محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - أيها السودان...

أيها السودان
أيها المارد الذي فقد وزنه
ايها المرأة التي تفقس وتبيض كلابا
أيها الحداد الذي يطرق الرؤوس مع بعضها حتى تنفجر
ايها المنسي كتاريخ افريقيا
أيها الحار كالانتقام
النبيل كطعنة في قلب طاغية
ايها البسيط كضحكة مراهقة دغدتها مغازلة
أيها الساخر كشاعر مفطور القلب
أيها البارد كاصابع ارملة
أيها المكسور كعيون الخونة
أيها الصامت كبنك يتناول غداءه من الجوعى
أيها الثرثار كمدفع في التلفاز
أيها الحزين كرصاصة لم تجد قلبا
أيها الساخط كفقيه لم يجد زُناة
أيها الزاهد كبحر موعود بكوب ماء
أيها القلق كعشيقة ثائر
أيها الهادئ كالغرق
أيها الصاخب كالحنين الجديد
أيها المُريع كالولادة
أيها الجائع كالمشانق
أيها المتعطش كالبندقية
أيها الكسول كالحداد
أيها البطيء كالنسيان
أيها الجارح كاظافر الوقت
أيها القاسي كاللون الأصفر
أيها الحزين كالأحمر
أيها المتمردخ في براز النفط
أيها المتمسك باصابع الريح
أيها المُنفلت من المشيئات كالحظ
أيها الراكض صوب القمح بفم جريح
أيها الباكي في أرجل المسجد
أيها المُتسول لنعش بحجمك
أيها الحالم برصيف غير شرير
أيها الراكع لغير الله
أيها النازف من جهة الغابة
أيها المطعون من جهةِ العَلم
أيها الغيور من اعراس القُرى
أيها الضابط غير الشريف في حقل من الماس
أيها المُغني الذي باع حنجرته واشترى الخبز
أيها الداعرة العذراء
ايها الغني الذي لا يملك قطعة خبز
ايها الفقير المكدس بالذهب واللصوص
ايها السودان
أيها المليون ميل
هل تملك لي مترين


عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى