السيد فرج الشقوير - خُزَامَىٰ...

مِنْ زَمَآنْ
تَقْرِيبَاً مِنْ دِيسَمْبِرِ القَادِمْ
خَضَّبْتُ بِالحِنَّاءِ لِحْيَتِي
صَهْبَاءُ لَكْ
يَا عَنُودَاً مِنْ قَلْبِي إتَّخَذَتْ بَيْتَا ١
نَصَبَتْ عَرِيشَ مُقَامَةٍ ..
وَ أَنَاخَتْ الْعِيرَ الرَّواحِلْ!
عَيْنَاكِ تَعْشَقُ صُهْبَةً تَتَوَسَّطُ الأَشْيَاءَ
كَالفِرْقِ المُبَاعِدِ فَيْلَقَيْن
الصُّهْبَةُ الَّتِي ..
تَسْبِق إنْفِجَارَ النَّوَاصِيَ بالضَّحِكْ
وَ الْمَا قَبْلَ زَحْفِ الأُقْحُوَانِ ..
الْ أَصْبَحْتُ خَصِيمَهْ
وَ أنَا ألْحَظُ الكِسْتِنَاءَ التَّلَهَّى
يَمْرَحْ فَوْقَ بَايِسْكِلِيتِ العُمرْ
يُمْعِنُ بِلَا الْتِفَاتَةٍ ..
غَيْرُ آبِهٍ ..
يْزَمِّرُ فِي نَاقُورِ الخُفُوتْ
يَدُوسُ بَدَّالَهَا ..
كَمَنْ يُدَوزِنُ بِيَانُولّا الغِيَابْ
يَا لَهَا النَّايدَالُ مِنْ وَقِحَةٍ .. ٢
حِينَ لِلشُّجُونِ تَكِيدْ!
لَيْسَ بِوَجْدِي ..
غَيْرَ بَاكِيتٍ مِنْ الرُّويَالِ البُنِّيِّ .. ٣
أُدَوِّرُ الوَقَتَ بِهِ
مِنْ أَجْلِ كَفَّيْكِ المُزَّمِّلَيْنِ بِالْجُوَانْتِي الشَّامْوَا
فَدَعِينِي أُمَشّّطُ أَيَامَنَا المُقبَلةْ
دعِينِي أَترُكُ الدُّووفَ جَانِبَاً
الدُّووفُ يُشْبِهُ أَسَنَانَ دِيمَةٍ ..
لَمْ يَطْمِثْهَا رَعْدٌ قَبْلُ وَ لَا وَدْقُ
وَ عُثْنُونِي لِكُلِّ نَاصِعٍ عَدْوٌّ .. ٤
إلَّا قَلْبَكِ يَا إمْرَأَةْ!
دَعِينِي أُخَمِّنُ ..
حِقْدَ الشَّوَارِعِ الَّتِي تُهْمِلِينَهَا خَلْفَكْ!
وَ تَصَرُّفَاتِ عَرَبَةٍ مَحْظُوظَةٍ بِالمِتْرُو
فِي وُجُودِكِ كَانَتْ تَنْعَمُ بالطَّرَاوَةِ
إِفْتَقَدَتْ رُوحَ النَّعْنَاعِ بَغْتَةً ..
فَاغْتَابَتْ نُزُولَكِ المُفَاجِئْ!
دَعِينِي أَتَوَقَّعُ ..
غَيْرَةَ الفَتَارِينِ فِي رُوكْسِي
حِينَ تَتَنَاوَلْنَ جُونِلَّتَكِ بالنَّمِيمَةْ!
وَ بِرَبٍّ أَنْزَلَ الحَلْوَىٰ فِي ثَغْرِكِ ..
قُولِي الحَقِيقَةْ
أَقُولَّكِ ...
إِسْكُتِي خَالِصْ لَوْ سَمَحْتِ
فَأَنَا أُصَدِّقُ مَشْرُوبَاتُكِ الحَارَّةْ
وَ يَانْسُونُ عَيْنَيْكِ ..
هَذَا الفَائِضُ عَنْ حَاجَةِ القَاهِرَةِ الكُبْرَىٰ!
اليَانْسُونُ الَّذي مَا افْتَرَىٰ عَلَىٰ اللهِ كَذِبَاً
وَ لَا عَلَىٰ بُؤْبُؤَيْكِ الْبَتَّةْ!
يَقُولُ حِسَاؤُكِ السَّاخِنُ حَدَّ النَّعِيمْ :
كُلُّ جُوَانْتِيهَاتُكِ مَاتَتْ ضَاحِكَةْ
جَمِيعُهَا يَا سَيَّدَةَ الصَّقِيعْ
وَ يَا إمْرَأَةً تُرَتِّلُ سُورَةَ الرَّعْدِ بِكَثْرَةٍ
تَأْخُذُ أَلْبَابَ الثُلُوجِ رَاؤُهَا ..
حِينَ تُقَرْقِرُ فِي فَمِكْ!
الصَّرَاحَةُ ..
كُلُّ جُوَانْتِيهَاتُكِ الْ جَاءَتْهَا سَكْرَةُ المَوْتْ
بَاسِمَةٌ مَاتَتْ!
وَأَنَا أُغَسِّلُهَا أَخْبَرَتْنِي!
حَتَّى الّذِي تَوَسَّخَ ..
وَ أَنْتِ تُفَاضِلِينَ فِي السُّوقِ بَيْنَ حَبَّاتِ الكَاكَا
كُلُّ جُوَانْتِيهَاتُكُ الذِّيْ قَبْلُ ..
بَيْنَهَا والزَّمْهَرِيرُ حِقْدٌ مُتَبَادَلْ
إخْتِلَافٌ بَسِيطٌ فِي وِجْهَتَي نَظَرٍ ..
لِئَلَّا يَسِيحَ زُّبْدُكِ ..
رَاحَا فِي عِزَّةٍ وَ شِقَاقْ
فَسَالَتْ أَوْدِيَةُ بِقَدَرِهَا
وَ ضَجَّ بِالعَوِيلِ رَصِيفٌ ..
مُحْتَدِمٌ بِصِغَارِ زَعَابِيبٍ صَرْعَى ٥
يَا بُذُورَ آيِسْ كِرِيمٍ تُوقِدُ الشَّحْنَاءَ ..
بَيْنَ عَامٍ يَغْبِطُ شِتَاءَهْ!
عَامٌ يَقْتُلُ مِنْ نَفْسِهِ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ حَسَدَاً
لَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِهَا قُفَّازَاتُكِ مُطْلَقَاً ..
أَنَّهَا وَ الرِّيحُ فِي بِجَادٍ وَاحِدٍ ٦
يُنَاوِءَآنِ عَنْ إمْرَأَةٍ تُسَرِّبُ لِلْعَاجِ شَّمَنْدَرَهَا
وَ تُهْرِيقُ رُوحَ النَّبِيذِ فِي أَزِقَةِ الصَّقِيعْ!
جُوَانْتِهَاتُكِ الظَّانَّةُ بِالرِّيحِ ظَنَّ السَّوْءِ ..
سَرَّهَا الرُّقَادُ فِي جَبَّانَةِ أَشْيَائِكِ العَتِيقَةْ
كَسُعَدَاءٍ قُدَامَىٰ
يِتَّخِذُونَ مِنْ بِلَاكَارٍ عَجُوزٍ مَثْوَىًٰ لَهُمْ
تَنْدَهِينَهَا كُلَّمَا لَسَعَتْكِ الْآنِيَةْ
فَتَتْرَىٰ أَبَابِيلُهُنّ فِي غَمْرَةٍ مِنْ عَوِيلٍ مُبْتَهِجٍ :
مَنْ نَدَهَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ؟!
فَسِيقَ الّذِي تَنْدُبِينَهُ لِآمَآدٍ مِنْ العَسَلْ
يَا إمْرَأَةً تَعْشَقُ أَنْ تَجُوبَ إفْرِيقْيَا
و فِي أَطْلَسِ وَجْهِي تُمَارِسُ السَّفَرْ
وَ أَنْ تُبَلِّلَ بِالنَّدَى أَقْدَامَهَا ..
فِي حَدِيقَةِ لِحْيَةٍ مُعَطَّلَةٍ كَانَتْ آنِفَاً
لَكِنْ ..
حِينَ شَافَتْهَا جُذُورُ النَّجِيلُ ..
شَرَعَتْ تَبْسِطُ المُوكِيتَ فِي لَهْوَجَةْ ٧
يَا أُنْثَىٰ اللَّافَنْدَرِ الَّتِي تُحِبُّهَا أَدْعَاصِيَ النَّاتِئَةُ ٨
تُزَحْلِقُهَا بِلُؤْمِ طَّامِعٍ ..
فِي مَنَابٍ مَهُولٍ مِنَ البُومْبُونْ
جُوَانْتِي شَامْوَاهُ ..
رُبَّمَا لِلْآنَ تَقَاعَسْتِ عَنْ شِرَائِهْ
مِنْ زَمَآنْ ..
تَقْرِيبَاً مِنْ دِيسَمْبَرِ القَادِمْ
حِينَ ذَهَلَتْ عَنْهُ أَنَاملُكِ
وَ بِكُلِّكِ إسْتَبَقْتِ فُسْتَانَكِ المُخْتَشِي
بِالتِيَاعِ أُنْثَى عَاشِقَةٍ ..
للْطَمَاطِمِ البَّرِّيَّةِ العَاجَّةُ بِهَا أَحْرَاشِي
فَتُرَبِّتِينَ عَثَاكِلَ نَخِيلِي الخَاوِيَةْ!
نَخِيلِيَ الْ مِنْ ثَلَاثِينَ عَامٍ ..
لَمْ يَقتَرِفْ يَمَامَةً وَاحِدَةْ!
تُهْرَعِينَ مِنْ كُلِّ وَصِيدٍ تَخُشِّينَ آكَامِي
حِينَهَا ..
لَمَّا رُحْنَا مَعَاً ..
فِي سِنَةٍ مِنْ رَحِيقِ اليُوسُفِي
مَاتَ جُوَانْتِي مِسْكِينٌ ..
رُبّمَا لِلْآنَ تَقَاعَسْتِ عَنْ شِرَائِهْ!
غَادَرْتِهِ غَيْرُ عَامِدَةٍ ..
خَارِجَ جَبَّانَةَ مَوْتَاكِ الجَمَاعِيَّةْ
فِي سُقُوطِهِ مِنْ أَعَالِي الفَرَحِ ..
هَلْ سَمِعْتِ شَتِيمَتَهُ ..
فِي إرْتِطَامِهِ بِأَعْجَازِ الأَرْصِفَةِ ..
كَقَيْصَرٍ مَغْدُورٍ خُنْتِهِ وَحْدَكِ
فَسَبُّ مَيِّتِينَ أَهْلِي يَا امْرَأَةْ ؟!
لأَجْلِهِ ..
وَ لِئَلَّا يَغْمِطَ إِمْرَأَةً أُحِبُّهَا ..
مِنْ سِبْتَمْبَرِي هَذَا القائِظِ
سَأَزْرَعُ رُبْعَ عَامٍ مِنْ القَيْقَب .. ٩
فَوْقَ ضَرِيحِ أُسْرَتِي
كَإسْتِغْفَارَاتٍ مُسْبَقَةٍ عَنْ مَوْتَاىَ جَمِيعَهُمْ
وَ عَنْ أُمَّةٍ مِنْ جُوانْتِهَتِكِ العَاشِقَةْ
يَا إمْرَأَةً مِنْ زَمَآنٍ ..
فِي سِبْتَمْبَر القَادِمْ
قَتَلَتْ قُفَّازَاً قَبَّلَ يَدَيْهَا أَلَّا تَفْعَل! .

....................
السيد فرج الشقوير


............
هامش
.........
* العنود أنثى الظبي
* النايدال رقصة هندية
* الوجد الإستطاعة
* العثنون شعر ينبت تحتت فك الناقة.. مستعار هنا
* البجاد اللبس السميك للحر يلبس و للمطر
* اللّهوجة لغةً هي عدم إتمام الفعل ( لهوج الطعام / لم ينضجه وهكذا )
* الأدعاص كتل من الرمل المتماسك في لين
* القيقب هو شجر ظليل مزهر
* زعابيب زعب الإناء .. امتلأ مستعار لحفر الماء هنا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى