د. محمد عباس محمد عرابي - قصيدة (من هَمْسِ البوح)للشاعر خالد قاسم حجازي

إعداد /محمد عباس محمد عرابي

استهل الشاعر الكبير خالد قاسم حجازي قصيدته بقوله: اللهم صل وسلم
على سيدنا محمد (من هَمْسِ البوح)
وفيها يعبر عن همس بوحه المعبر عن حبه لخير البرية (صلى الله عليه
وسلم)، وفرحة الكون ببعثة خير الرسل، وتبدل الأحزان إلى أفراح،
(صلى الله عليه وسلم) جاء بهدي هو خير هدي بعد القرآن الكريم، ذلك
القرآن الكريم الذي نزل في ليلة القدر خير ليلة في الكون، فسعدت الدنيا
به، قرآن هو دستور الحياة، جاء بالحق فزهق الباطل، شعاره لا إكراه في
الدين، به صلاح الدنيا، حل (صلى الله عليه وسلم) مشكلة وضع الحجر
الأسعد في مكانه في الكعبة المشرفة ،بهديه تسعد الأكوان جاء ليتتم
مكارم الأخلاق ،أسرى الله تعالى به إلى السموات العلا ،مؤيد بالمعجزات
فهو الذي :بكى الجذع شوقًا للقائه
أو مثلَ هذا الجذع حينَ بَكَى
أحْنَى لهٌ صدرًا بهِ التصَقَا
هو الشفيع يوم الزحام (صلى الله عليه وسلم) وفي هذا يقول الشاعر القدير
خالد قاسم حجازي:
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد (من هَمْسِ البوح)

ودخلتُ صمتي حائرًا قَلِقَا
فإذا بهمسِ البوحِ قد طَرَقَا
.
أوقفتُهُ حتى نما سَهَرًا =
وبدا ضياءً لَوَّنَ الغَسَقَا
.
ذوَّبتُ حَرَّ الشوقِ في جَسَدي
نَهَرًا بحبِّ المصطفى غَرِقا

.
حولي أرى الأشياءَ مُبْهِجةً
مَلَأَ السَنَا من مدحهِ الأُفُقَا
.
وكأنَّ أحزاني بها فَرَحٌ
دمعٌ تبسّمَ كلّما هُرِقا
.
يا مَنْ إذا مَسَّ اسمُهُ شَفةً
تسري نسائمُ ذكرهِ عَبَقَا
.
القولُ وحْيُ اللهِ في فَمِهِ
فَعَنِ الهوى ما مرَّةً نَطَقا
.
مِن حولهِ تبدو أماكنُهُ
وكأنّها قلبٌ لهُ خَفَقَا
.
يخطو فيهدي خَطْوُهُ أُمَمًا
نحو العُلا بالخيرِ ما سُبِقَا
.
لا سيفَ غير الحقِّ يحملُهُ
كم باطلٍ ينمو هوىً زَهَقَا

لا مُكْرَهٌ في الدينِ، لا بَطَرٌ
فالكلُّ متروكٌ وما اعتنقَا

.
لم تُخلَقِ الدنيا لطائفةٍ
فالكونُ مخلوقٌ لمن خُلِقَا
.
يا كَمْ تآلفتْ القلوبُ بهِ
وتجمَّعَ الضدانِ واتّفَقَا
.
حجرٌ كريمٌ في عباءتِهِ
أطرافُها قد وحَّدتْ فِرَقَا
.
غَيثٌ من الأفراحِ بسمتُهُ
من نورِ عينيهِ الهدى انبثَقَا
.
كَرَمٌ وإيثارٌ ومغفرةٌ
وهو الذي (إنْ قال قد صَدَقَا)
.
سبحانَ مَنْ أسرى بهِ كَرَمًا
صَلّى بِرُسْلِ الله وانطَلَقَا
.
نحو السماءِ فَفُتِّحَتْ حُجُبٌ
نورٌ على صَحْنِ السَمَا انطبَقَا
.
صوتٌ هنالِكَ ردَّ مُرْتَجِفًا
مَنْ يَرقَ حينَ رُقِيّهِ احتَرَقَا

.
الظلمُ كالصحراءِ، إنْ كَبُرَتْ
ومُحَمّدٌ عدلٌ بها انْدَفَقَا
.
يا ليتني عُكّازُ خُطْوتِهِ
أو كنتُ تحتَ نِعالهِ طُرُقَا
.
أو مثلَ هذا الجذع حينَ بَكَى
أحْنَى لهٌ صدرًا بهِ التصَقَا
.
مُسْتبشرٌ بلقاءِ رُفقتِهِ
يومَ الزحامِ هناكَ لا رُفَقَا
.
وسقيتُ آخرَ جملةٍ ظَمَأً
للقائهِ كي أرويَ الرَمَقَا
.
إنَّ الصلاةَ عليهِ روضتُنا
إنْ ضاقَ صدرُ المرء واختنقَا
.
يا ربّ صَلِّ عليهِ ما طَلَعَت
شمسٌ زَهَت أو خَلّفَت شَفَقَا
.
لم يَبدُ مني غير تذكرةٍ
والصمتُ يحملُ حبَّهُ أَلَقَا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى