بوعزة الفرحان

جلست أمام الحاسوب لأكتب قصة، استنفرت الأفكار، جاءت تباعا، تزاحمت في ذهني، هممت أن أكتب، طارت الأفكار وتلاشت، فبقيت يدي يدغدغها الفراغ . نظرت من النافذة، زقاق ضيق يفصل بين دور مصفوفة. فتاة جميلة في شرفة الطابق المقابل لمنزلي، قصيرة القامة، في قميص نومها الشفاف، تمدد يديها وراء ظهرها، يبرز صدرها...
من عفن، هبت ريح تتمايل بين الدروب والأزقة ، تطعم الناس موتاً قاسياً ، استلت الريح قوتها من فراغ المكان ، ولدت من نفسها عاصفة هوجاء .. أجساد ممددة تناقش الموت ، تودع الفضاء .. بسخرية تقف العاصفة على رأس الجثث ، تسألها ، تهزها ، تستنشق أنفاسها ، تهزأ من ضعفها. اغترت العاصفة بقوتها ، فتحولت إلى...
.. استيقظت وهي تتحسس أشعة الشمس من خلال نوافذ حجرتها ، احتارت من أي نافذة تطل ، اختارت الأقرب منها .. تدلت بعنقها تتطلع إلى هذيان الشارع .. كعادته ينغـل بالخلائق البشرية .. الناس يمرون ، يتوقفون ، يتصافحون ، يتهامسون ، يستأنفون السير .. فحصت الفضاء بعينيها ، ما أثار انتباهها أكثر ، امرأة تطلب...
... استقبلته في المطار ، كل يوم ترتشف حلمه ، تستنزف قوته ، تسرق فتوته .. استأنس بأنوثــتها ، كلما تذكر، يعتقد أن ملوحة البحـر لا زالت تحفر جدار معدته . جلس يحدق فيها ، والليل يعبر الحارة . يطيل النظر، يتابع أنفاسها ، يقرأ جسدها ، تنبجس دموع تحرق الخديـن .. امتد صمت يرعش الخوف في أعماق نفسه ، لا...

هذا الملف

نصوص
19
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى