد
رحل وحيدا
دون حقائب
لم يحمل معه سوى أمراضه المزمنة
وٱمال يتيمة
بان يلامس بريق الضوء عينيه
بان يرى نجمة ولو يتيمة
في سمائه الداكنة
قدماه المتورمتان
لم تسعفاه
في العدو بعيدا عن ٱلامه
تخلف عن المضي بهما لاي وجهة و للأبد
حتى جسده الموخوز بإبر الأنسولين
تركه ممددا على السرير ورحل
رحل في صمت
وسط ضجيج قاعة مستعجلات
دون مسعف ولا دواء
رحل بعد أن اجهش على كل ٱماله
بأن يكون سعيدا في يوم ما
ان ينجب أطفالا يتوارثون اسمه
رحل أخي ولم يرحل معه فراغ أماكننا
مازال الحزن يكتسح صباحاتنا
نبتسم حين نستحضر مداعباته الطفولية
حين كان يطل علينا كل صباح
عائدا من معركة طاحنة مع موت مؤجل
حاملا بين يديه علبة الدواء
موزعا علينا تحية المحارب
كنا حينها نربي الامل ونبتسم
أما الٱن وقد رحل عنا
يغمر الدمع أعيننا كلما خلونا إلى أنفسنا
وايقنا أننا صرنا أيتاما بدونه
مازلت هنا أخي
في كل ركن من أركان عمرنا
وستظل للأبد ..


.. عزيز لعمارتي ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى