ذياب شاهين - الأمنياتُ سحبٌ عاليات...

نشمُّها كالروائح
لكننا لا نلمسُها
تهربُ بعيدا عنا
لكنها تهطلُ دون موعدٍ
وتسقطُ خلفَ قرانا الميتات
مودّعةً بحشرجاتِ أدعيتنا
عطاياها مختبئة كالإله
والإلهُ ماءٌ مسحور
أحيانا يأتي عذبا
ويأتي مالحا في أحايين أخرى
وقد ذابت فيه مارجاتُ الجان
وتنقعتْ به جلودُ الشياطين
تنفرطُ من بين أيادينا الأيام
وتتطايرُ كالأتربة
من تحتِ عرباتِها
حيثُ تجرُّها خيولٌ سوداءُ كالموت
وأخرى شقراءُ كغرر الشروقِ
الأماني تجيءُ سهلةً
لمن ولدوا في أيام سعدهم
وصعبةً كصخور ناتئة
لمن قُذفوا في أيام نحسهم
وقد لا تجيءُ بالمرّة
فمن جاءوا خطئًا
لا نصيبَ لهم سوى الرذاذ
ستُخطؤهم الأمنياتُ عمدا
حتى لو بذلوا لها السنواتِ
وفرشوا لها المطارفَ والحشايا
فما لهم سوى حرقةِ القلب
وحمّى المواجع
ولآلئ الندمِ الباهظ
ما أقسى أن تكونَ استثناءً
في كونٍ مولع بالقوانين
وما أقسى أن تكونَ فرجةً
في عالمٍ رافل بالسخرية المرة
وما أوحشَ حياة
بدون أمنياتٍ متحققة
نبتلعُ مفارقاتها
كما يبتلعُ جائعٌ أسنانَه
ولسانَه ودماءَ قلبِه
طوبى لك
أيتها الأماني العاليات
سأضحكُ كثيرًا
كلما انتصرتِ عليَّ
كي أثلمَ أفراحكِ
الطائشة


بغداد – الخميس
‏04‏/04‏/2024‏

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى