د. محمد عباس محمد عرابي - العيد بين الفرحة والألم لدى الشاعرات المعاصرات، وتهنئة كبار الشعراء والأدباء المعاصرين بالعيد

إعداد /محمد عباس محمد عرابي

كل عام وأعضاء وقراء وكتاب وأدباء موقع أنطولوجيا السرد العربي والمسلمين في كافة أرجاء المعمور والعالم أجمع بخير بمناسبة عيد الفطر المبارك 1445هـ أعاده الله علينا جميعا باليمن والخير والبركات والصحة والعافية والأمن والأمان والسلامة والإسلام وبعد فمن القصائد التي نشرها موقع أنطولوجيا السرد العربي عن العيد قصيدتين الأولى للشاعرة المصرية إسلام العيوطي بعنوان 《عيدٌ سعيد》
وفيها بينت –بارك الله فيها -أثر العيد على الدنيا من خير ونور وضياء وعطر وفرحة وبهاء وسخاء وسعادة وروحانيات، وتقوى وإخاء، وبشائر وهنا ودعاء بالنصر للمكروبين حول هذه المعاني تقول الشاعرة إسلام العيوطي في قصيدتها 《عيدٌ سعيد》
عيدٌ أهلَّ بنُورِهِ الوَضّاء
والخيرُ أشْرق في رُبا الأرجَاءِ

وتَعَطَّرَ الكَوْنُ الفَسِيحُ بِنُورِهِ
لما أهلَّ على الدُّنَا بضِيَّاءِ

عيدٌ سعيدٌ بالجمالِ مزيّنٌ
والصبحُ فاض بفرحةٍ وبهَاءِ

وتبادَلَ الأحبابُ فيضَ عَطائهِ
يُعطي الجميعَ بفَرحَةٍ وسخاءِ

فَتَنسم المكروبُ عطرَ بِهائهِ

وشذى السعادة طافَ بالأجواءِ

فالروحُ تسمُو بعدَ طاعةِ ربها
ترجُو بلوغَ الجـنةِ العـلياءِ

لا يُتمَ فيهِا لاشقـاءَ و لا أسى
والمتقُـون تجـاورُوا بـإخـاءِ

عيدٌ سعيدٌ بالبشائِرِ قدْ أتى
نُورٌ يُعانِقُ قمـةَ الجوزاءِ

يا أمةَ المُختارِ ذُوقِي فرحةً
العيدُ جاء مُبَشِّـرًا بـهـناءِ

احفظْ إلهِي مِصْرَ مِن كيدِ العدَّا
واكتُبْ لغَزَّة نصرهَا بإباءِ

الْأَبْيَاتُ عَلَى نَغَمِ بَحْرِ الْكَامِلِ
وتقول الشاعرة منى محمد السعيدي حول ذات المعنى :
العــيد هلَّ وفي الأنســـام رونقه
يداعــب الشـــوق إقبالا ويزدهر

وفي القلوب تهاني الحب راقصة
يحلو به نغــم يشــدو بها وتر

عيد سعـــيد وباقات معطـــرة

تُهدَى إليكم وبالأطـــياب تنهمر
ومما قاله الشعراء أيضًا عن فرحة العيد:
وأَقْبلَ العِيْدُ بالأفْرَاحِ مُنْتَشِياً
يا فَرْحَةَ العِيْدِ زُوْرِي كُلَّ أَحْبَابِي

وبَلِّغِيْهُمْ تَهَانِي القَلْبِ عَاطِرَةً
هُنِّيْتُمُ العِيْدَ في أُنْسٍ وأَطْيَابِ
وعلى الجانب الآخر تعكس الشاعرة السودانية أريج محمد أحمد في قصيدتها هو العيد. ما حل بالوطن: السودان الشقيق من قسوة وألم وحمل ثقيل وحرب ضيعت فرحة العيد، ومظاهرها البهيجة والاجتماعيات الطقوس الاجتماعية يوم العيد، وتدعو الله أن يزيل الكرب والغمة اللهم آمين حيث تقول في قصيدة "هو العيد.":

هو العيد
يأتي في موعده
لا يهتم
بتفاصيلنا
التي ضاعت
وكيف خلقت منه يوماً
على جماله
يحمل أكواماً من القسوة
آه
من هذا الحمل الثقيل

أحمل أنقاض وطني
وبيتي المسروق ببابه المخلوع
وطريق السوق الذي قطعته آلات الحرب
أحمل صوت التكبير
وسلام الجيران
أحمل سؤال أطفالي
عن ثياب العيد الحلوى والألعاب
وأحملني
بلا حضن أمي وقبلة أبي
أحملني من هم إلى آخر
وأفقدني في ظل الذكرى
ذكرى الحناء وخصلات الشعر المفرودة
ذكرى جلباب أبيض لرب البيت
يهل علينا بالعيدية والبسمات
آه
يا قلبي إنه عيد
لا يحمل هم النوم على أكتاف اللاجئين
ولا هم الصحو على امتداد وطن منكوب
هو العيد يا الله
ألهمني القدرة
أن أضحك
بدموع العين
أن أفرح

برفرفة القلب
أن أبكي
في مجرى الدم
وأنسكب من هنا لبلاد النيل
كل عام وأنت بخير
يا وطني
يا أهلي
يا وجعي
الأكبر من كل
كلام.
أريج
9/4/2024

وإن شاء الله نبشر الشاعرة أريج وأهلنا في السودان إنه بمجيء العيد ستتبدد الأحزان والكروب وتزول الغمة ،فكما قال الشاعر القدير عبدالملك الخديدي في قصيدته :بالعين المجردة ..
��
في فضاءِ العيدِ آمالٌ مطِلَّةْ
تسألُ الأنجمَ عن صفوِ الأهلَّةْ

ومرايا الشهرِ لا ترضى بقاءً
تستحثُّ الوقتَ مسطورَ الأدلَّة

أيُّ عيدٍ قد أتى والبينُ طاغٍ
والضحى كالليلِ والآمالُ قِلَّــة

واجتياحُ الحزنِ للأفراحِ طبعٌ
كم حبيبٍ قد فقدنا اليوم ظلَّه

والغبارُ الحيُّ غطَّى بيدَهُ
يتنامى والمشاريفُ مُمِلَّة

هو فرضُ العيدِ يُملي شرعَهُ
دمعةٌ تضحكُ والأخرى مُجلَّة

مِقبضُ الأسرارِ حصراً لا يُرى
بينَ أحـداقٍ لعينٍ مستحِلَّـة

عابرٌ يبحثُ عن أصدافِ حلوى
ولسانُ الذوقِ يخشى كلَّ علَّة

عاشقٌ يشتاقُ أطيافَ المنى
( والرواشينَ ) التي كانت مطلَّة

غيرَ أنَّا .. سوف نبني فرحةً

من رؤى الآمالِ أقماراً مُهِلَّة
8298?s=48
اللهم أدم على المسلمين فرحة العيد، وأزل الهم والغم والكرب عن المسلمين في شتى بقاع المعمورة اللهم آمين.
وختامًا نردد مع شاعر العربية القدير الشاعر الكبير الدكتور عبد الرحمن العشماوي:في وداع رمضان :
هرّنا المَيْمونَ إن ترحلْ فإنا
قد وجدنا صاحباً منك وَفِيّا

ودخلنا منك بُستاناً جميلاً
ووردنا نبعك الصافي النقيّا

وتَفَيّأْنا ظٍلالاً وارِفاتٍ
فوجدنا الأُنسَ فيما نَتَفَيَّا

مُنذُ لاقيناك والقرآنُ يُتلى
فيَزيدُ الرّوحَ والعقلَ رُقِيّا

شهرَنا المَيمونَ شكراً بعد شُكري
لإلهي فلقد كنتَ سخيّا

وقوله –حفظه الله-في استقبال والتهنئة بالعيد :

نهنّيءُ بالعيد أحبابَنا
ونفتح للعيد أبوابَنا

نزفّ مع العيد أشواقنا
ونملأ بالحبّ أكوابَنا

ونفرح بالعيد نرضى به
ونبذل في الخير أسبابَنا

فياربّ بارك لنا عيدَنا
وطهّرْ بعفوك أثوابَنا
وقوله :
أسعدَكم ربي بنورِ الصباحْ
ماهزّت الأغصانَ كفُّ الرياحْ
ماغرّد البُلبلُ في روضهِ
تَغريدةَ الحبِّ تُداوي الجِراحْ
أسعدكم ربي بتوفيقِه
سعادةً تنشرُ عِطرَ النّجاحْ
2965421

اللهم أمين

ويوصي الكاتب الكبير خالد بن سفير القرشي باغتنام الأعياد في الفرح والسعادة فيقول :

أيا صاح .. للحنين والشوق والذكرى دلوكٌ وغسق، وأعظم ما يكون الدلوك أيام الأعياد؛ لأن النفس من ماء؛ والماء إذا قر واستقر انجذبت إليه الموارد وعانقته الخطرات.

وأبين ما يكون الغسق إبَّان السعي في طلب المعاش وأيام الشغل وساعات الانشغال؛ لأن الماء إذا انصب من صببٍ وجرى في مجراه، "وكان في القلتين" لم تعلق به العوالق، ولم تلحق به الشوائب والأكدار.

وإني ناصحك نصيحة على هذا النسق والاتساق : عليك بالفرحة؛ أينما كانت؛ أجب داعيها، وتداعَ في دواعيها، واسع في مساعيها؛ تبلغ السعد والسعي وتحمده.

وإياك إياك وانتغاص البهجة، وانتقاص السرور، وفوات الأنس، وازدراء الأفراح،
واتشاح الجفوة، وكفران الصبوة، ودوام الحبوة، وتصعير الخد أيام المرح، وتصغير
الفرحة وإن قلَّت؛ لأن النفس من ماء، كما استويت معك في مطلع الحديث؛ والأنفس
على حدٍ سواء؛ إن انتغص عيشها، واستبد بها التنغيص، واحاطت بها المنغصات؛
ما تزال في نقص وانتقاص وتنغيص؛ حتى يجف منها الماء؛ فتصير نفساً يباساً
بورا؛ خاطئة قاحلة لاشية.

وأوضح القول وأقربه؛ أجب اللحظات المبهجة إجابة الدعوات المستجابات، وعانق
الأفراح عناق الأم ولدها مخافة الفقد، وتلق السوانح ملاقاة الركبان، وإن ساورك
شوق أو حنين وذكرى في ظل فرحتك؛ فاعرض عن موارده وأسبابه اعراض
الخائف عن غوائله؛ وامنح اللحظة التي أنت فيها حواسك الخمس واقبل عليها بكل
ما آتاك مولاك من هداية؛ وإن انتقص منها شيء أو انتغص؛ فاعلم أنها من نجوى
الشيطان؛ ﴿لِيَحزُنَ الَّذينَ آمَنوا وَلَيسَ بِضارِّهِم شَيئًا إِلّا بِإِذنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَليَتَوَكَّلِ
المُؤمِنونَ﴾.

5558?t=lOqP5B1YyGb4vkzTe0YRdQ&s=19

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى