حسين عبروس - الشاعر محمد أبو دومة تجربة شعرية متميّزة...

همس الأحبة

- أتباعد عنكم فأسافر فيكم
- عن بالكم غبنا وما غبتم..
- ومازالت منازلكم ..
- وتبدّلتم..!!
- فما زلنا كما كنّا..
- وأنتم ...لا كما كنتم


محمد أبو دوم..., تباريح أوراد الجوى


عرفته ذات لقاء جميل في أيام البرد وشتــــاء ديسمبر من عام 2003،وذلك خلال مشاركتي في مؤتمر إتحاد الأدباء والكتاب العرب الثاني والعشرين، وكنت ساعتها قد شاركت في ندوة الطفل والحرب ،وخلال جلسة النقاش والمداخلات لفت انتباهي تدخل رجل مديد القامة كثّ الشعر المشرأبّ نحو السقف القاعة،و قد سعدت بقبوله التعقيب عن سؤاله في موضوغ الطفل والحرب،ولحظتها شعرت بذلك التقارب العجيب بيننا حين أدركت أنه شاعرمن طراز فريد في الوطن العربي ،وذلك بعد اطلاعي شعره من خلال نسختين من أعماله الشعرية كان قد أهداني أيهما"أتباعد عنكم فأسافر فيكم 1987"- "تباريح أوراد الجوى 1990"،وقد سمحت لنا الفرصة بالحوار خلال أيام مدة الملتقى.وتوطدت الصلة فيما بعد،وظلّ التواصل قائما عبر شبكة التواصل الإجتماعي.
محمد أبو دومة ظاهرة شعرية عربية قلّما يجود الزمان بها، فهو يختلف كثيرا عن تجارب الشعراء من خلال تعامله مع النص الشعري من خلال الصورة ومن خلال اللغة التي يكتب بها وهو المثقف والمبدع وا لناقد الذي يتقن أكثر من لغة الإنجليزية والفارسية والمجرية..ولعلّ ذلك ما أثرى قاموسه الشعري وأسهم في تنّوع تجربته وهو يزاوج بين الإبداع الشعري وبين الكتابة النقدية،ومن أهم أعماله الشعرية:-
- المآذن الواقعة على جبال الحزن 1978
- السفر في أنهار الظمأ 1980
- الوقوف على حد السكين 1983
- أتبعد عنكم فأسافر فيكم 1987
- تباريح أوراد الجوى 1990
- الذي قتلته الصبابة والبلاد 1998.
لقد قصّ حكاية طويلة عن ذلك البيت الذي توارثه عن جده ،وعن ذلك الثنائي من العصافير التي كانت تعود كلّ سنة لتعشّش في شجرة التين،والسرّ يكمن في أن الطائرين اللذان كان يعودان إلى مسقط رأسيهما هما الفراخ لأن الأب والأم يموتان بعد ذلك،وهذا في كل سنة،وهذا ماأثار تخيّلي في كتابة قصة جميلة للصغار تحت عنوان" عصافيرأبو دومة" هذه وقفة تذكّر لصديق شاعر عربي كبير عرف كيف يترك بصمته الشعرية فينا،كما عرف كيف يلقي بظلال المحبة فينا لنذكره في كلّ الأوقات بعد رحيله عن عالمنا وذلك في ديسمبر من عام 2018 بعد مرض طويل ألزمه الفراش رحمه الله بجميل رحماته.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى