علي سيف الرعيني - الإيمان يمان والحكمةيمانية

مراحل متعدده وإنكسارات متتالية تصب على رؤس ساكني مناطق وشعوب بمايسمى الشرق الاوسط والذي يكون جزءمن العالم النامي بحسب التوصيف الاوربي ..وهومافرض عليه التكدس والإنحطاط ..والتقوقع في المكان منذالميلادحتى الفناءفيما تم إستهداف عالم الشرق اوسطي بالكثيرمن الضغوط وتركيزالكوارث ليكون بيئة تستوطنها الحروب والكوارث ..وساحة دائمة للصراع !
انحطاط عالمنا الّذي اُصطِلح غربيّاً على تسميته الشرق الأوسط ، أوالشرق الأدنى، وأحياناً الشرق عموما” من دون توصيف لوصمه كاملاً بالانحطاط كما في مقولة الشاعر الإنكليزي روديارد كيبلينغ ” الشّرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا أبداً ” إنما هو انحطاط قوّة ذو ملمح عسكري بالدرجة الأولى، التفوّق الغربي هو تفوّق أثرياء قامت جيوشهم بنهب العالم، ولتتبع الانحطاط المشرقي، ومساعي الغرب التي ما انفكت لضمان ضعف هذا المشرق.

يمكن تجاوز الغزو الصليبي رغم خطورته في عزل ساحل الشام وتحويل البلاد إلى كتلة داخلية مطلقة، وأيضاً تجاوز الغزو المغولي لبغداد وحلب ودمشق، هناك حدث وقع بعيداً عن ذلك، وكان أشد وأفدح منهما، إنه معركة ديو البحرية سنة 1509 ميلادي، والتي كانت بداية سيطرة الغرب على طرق التجارة، والبحار والمحيطات الجنوبيّة، وجنوب شرقية التي تُساور المنطقة ، بداية مع البحرية البرتغاليّة، انتهاءً إلى الهيمنة الإنكليزيّة على تلك الطرق والممرات. لمعرفة فداحة تلك الخسارة، ومدى تأثيرها، يُمكن الوقوف على مشروع نابليون باحتلاله لمصر سنة 1798، كان يُريد الهيمنة على البحر الأحمر وشرق المتوسط ليقطع على بريطانيا تلك الطريق البحرية إلى الهند وعموما آسيا، ثمّ عندما فشلَ حاول مرة جديدة بغزو روسيا، لم تكن روسيا هدفه، وإنما يريدها طريقا ليتجه منها جنوباً إلى إيران وباكستان والهند وصولاً إلى المحيط الهندي والخليج وبحر العرب.

ثمّ كانت الحرب العالميّة الأولى، والتي فيها حاولت ألمانيا عبر الدولة العثمانيّة أن تنجح بما فشل به نابليون، وكانت خسارتها حرب الترعة ” قناة السويس” محاولة للسيطرة على تلك الطرق، وبعدها في الحرب العالمية الثانية، لم يقم النازيون بغزو روسيا رغبةً بثلوجها التي لا تنقطع، بل لكي يصيروا ” قوى بحر” وينتزعوا السيطرة البريطانية – الأمريكية على تلك البحار، ولو نجح هتلر بغزو روسيا ، فإنّه كان أيضاً سوف ينتقل إلى الجنوب – على طريقة نابليون – ليصل إلى المحيط الهندي ويصبح قوى بحر، وبعد الفشل في روسيا خاض النازيون معركة أخرى انطلاقا من ليبيا إلى مصر، وذلك للوصول أيضاً إلى قناة السويس، خسارة معركة العلمين كانت هي الخسارة الفعلية للألمان، ولو أنهم وصلوا إلى قناة السويس إذاً لانتصروا.

وفي نفس الحرب، كانت البحرية الأمريكية على وشك الخسارة أمام الكاميكازي الياباني، وذلك في حرب موازية كان المحيط الهادي ساحتها، ولكن هدفها كان جنوب شرق آسيا، من منهما سيفوز ليُهيمن هناك، ولاحقاً سيعرف التاريخ حرب فيتنام التي هي أيضاً حرب للسيطرة على ذات الطرق البحريّة. اليمن اليوم يستكمل معركة ديو، وما يحدث في بحر العرب وخليج عدن في غاية الخطورة والأهميّة، إنّ وقوع حرب و اشتباك وتبادل قصف مع البحريّة الأمريكية والبريطانية هناك، من اليمن تحديداً، البلد التي قال عنها وزير الخزانة البريطاني سنة 1964 جيمس كالاهان أنّ بريطانيا مستعدة لإشعال حرب عالمية ثالثة للحفاظ على الهيمنة البريطانية هناك، البلد الذي كانت مسرحاً لصراع الفرس والبيزنطيين في القرنين الخامس والسادس الميلادي، ثم ومنذ عقود قليلة مسرحاً للصراع الأمريكي السوفييتي – عبد الناصر والسعودية – كل ذلك يجعل الحرب الآن في بحر العرب وخليج عدن بمثابة ميلاد جديد للمشرق الذي كان يبدو مُعطّلاً منذ معركة ديو، والآن قد بدأ يتحرّك نافضاً عنه الجمود. اليمنيّون الآن يقومون بكشف حساب قديم ومرير، استجابة متأخرة لما قام به فاسكو دي غاما وبعده ألبو كيرك بترويع سواحل االيمن وبحر العرب وعُمان والخليج، من فرض حصار بحري، وإحراق سفن الحجاج، ثم محاولة احتلال جدّة وهدم الحرمين، مروراً بانتقال الهيمنة الأوروبية منهم إلى الإنكليز، والتي تجلّت بالاتفاقيات السريّة مع جميع إمارات وزعامات شبه الجزيرة العربية، وصولاً إلى اقناع خادم الحرمين الشريفين ذات نفسه، الشريف حسين، لبدء الثورة العربية الكبرى.

اليمن اليوم يحاول تدبّر حماقات الخديوي اسماعيل الذي باع قناة السويس لتغطية نفقات حفل افتتاحها، ويسعى إلى تعويض ما يُعرف بالعدوان الثلاثي الذي كان ضد تأميم القناة، ولملمة حرب حزيران التي قامت بتعطيل القناة من سنة 1967 إلى 1979 وفق منطق إمّا لنا أو ليست لكم، وقبل هذا التاريخ بأكثر من قرن. إنّ قوة محليّة عربيّة، ببلد ليس فقط عربي، بل يعتقد الكثير من العرب أنّه أصلهم ، تقوم بضرب بوارج حربية وناقلات نفط بريطانية وأمريكية، يعني إعادة سيطرة على الحديقة الخلفيّة للعالمين العربي والإسلامي، الحيّز الكبير الممتد من سواحل إفريقيا الشرقيّة، مروراً بالمحيط الهندي والصين، وصولاُ إلى جنوب شرق آسيا واليابان، وهو حيّز كان آمناً سالماً لآلاف السنين قبل الغزو البرتغالي والهيمنة الأوروبية، ذات الحيز الذي يُعتبر ” مجال حيوي” لحكايات السندباد، حيث لا وجود لأوروبا المعادية فيها، وهذا أخطر بكثير مما يحدث في غزّة، بل إنّهما أمر واحد يقع على امتداد رحلتي الإيلاف في ” الشتاء والصيف”، ولكن التغطية الإعلامية لذلك قاصرة وغير مدركة لأهمية الأمر الذي يوشك بأن ينزع الهيمنة الغربية على المنطقة والعالم، لأنها في جوهرها هيمنة على تلك الممرات البحريّة.ولكنها هذه المرة عودة الحق لاصحابه ..وهيمنة يمنية بإمتياز وهوالحق الطبيعي ..والامرالمسلم به ..اليوم اليمن الكبيروالعزيز يقوم بالدورالفعلي والحقيقي على جزء وممربحري تابع لجغرافيا اليمن ..
اليمن اليوم ..يتحدى اساطيل وبوارج المستعمرين الذين رايناهم عبرالتاريخ يسيطرون على مالا يملكون ...
إنها اليمن. ياسادة قفوا لها إجلالا وتعظيما
تحملت عبئ القضية الفلسطينيه حين تخلى عنها الكثير
اليمن صنعاء اليوم تقدم نموذجا للتحدي والإصرارلايقل عن التحدي والإصرارفي غزة وفلسطين ..هذه المؤازرة الحية والفعلية لاهل اليمن لفلسطين ..يأتي إستجابة لدواعي الإخاء والتازربدافع إيماني واخلاقي مايقوم به اليمن الحبيب ..دليل قطعي على ان الإيمان يمان والحكمة يمانية مصداقا لقوله صلوات ربي عليه واله وسلم!(الإيمان يمان والحكمةيمانية )

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى