د. محمد عباس محمد عرابي - أستاذ الأدب والنقد في اليابان شيخ النقاد وعميدهم.. الدكتور عبد المنعم تليمة

إعداد /محمد عباس محمد عرابي


1709638982764.png



خبير اللغة العربية وأستاذ الأدب العربي في اليابان؛ عميد النقاد وشيخهم والناقد الأدبي الكبير الأستاذ الدكتور / عبد المنعم تليمة المتخصص في الأدب والنقد العربي الحديث، (رحمه الله)
وهو الناقد المتمكن واللغوي القدير الذي أبحر في بحار علم جمال اللغة؛ فخرج منها بالدرر ينثرها كلما تحدث وكتب عن حبه الأثيرللغة والأدب
كان خبيرًا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة، و مجددا في النقد الأدبيمن خلال كتبه وأطروحاته النقدية التينالت الاهتمامالكبير من الباحثين والنقاد .وقد أسهم بفاعلية في الحياة الثقافية من خلال المنتدى الذي كان يعقده في منزله، وكان مركزا لتلقي الأفكار والنقاشات، وتبادل وجهات النظر في مختلف القضايا الأدبية والنقدية الثقافية والوطنية.
ويتميز المنهج النقدي لديه بالعلمية التاريخية، فهو في تفسيره للظاهرة الأدبية أو الجمالية ينحاز للمنهج العلمي الموضوعي، ويرصد الظاهرة في سياقها الاجتماعي والتاريخي، فلا ينساق وراء نظرات جزئية منقوصة تفتقد الكثير من الدقة.
مؤهلاته العلمية ووظائف:
التحق بالجامعة سنة تأميم القناة، وكانت أول محاضرة تلقاها على يد الدكتور طه حسين حيث قال لهم : لن تنهزم مصر؛ لأنها الوعاء الحافظ لكل الحضارات والثقافات البشرية، متفاعلة. وأنتم تعملون بالعلم وإن للعلم وطناً فاحموا وطنكم وحافظوا عليه لتتواصل المسيرة البشرية.
من أبرز مؤهلاته العلمية:
حصل من جامعة القاهرة على:
ليسانس اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب 1960م
الماجستير في الأدب العربي الحديث، 1963م
الدكتوراه في النقد الأدبي الحديث سنة 1966
*حصل من جامعة عين شمس على:
-دبلوم عامة في التربية وعلم النفس سنة 1961
- ليسانس في الآداب الكلاسيكية اليونانية واللاتينية سنة 1985م
عمل بقسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب، جامعة القاهرة:
-معيدا حتى سنة 1967م
مدرس إلى أستاذ مساعد فأستاذ.
رئيس قسم من سنة 1994 حتى سنة 1997.
* أعماله النقدية والفكرية:
أثرى الدكتور تليمة المكتبة العربية بالكثير من الدراساتوالمؤلفات الرصينةفله (رحمه الله) أكثر من 10 دراسات في المجالات الأدبية والنقدية والفكرية ومنأبرزها:
-نجيب محفوظ والقاهرة
مقدمة في نظرية الأدب
- طه حسين: مائة عام من النهوض
-مدخل إلى علم الجمال الأدبي،
طرائق العرب في كتابة السيرة الذاتية.
وتبين الأستاذة حنان عقيل أنه "في كتابه «مدخل إلى علم الجمال الأدبي» يتناول تليمة طبيعة الصلة الجمالية مع الواقع وصورة الانتقال من التقويم العلمي لفلسفة الفن إلى الأصول الفلسفية لعلم الفن، كاشفًا عن الصلات ما بين التعرف الجمالي والمثل الأعلى الجمالي وما بين التشكيل الجمالي وخبرة الجماعة الجمالية والتكنيكية، والعلاقة ما بين العمل الفني وحقائق التاريخ الفني، فضلًا عن مؤازرة العمل الفني للواقع رمزيًا وعلاقة ذلك بحقائق الواقع ذاتها."
وتبين أيضًا أنه في كتابه «مقدمة في نظرية الأدب» يرصد تليمة عنصرين أساسين في الأدب وتاريخه: الأول يتعلق بتأصيل مصدر الأدب ومراحله تارة في اغترابه عن الواقع وتارة أخرى في اغترابه في المجتمع، متطرقًا للحديث عن التجريد والتعميم عند الإنسان وارتباطهما بالبعد الفني للغة، وراصدًا لتأثير العلاقات السحرية الأسطورية بالعالم في حضارات المجتمعات البدائية في الفلسفات المثالية والأصول الأولى للفنون، واغتراب الإنسان في المجتمع الطبقي في المجتمع الذي دفعه للوعي بجذور الاستغلال والاغتراب فكان ذاك الوعي مضمونًا أساسيًا في فن هذا الإنسان وخضوع الفنون لقوانين الاستغلال في النظم الرأسمالية.
وفيمايلي وقفه فيما كتبهعنه الأستاذ جمال القصاص حول ما يلي:حرصه على الأصالة والتجديد، رؤيته في الفن النقدي، أستاذيته للأدب العربي في اليابان، جهوده بعد العودة من اليابان،«تخليص البيان في تلخيص اليابان»:
*حرصه على الأصالة والتجديد:
يقول الأستاذ جمال القصاص أن عبد المنعم تليمة... كان هدفه الوقوف على معنى الأصالة والتجديد، فالأصيل، حسبما يرى، ليس خيالا جامحًا مكتفيا بذاته في الفراغ، بل تكمن أصالته في مقدرته على الأخذ والعطاء، في ضوء تأثيره وتأثره،شأنه شأن الآداب الخالدة، وشأن الحضارات الراسخة القوية الممتدة في الزمان والمكان،وهل هناك أدب أرسخ من أدبنا العربي لذلك كان يرد على المرجفين ممن يثيرون غبار القطيعة العدمية مع الماضي
*رؤيته في الفن النقدي:
يقول الأستاذ جمال القصاص أيضاأن الفن في فكر تليمة النقدي هو باختصار، إدراك جديد للواقع، منهيا بذلك الثنائية العقيمة بين الشكل والمضمون، فلا انفصال بينهما، وإنما كلاهما يفيض عن الآخر ويشكله في الوقت نفسه.
أثرت هذه الأفكار على أجيال الكتابة الجديدة في مصر، وامتدت إلى معظم الوطن العربي، خاصة في الشعر، فكان تليمة أحد الركائز الفكرية الأساسية في تجربة جماعة «إضاءة 77» الشعرية، وكتب ثلاثة مقالات فكرية مهمة بعنوان «الشعر ينبئ ويتنبأ» نشرت في الأعداد الأولى من مجلتها غير الدورية.
من آرائه النقدية والأدبية:
يرى كما ذكر لصحيفة البيان أن :النقد العربي الحديث لا يفصل عن النقد العربي القديم، كل الدوائر العالمية تتجه نحو تحليل النقد ومناهج الدرس الأدبي، ولا يعكر المشهد النقدي الحديث إلا الممارسات الصحفية والدراسات الانطباعية، التي لا يعتد بها الأكاديميون والتي تصرف كثير من القراء عن أعمال إبداعية مهمة.
ويرى أن لأدب العربي يسير في طريقين، أولهما يأتي تحت شعار التجديد الأصيل وهو الشعر، أما الطريق الثاني فيقوم على التأصيل الجديد، كالمستحدثات في الرواية والمسرح والقصة القصيرة والسيرة الذاتية، أما رأيي في واقع أدبنا العربي جملة فإنني أراه متردًيا إلى حد كبير.
*تليمة أستاذ الأدب العربي في اليابان :
تحدث الأستاذ جمال القصاص عن رحلة تليمة إلى الياباتفيقول:
ذهب إلى اليابان كأستاذ للأدب العربي، يحمل على كاهله أربعين عاما من البحث والتقصي والمغامرة بين أقصى الثابت وأقصي المتحول في التراث والحياة، وكتابين شغلا الحياة الأدبية، هما «مقدمة في نظرية الأدب»، سنة 1973، و«مدخل إلى علم الجمال الأدبي»، سنة 1978.
ويقول تليمة: «كنت أملي على المختصين اليابانيين، وكانوا يقومون بعملية الترجمة». وحين عاد في عام 1994 تابع نقل عدد مهم من الكتب اليابانية في الآداب والفنون إلى اللغة العربية.
وبين القصاص أن تليمة ساهم في نقل عدد من عيون الكتب في تراث الثقافة العربية الإسلامية إلى اليابان، وعلى رأسها كتاب «ألف ليلة وليلة» فقد كان مترجما عن لغات أجنبية، وتمت ترجمته لأول مرة مباشرة عن العربية، كما ساهم في ترجمة أجزاء من مروج الذهب للمسعودي، ورحلة ابن جبير، وكتاب الاعتبار لأسامة بن منقذ، وفي الأدب العربي الحديث، تم نقل عدد من أعمال طه حسين، وديوان جبران خليل جبران كله، وبعض أعمال نجيب محفوظ، ويوسف إدريس، ومجموعات من القصة القصيرة والشعر، وطبعت هذه الأعمال في اليابان، لتشكل إضافة إلى القارئ المعروف بحبه للمعرفة ونهمه للقراءة.
* راتبه أعلى من راتب رئيس الوزراء الياباني:
في الثمانينيات القرن الماضي، عمل تليمة، أستاذًا للغة العربية وآدابها باليابان، وروى في حوار سابق له، موقف صادفه عندما وجد أن راتبه أعلى من راتب رئيس الوزراء الياباني.
وعاد إلى مسئول الماليات بالجامعة فكانت المفاجأة عندما أجاب المسئول وأخبره أن قانون الرواتب في اليابان موحد على الجميع وأن درجته العلمية أعلى من درجة رئيس الوزراء الذي معه دكتوراه فقط، وأن سنوات خبرته أكثر من سنوات خبرة رئيس الوزراء، إضافة إلى نسبة تميز مهن التعليم، لذا استحق راتبًا أعلى من رئيس الوزراء بالقانون.
*جهود تليمة بعد العودة من اليابان:
وكان الدكتورتليمة عقب عودته من اليابان، كان يعقد صالونا ثقافيا أسبوعيا، وكان في خلال هذا اللقاء يستعرض آراءه وأفكاره وما يحدث في الوسط الثقافي المصري والعربي وحال الثقافة العربية، وواصفًا إياها بأنها واحدة من أعرق الثقافات وورثت أبنية ثقافية عظمى وتفاعلت مع قوميات وأعراق متعددة، حول النيل والفرات وفارس والهند واليونان، هذه الوراثة وهذا التفاعل جعلها الثقافة الرائدة في العصور الوسطى.
«تخليص البيان في تلخيص اليابان»:
يقول الأستاذ إيهاب الملاح «تخليص البيان فى تلخيص اليابان» ، :
عاد تليمة مأخوذًا بالتجربة اليابانية في العلم والتقدم والتكنولوجيا والعمل، وأدرك أن كلمة السر وراء ذلك كله هو «التعليم»، التعليم هو المبدأ والمعاد، وقد كتب الدكتور تليمة بعدها إعداد كتاب كبير حول هذه التجربة، أعلن فى غير مناسبة أنه بعنوان «تخليص البيان فى تلخيص اليابان»، استهداء بكتاب الشيخ التنويرى الجليل رفاعة الطهطاوى «تخليص الإبريز في تلخيص باريز». لكنى حتى اللحظة لا أعلم إن كان نَشَر هذا الكتاب أم لا.
عاد تليمة مأخوذًا بالتجربة اليابانية في العلم والتقدم والتكنولوجيا والعمل، وأدرك أن كلمة السر وراء ذلك كله هو «التعليم»، التعليم هو المبدأ والمعاد، ويعكف تليمة بعدها إعداد كتاب كبير حول هذه التجربة، أعلن في غير مناسبة أنه بعنوان «تخليص البيان فى تلخيص اليابان»، استهداء بكتاب الشيخ التنويرى الجليل رفاعة الطهطاوى «تخليص الإبريز فى تلخيص باريز».
قال الناقد د. حسين حمودة، أستاذ الأدب في جامعة القاهرة، إن الدكتور تليمة يمثل قيمة أكاديمية ونقدية وإنسانية رفيعة، وهو مثال للأستاذ الجامعي، والناقد، دائم التفاؤل والتقارب مع طلابه ومع عالمه ومع إبداعه طبعا.
وقال سوف يبقى الكثير من د. عبدالمنعم: كتبه النقدية القليلة ولكن المهمة، ودوره الكبير في الدفاع عن قيم الاستنارة والتقدم والعدالة، وما يجعل النقد علما ومنهجا، بعيدا عن الأحكام الانطباعية العابرة، إضافة إلى صالونه الأدبي الذي شهد نشاطا حقيقيا عبر سنوات طويلة جدا، ولغته الناصعة الجميلة التي كتب وتحدث بها، فضلا عن أثره الباقي في كل من عرفه أو اقترب منه.
حصل العبد المنعم تليمة(رحمه الله) على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2004. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وأمام جهوده النقدية والفكرية نقترح عمل مؤتمر دولي لمناقشة جهوده الأدبية والنقدية والفكرية
المراجع :
جمال القصاص: عبد المنعم تليمة... محطات راسخة ومسارات متجددة ترك بصمة في حقل النقد الأدبي ومكانة بارزة على الساحة الثقافة العربية،صحيفة الشرق الأوسط ،
2 مارس 2017 م ـ 02 جمادي الآخر 1438 هـ
ماهر حسن عبدالمنعم تليمة.. قامة ثقافية غائبة حاضرة (بروفايل)، الأربعاء 01-03-2017 ،صحيفة المصري اليوم
إيهاب الملاح ،دروس عبدالمنعم تليمة،صحيفة الشروق ، الجمعة 3 مارس 2017م
اتحاد الأدباء العرب ينعى عبدالمنعم تليمة
الأحد 6 من جمادي الآخرة 1438 هــ 5 مارس 2017 السنة 141 العدد 47571 صحيفة الأهرام
نسمة فرج : عبد المنعم تليمة.. رحل "خبير اللغة" -(بروفايل) 27 فبراير 2017م)،صحيفة مصراوي .
عبدالرحمن حبيب: عبد المنعم تليمةفى ذكرى رحيله.. عميد النقاد المعاصرين ترك بصمته واعتمد التجديد
الأحد، 27 فبراير 2022 09:00 م
صحيفة اليوم السابع
رحيل عبدالمنعم تليمة عراب جمالية النقد الاجتماعي أثرى المكتبة العربية بكثير من الدراسات الرصينة الجريدة - القاهرة
1مارس 2017م
حنان عقيل : عبدالمنعم تليمة زلزال تاريخي
الأربعاء 2017/02/01https://www.aljadeedmagazine.com
صحيفة البيان ،دار الإعلام العربية ، تليمة :كنوز الكتب في بيتنا القديم غيّرت مجرى حياتي
18 أغسطس 2012

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى