محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - أتذكر تلك الظهيرة...

أتذكر تلك الظهيرة
الشمس تُبلل اجفان الأشجار
الكمسنجي كان يصرخ
(عربي بحُب )*
(عربي بحب )
لم اسأل هل الحب طريق آخر للوصول للعربي ام ماذا
فتاة ما محمرة الخدين
تجلس في جانب الطريق
تحمل باقة ورد
وقلب احدهم على ما يبدو
الشُرطي اوقف عاشقين، يُقبلان بعضهما، وهما يسيران تزفهما قطرات مطر
لم يلم آياديهم المتشابكة بل قال بلطف
( تبدوان بحاجة الى صورة )
سائق الحافلة لم يكن متجهم الوجه
والمطر يطرق نافذة الحافلة كضيف متعجل
فتاة ذات شال ازرق
ابتسمت لي دون سابق غمزة
المسجد اخفض صوت الميكرفون
حتى لا يفزع نائم
ابي
لم يوقظني لصلاة الفجر
وأمي لم تغضب من رائحة الخمرة المستيقظة من فمي
وجاري لم يفتعل شجار وزوجته
بل طحى لها البطاطا بالطريقة التي تُحبها
اتذكر ذلك اليوم المُدهش
كان ينبقي أن ادرك أن شيء ما سيحدث
أن يفقس الرب بيضة القيامة مثلا
او نلتقي في ظنٍ آخر


*العربي: أحد اكبر الأسواق في الخرطوم


عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى