مبارك بيداقي - فؤاد العروي يُنوه في روايته الجديدة بالمصطفى اجماهري

صدرتْ هذا الشهر فبراير 2023 عن دار نشر مياليتْ بارو في باريس رواية جديدة، باللغة الفرنسية، للكاتب المغربي المعروف فؤاد العروي تحت عنوان “ثلاثون يوما للعثور على زوج”.
تتحدث الرواية الجديدة، وهي في 192 صفحة، عن مسارات ثلة من الصديقات في الحياة وفي البحث عن شريك الحياة، وكذا عن بعض المصادفات الغريبة في إحداث هذه العلاقات. حيث تبدأ القصة بحوار بين بعض الأشخاص في إحدى المقاهي يحكي كل منهم حكاية ليستخرجوا منها في النهاية حكمة أو درسا يكشف كيف أن بعض النساء يمكنهن العثور على زوج في ثلاثين يوما. وقد نبه الكاتب نفسه، بشيء من الدعابة، في بداية المحاضرة التي ألقاها يوم السبت 18 فبراير 2023 بمركز مهن التربية والتكوين بالجديدة، بأن الأمر يتعلق برواية وليس “بدليل للبحث عن زوج”.
ونفهم من خلال هذا الملخص السريع أن الرواية تتشكل من مجموعة من الحكايات المترابطة فيما بينها. كما يضم المتن عدة شخصيات رئيسية وأخرى ثانوية تساهم في بناء الحبكة والنسيج السردي. ومن بين الشخصيات التي أشارت إليها الرواية، نجد شخصيات من الواقع الحقيقي الراهن كمثل الإشارة الواردة في الصفحتين 76 و77 عن الكاتب المغربي المصطفى اجماهري. فقد جاء أن بطلة الرواية تقول إنها “مُتابعة مخلصة لسلسلة دفاتر الجديدة التي يصدرها المصطفى اجماهري بصفته المؤرخ المحلي”، فهو في نظرها “الشخص الذي يعرف كل شيء عن الجديدة”. ثم تضيف بطلة الرواية وهي بصدد الحصول على معطيات عن سيدة فرنسية كانت تسمى قيد حياتها “مدام جيرو”، بأنها ستتوجه إلى الجديدة لتلتقي بالباحث المصطفى اجماهري لكي يزودها بالمعلومات التي تريد بخصوص هذه السيدة الفرنسية التي عاشت بالجديدة وبمناطق أخرى من دكالة.
ويمكن القول إن فؤاد العروي في هذه الرواية إنما قد وظف “فنيا” فكرة معروفة لديه، وسبق أن عبر عنها في أكثر من لقاء ثقافي بالجديدة، حينما نوّه، أمام الملأ، بالعمل البحثي الدؤوب الذي يقوم به المصطفى اجماهري بشكل تطوعي ومستقل في إطار مشروعه “دفاتر الجديدة”. ويعود تعارف هذين الكاتبين إلى فترة المراهقة في بداية الستينيات بحاضرة مازغان. حكاية هذا التعارف وتفاصيله كانت هي نفسها موضوع لقاء نظمته “مكتبة باريس” بالجديدة في يوليوز 2022، شارك فيه فؤاد العروي والمصطفى اجماهري ومبارك بيداقي.



ويتجلى من هذا المثال ومن عناصر أخرى في الرواية، بأن فؤاد العروي يزاوج بين ما هو تخييلي وما هو واقعي وذلك من خلال رغبته في الإيهام بواقعية عمله الجديد. وهذه تقنية معروفة في الكتابة الروائية تتغيا إدماج عناصر واقعية معروفة في نسج أحداث الرواية وهو ما استعمله مثلا قصاصون وروائيون مغاربة آخرون كمحمد زفزاف في عدد من رواياته التي صوّر فيها الفضاء البيضاوي من خلال شخصياته الإشكالية.
وتبقى الرواية هي الجنس الأدبي المفضّل عند فؤاد العروي يعبر من خلاله عن مجتمعه القريب بكثير من النباهة والسخرية في آن.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى