مصطفى الحاج حسين

* بطلُ الغبارِ.. نتوارثُ المستبدَّ إثرَ المستبدِّ وعلى حناجرِنا ينهضُ ويغدقُ من دمِنا على السّماء ما تفيضُ به أقبيّةُ صّمتِنا أرواحُنا مزاريبٌ لانتصاراتِه يعلّقُ الجبال على قاماتِنا يزرعُ المقابر على جدرانِ آهاتِنا والعدمُ هو مرتبةُ شرفٍ لآمالِنا يصبُّ دّماراً في عروقِنا يطوّقُ بصيرتَنا بالعماءِ...
المدينة أمن المعقول أن أكون قد تراجعت ؟! ، منذ سنوات وأنا أتأنّى وأدرس هذه القصة بنت الخمس سنوات . منذ ذلك الحين ، كنت في نظر الكثيرين أفضل قاص في البلد ، وكان الجميع يتوقّع لي مستقبلاً عظيماً ، وكان يرحّب بي أينما حللت ، ويتهافت عليّ المهتمّون بالأدب. ويوم منحت الجائزة الأولى في مسابقة القصة ،...
ما بوسعِ المعلّم " عدنان" أن يفعلَ، إذا كان بيته يبعد كثيراً عن المدرسة التي يعلّمُ فيها ؟!.. وعليه أن يستقلَّ حافلتينِ للنقلِ الدّاخلي ! .. ثمَّ يتابع طريقه سيراً على الأقدام مدَّة دقائق ! . وماذا يفعل إذا عَلِمنا بأنّ الحافلة الأولى ، التي سينحشر بداخلها ، لا تأتي قبل السّادسة والنّصف ؟! ،...
الجِبَالُ تَمخُرُ عُبَابَ دمعتي والبحرُ يغوصُ في ناري والسّماءُ تَتَمَسَّكُ بأطرافِ لوعَتِي إنّي أخطُّ فوقَ الأبجديّةِ سَعِيرَ نبضي وأرسُمُ على شهوقِ آهتي سَلالمَ موتي أصعَدُ درجَ الغُربةِ أعتلي عرشَ الانهيارِ وأمدُّ عُنُقِي من نافذةِ الصّمتِ لأهتُفَ في رحابِ الاختناقِ أنا خريرُ العَدَمِ أعبُرُ...
زارني بصحبة [ عمر ] مرات متتالية ، حاول أن يتقرب مني ، دفع عني في المقهى ، امتدح كتاباتي ، تغزل بشكلي ، قدم لي العديد من لفافاته ، ومع ذلك لم أزره ، رغم دعواته الحارة والمستمرة . عانيت كثيرا حتى حفظت أسمه ، أطلعت [ عمر ] على حقيقة موقفي منه ، فعارضني وأكد بأن [ صهيب ] إنسان طيب ، فهو...
أنفَرِدُ بِمَوتِي أنقضُّ على نِيرَانِهِ لأرمِيها في قَعرِ الظُّلمَاتِ سأبقى بلا نِهَايَةٍ أموَاجِي تَرتَطِمُ بالأبَدِ وأحرُفِي تَسكُنُ الأيامَ تُنَازِعُ الجِبَالَ صَلابََتَهَا والنَّدى رَهَافَةَ البَوحِ كَتَبْتُ قَصَائِدِي بِحِبرِ الانتِظَارِ الحبُّ كانَ عَمِيقَ الهَمسِ سَاطِعَ اللهفَةِ وَاسِعَ...
طُرِقَ علينا الباب، دقّات عنيفة، سريعة، ومتتالية، بعثت الرّعبَ في أوصالنا، وجعلتنا ننكمش على أنفسنا، حتّى أنَّ أخوتي الصّغار، الّذينَ لا ينقطع ضجيجهم، لاذوا بالصمتِ وهرعوا نحو أمّي، ملتصقينَ بها بحثاً عن الحمايةِ والأمان. اعتقدنا أنّ القادم هو «الحاج منير» صاحب المنزل، الذي يريد إخراجنا منه، قبل...
@ قراءة في.. (سعف السراب).. - مصطفى الحاج حسين - تقديم: غزلان شرفي.. قالوا قديما: (الإبداع هو أن يخرج الإنسان من وحل الفشل إلى إنسان يُضرب به المثل)، والأستاذ مصطفى الحاج حسين خير مثال، وأحسن قدوة يُحتذى بها في مجابهة صعوبات الحياة، و مثبطات العيش... فمن الانسحاب...
في مقالٍ نقديّ للأستاذ النّاقد " حسني أبو خليل " نشره في مجلةِ " لسان الأدباء " ، العدد ( 513 ) . تحت عنوان " خريف البيادر وتزييف المشاعر " . وتجدر الإشارة إلى أنّ " خريف البيادر " هو عنوان مجموعة شعرية صدرت لي منذ أيام قليلة ، عن دار " الصمت " للطباعة والنشر ، وهي المجموعة التّاسعة لي على ما...
تتآكلُ الأشكالُ تحترقُ الأسماءُ وتنتحرُ الذكرياتُ فيصهلُ الغبارُ لتنتشرَ الضّغينةُ وتخيّمُ الوساوسُ تنتصبُ قلاعُ الحقدِ وينتقمُ الخرابُ جحافلُ القتلى تصولُ عويلُ الأفقِ يشقُّ الأرضَ والجبالُ تقضقضُ فوق الدروبِ الشّمسُ تتعكزٌ على أنفاسِ الصّقيعِ والقمرُ يمدُّ رأسَهُ من جحرِ الخوفِ الغيمّ رمادٌ...
أتنصتُ على صمتي أصيخ السَّمعَ إلى موتي وأراقبُ تحركاتِ السُّكونِ لا مكانَ لروحي في جسدي لا متّسعَ لدمي في عروقي وأحلامي مُجَفَّفَةُ النَّسماتِ وقصائدي مصلوبةُ الحروفِ أحاولُ التًّقَرُّبَ منِّي أنْ أصادقَ بَعضِي لكنّ الماءَ لا يُبَلِّلُ ناري والسماءَ لا تفتحُ ذراعيها لأجنحتي أحاورُ خرابي أشاكسُ...
تسلّق جدار المدرسة ، قفز إلى باحتها ، ودخل صفّ ( سامح ) ، من النّافذةِ المكسورة ، وفي الصّفّ كان بمفرده ، شعر بالفرحة تجتاحه ، جلس على المقعد ،واضعاً يديه أمامه ، مستنداً على المسند ، دار على المقاعد ، وجلس الجّلسة ذاتها ، وجد قطعة ( طباشير ) فأسرع نحو السّبورة ، وبدأ يرسم خطوطاً كثيرةً ،خطوطاً...
المدينة منذ اليوم الأول ، لتعينها مديرة للمؤسسة ، شعرت بانجذاب نحوها ، بهرني جمالها ، سحرتني لحظة صافحتها ، لذلك وقفت إلى جانبها ، رغم أنني كنت طامعا في استلام الإدارة . ما حاربت المدير السابق ، إلاّ لأحلّ مكانه .. ومع هذا مددت لها يد المساعدة ، أنا الذي كنت أضمر لها الشر ، يوم...
مضى على تعيين الأستاذ [ حمدان العمر ] ، أكثر من ثلاث سنوات ، معلما وحيدا في قرية [ تل مكسور ] ، دون أن يطلب نقله إلى قريته القريبة ، بالرغم من حاجة أبويه العجوزين ، إلى خدماته في الأرض التي يتملّكانها ، فهو يرى نفسه كل شيء في [ تل مكسور ] ، فإذا انتقل إلى قريته ، ذهبت مكانته وهيبته ، ولسوف يضطر...
في صباحٍ مشمسٍ ، وبينما كان رئيس المخفر ، ( أبو رشيد ) يجلس على كرسيه ، فوق المصطبة ، عند باب المخفر ، حيث كان يدخن ، ويتلهى بمراقبة القرية القريبة ، عبر منظاره الجديد ، وإذ به يلمح رجلاً قروياً يتّجه إلى العراء ، وحين ابتعد عن الأنظار ، تلفت يمنة ويسرة ، ثمّ رفع ( كلابيته ) على عجلٍ ، قرفص ،...

هذا الملف

نصوص
280
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى