إيمان أكرم البياتي - مدينة الجدار.. قصة قصيرة

نص جميل في مجمله، اعتمد الإيحاء والرمز، وراهن على أهمية حضارة الأمة التي تثبت هويتها
ومقوماتها.
ولعل الجدار في النص رمز لهذه الهوية التي اقتصرت على الماضي دون الحاضر، يؤكد ذلك حدث هدم الجدار من طرف الأهالي عندما " خذلهم "، فكان الهدم " إعلان وفاة جماعية لهم " وفقدانا لهويتهم ..
لكن، ألا يمكن أن تكون ماراهنت عليه الكاتبة، هوية انفصلت عن الحاضر، باعتباره استرسالا للماضي، وأنها هوية ترتبط بتاريخ مستمر، ينطلق من ثرات سابق نحو تطور لاحق؟ وما " الجدار " إلا رمز لماضٍ لايمكن الاعتماد عليه وحده؟ هي تساؤلات يثيرها " رمز " الجدار باعتباره قوة فاعلة وحيدة في النص، أثبتت فشلها في تحقيق كل متمنيات الأهالي الذين ثاروا عليه، وتناسوا بذلك أن هناك
عناصرَ أخرى لابد من تكاثفها مع الجدار " لإتمام " الهوية " وتحديد سيرورتها التاريخية ,,
لكن تبقى ميزة النص منفتحة على تأويلات شاسعة، منها على سبيل المثال مايخص إدانة المسؤولين عن بنائه دون مراعاة لخصوصيات الأهالي، ومنها عناصر أخرى تفتح المجال للقارئ كي يشارك بتأويلاته ما سعت الكاتبة إلى طرحه
أسلوب النص جيد، وحبكته نجحت في تحقيق سرد متماسك استطاع السير بنا نحو رهان يمتطى صهوة الرمز والإيحاء ,,
وأضيف في الأخير ملاحظات تخص بعض الأخطاء الواجب تصحيحها:
لم تهب أحداً من أبناءها حظاً كبيراً
من يعرف ماذا يحدث هناكَ لجعل الجدار يلبسُ ثوباً اسوداً جديداً
لم يفكروا للحظة أنهم بذلكَ يعيدوا مشهد موت أولادهم
مع التحية للقاصة العراقية الواعدة إيمان أكرم البياتي
  • Like
التفاعلات: جبران الشداني
أعلى