عبدالسلام بنعبدالعالي

ما ينيف على العقد والنصف من الزمن، قبل أن يعلن كل من رولان بارت (1968م) وميشيل فوكو (1969م) «موت المؤلف»، كان موريس بلانشو قد تحدث عن «غيابه». إذا كان ما حرّك «بارت» و«فوكو» لإعلان ذلك «الموت» هو محاولة القيام ضد مفهوم معيّن عن الأدب كان مهيمنًا على الدراسات الأدبية نقدًا وتأريخًا، فيبدو أن ما...
لو أننا حدّدنا الفلسفة على أنّها فن إطلاق العنان للأفكار العامة المتناقضة فيما بينها بصدد أيّ موضوع من الموضوعات، فإننا نستطيع أن نؤكد أنها قديمة قدم العالم، وأن التفكير الفلسفي وجد منذ وجد البشر الذين ينطقون ويتكلمون، أما إذا لم تكن الفلسفة مجرد ممارسة للتفكير، أما إذا كانت، كما يقول هيغل،...
يُصرّ بعض النقّاد على أن يُقدّموا أعمال المفكّر كما لو كانت تندرج دوماً ضمن «مشروع» فكريّ مُتكامل PROJET، وهم يعرضونها كما لو تمخّضت عن قرار تأليف وتخطيط معقلن محسوب، هذا رغم تبيّنهم أنها غالباً ما تكون استجابات لحظية وتفاعلاً مُتحوّلاً مع المحيط الثقافي والظّرف التاريخي. صحيح أنّ مجال اشتغال...
من أهم الأمور التي كشفت عنها الانتفاضات التي عرفتها بعض البلدان العربية هو أن التغيير الفعلي، لن يتمّ فحسب، باستبدال أنظمة وإحداث هزات سياسية، وإنما هو رهين بتحوّل ذهنيات وأنماط تفكير، ذلك التحوّل الذي لن يأتي نتيجة سهلة لاستبدال نظام سياسي بآخر، والذي يستدعي هزة فكرية لن تكون أقل رجة، مما عرفته...
من بين الأمور التي استوقفت من كتبوا عن المرحوم سالم يفوت، إثر وفاته، ما دعاه البعض «عزوفه عن السياسة»، بل إن منهم من رأى في الاهتمام الذي ما فتئ يوليه، بعد تجربة السجن القاسية، لمبحث الإبيستمولوجيا، تأكيدا لذلك العزوف، ونتيجته الطبيعية. ولعل تصوراً معيناً عن الإبيستمولوجيا قد يزكي هذا الرأي. إذ...
عبد السلام بنعبد العالي يُصرّ بعض النقّاد على أن يُقدّموا أعمال المفكّر كما لو كانت تندرج دوماً ضمن «مشروع» فكريّ مُتكامل PROJET، وهم يعرضونها كما لو تمخّضت عن قرار تأليف وتخطيط معقلن محسوب، هذا رغم تبيّنهم أنها غالباً ما تكون استجابات لحظية وتفاعلاً مُتحوّلاً مع المحيط الثقافي والظّرف...
كتب نيتشه في تمهيده لـ«العلم المرح»: «إننا لم نعد نعتقد أن الحقيقة تظل حقيقة من غير ستارها. لقد عمّرنا ما يكفي لكي نؤمن بذلك. أصبحنا نعتبر أنّ من باب الحشمة والحياء ألا يرغب المرء في أن يرى كل شيء في عرائه...علينا أن نمجِّد أكبر التمجيد الحياء الذي تتحلّى به الطبيعة، والذي يجعلها تتستَّر وراء...
«هناك فرق شاسع بين أيديولوجيا السعادة التي كانت تعتنقها آلاف القرون الماضية، وبين تلك التي نعتنقها نحن: المسألة مسألة وسائل. ففيما مضى، لم تكن الوسائل متوافرة لتمكين الناس من السعادة. فكان السعي نحو السعادة مسألة شخصية ترتبط بالثقافة والحياة الروحية والزهد، واختيار نمط معين للعيش. ومنذ ما يقرب...
حينما صرح جورج بوش، وهو في طريقه الى افغانستان، بعد أن تلقى «رمية الحذاء»: «أتريدون وقائع، لقد كان مقاس الحذاء 10»، بدا وكأنه لم يدرك الدلالات «العميقة» لتلك «الرمية». أو لنقل انه بدا وكأنه لم ير في الحذاء الا معناه الأولي (دينوتاسيون) من غير أن يأبه بالمعاني الثانوية (كونوتاسيون) التي تصل الى...
«ولكن، يمكن الاعتراض بأن «الراين» يبقى على رغم ذلك نهراً ينتمي لمشهد طبيعي. ليكن الأمر كذلك، لكن كيف؟ ليس إلا كموضوع لزيارات تنظمها وكالات أسفار أقامت على ضفافه صناعة خاصة بالعطل». م. هايدغر يرتبط مفهوم العطلة في أذهاننا بالتحرر. الغاية من العطلة توفير «وقت حر»، وقت خالٍ من ضغوط العمل، وتحرير...
هناك قضية تبلغ أهميتها عندي مبلغاً خاصاً يتوقف عليها مصير الإنسانية جمعاء أكثر مما يتوقف على أي حذلقة كلامية، إنها قضية نظام التغذية«. ف. نيتشه »لقد حلّت الصحة في أيامنا محلّ الخلاص«. نقرأ هذه العبارة عند ميشل فوكو الذي كان قد اقتبسها عن أحد المؤرخين، وهو يوردها ليستدل على ما يطبع عصرنا من...
أمران يجب استبعادهما عند الحديث عن هذا الموضوع: أولهما أن القضية لا تتعلق مطلقا بأية محاولة تركيبية كيفما كان شكلها. وثانيهما أننا بعيدون هنا عن "موضة" نـهاية الفلسفة وموتـها. سيكون علينا إذن أن نتحدث عن مسألتين لا تخلوان من صعوبة: علاقة دولوز بـهيجل، وعلاقته بـهايدغر. سنرجى الحديث عن المسالة...
مسلكان لطرح علاقة المعرفة بالسلطة علينا أن نستبعدهما بداية: الطرح الأول هو الذي سبق لديكارت وفرنسيس بيكون وأوغست كونت أن عبروا عنه بطرق مختلفة حينما أكدوا أن من شأن المعرفة أن "تجعلنا سادة على الطبيعة ممتلكين لها"، وأن "العلم قوة وتمكّن". الطرح الثاني هو الذي رأى أن الفكر يغدو قوة مادية وسلاحا...
عبد السلام بنعبد العالي أَعْجَبُ لأُولئك الذين يُكْثِرون الحديث عن الهويَّة والأَصالة والذّاتية كما لو كانت مُعْطَيات خالِدَة، ومُطْلَقات سَرْمَدِيَّة لا تعرف نَشْأَة ولا يلحقها تحوُّل ولا يُصيبها زوال والغريب أَن هذا يتمُّ في عالَمِ اليوم الذي نُشاهِد فيه مِن حَوْلِنا، وبسرعة أَصبحت تثير...
نقرأ في كتاب إ.غاليانو عن كرة القدم: «هناك نصب في أوكرانيا يذَكّر بلاعبي فريق دينامو كييف في 1942. ففي أوج الاحتلال الألماني، اقترف أولئك اللاعبون حماقة إلحاق الهزيمة بمنتخب هتلر في الملعب المحلي، وكان الألمان قد حذروهم: "إذا ربحتم ستموتون". دخلوا الملعب، وهم مصممون على الخسارة، وكانوا يرتجفون...

هذا الملف

نصوص
85
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى