كاظم حسن سعيد - الدلالات المركزية والهامشية للالفاظ

الدلالة المركزية للمفردات تجمع الناس وتفرقهم الدلالة الهامشية.
هذا من اهم البحوث التي عالجها الدكتور ابراهيم انيس في كتابه ( دلالة الالفاظ) الذي نشرته مكتبة الانجلو المصرية سنة 1976 في الطبعة الثانية.
والذي حاز جائزة الدولة التشجيعية عام 1958.
يختتم الدكتور كتابه بتصريح اهم ( ان الرجوع الى المعاجم القديمة لا يجدي كثيرا في بحث دلالة الالفاظ وتطور الدلالة ومن الواجب على الباحث في دلالة اللفظ العربي الرجوع الى النصوص القديمة في الادب العربي ).
تحت عنوان ( حدود الدلالة ) يؤكد المؤلف انه يجب ان نميز بين ثلاثة امور هي اللفظ والشيء والصورة الذهنيه له.
فالتفاح مثلا لفظة تتكون من عدة اصوات والشيء بالنسبة لكلمة تفاح هو تلك الفاكهة المعروفة . .اما الصورة الذهنية فهي ما يتصوره كل منا حين يسمع بتلك الكلمة.
وحين نسأل عن معنى التفاحة من شخص ما فيكفي ان نريه اياها او نصفها له وصفا تقريبيا دون محاولة الغوص عن دقائق تلك المفردة وحدودها المميزة التي تتطلب اخصائيا محترفا.
يقول الدكتور انيس ( تتأثر الدلالة في نموها وتطورها بمؤثرات اوضحها انها تختلف لدى كل منا باختلاف التجارب التي نمر بها والظروف المحيطة بهذه التجارب.)
فكلمة مسدس قد ترتبط بذهن طفل كلعبة تطلق ماء او اصوات مسلية وفي ذهن اخر قد ترتبط باطلاقات حقيقية او تهديد او جريمة تشكل رعبا ما يثبت في ذهنه صورة مقلقة عن المسدس.
ويضرب المؤلف مثلا عن صحفي طلب اليه ان يخبره عن ( احزن ) و( اسر ) كلمة في العربية فيقول اخبرته لا شيء محددا يضبطهما انما يكون معناهما حسب قاموس الفرد عنهما.
انه كتاب غني جدا لمن يهمه المجاز والدلالة والاستعارة .

د ابراهيم انيس (1906-- 1977) رائد الدراسات اللغوية ولد في القاهرة نال الدكتوراه 1641 وعضوية مجمع اللغة العربية عام 1961.
من مؤلفاته( موسيقى الشعر والاصوات اللغوية وفي اللهجات العربية ومن اسرار اللغة ).

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى