محمد محمود غدية

البساطة قد تكون فى إضاءة شحيحة، تضفى على المكان شاعرية رقيقة، لا تجدها فى الثريات المدلاة فى القصور، التى تحيل الليل إلى نهار يغشى العيون، لو لم يكتشف اديسون المصباح الكهربائى، لكانت الشمعة سيدة الأضواء جميعها، يعيش على موارد روحه لا يستسلم أمام ضربات القدر، يقاوم طول الوقت، يفتح النوافذ...
ورقة اولى : يراقبان الطيور يتحدثان همسا لا اتبين مايقولان، ربما يتحدثان عن الحب او يرسمان خطط للمستقبل، اليوم عيد الحب أهداها باقة ورد وخاتم ثمين، أهدته خصلة من ضياء، وباقة من المشاعر النبيلة . ورقة ثانية : الكلمات الطيبة الحلوة هجرت كتب الشعر، صارت خشنة أشبه بقنبلة تطلق من فوهة مدفع، فى...
يستشعرون غيابه رغم وجوده بينهم، تائه النظرات متجهم الوجه، يكتسى العبوس وجهه بعد أن كان فى نضارة الربيع، حتى رياضة الكلمات المتقاطعة إنقطع عنها وهى من الرياضات المحببة لنفسه، إجتمع الأصدقاء لبحث المستجدات التى طرأت على زميلهم حتى إعتناءه بمظهره لم يعد كما كان، تحيط به هالة من ضباب مصفر غير صاف،...
لا يستطيع إخضاع القصة لرؤي وإحتمالات مسبقة لأنه يتحرك مع الشخوص، يعيش بهم ومعهم وكثيرا ما يتركهم يتحركون بحرية فى سياق يختلف عما يرغبه، متفهم لأدواته وحرفية كتابة القصة التي كثيرا ما تأتى فى شكل مختلف وغير متوقع، لكنه مرضي للأحداث والنهايات، قرب شاطئ البحر وعلى صخرة وحيدة جلس يتأمل اللوحة...
إنفرط الدر حين وطأت قدمه الأسفلت ، ترك فى القرية الطيب أهلها، والمشاعر النبيلة، حقائب الأشواق، التى لن يجد مثلها فى المدينة، إرتعدت فرائسه حين هجره الدفء، الوحشة والوحدة من حوله لها ضجيج، يطحن عظام الصمت، إفتقد حبيبته التى أدار لها ظهره وهى تلوح بيدها، مرمرية التكوين، ما عداها عدم، إبتسامتها...
ثمة غصة موغلة فى الداخل لم تستطع كسر أغلال الوحدة، يرى الناس ويرونه من خلال حواجز زجاجية، المسافات تقوده إلى بساتين المواجع وحقول التعب، ماأبشع أن تخلو الحياة من غصن رطيب وزهرة يانعة، وماأقسى الخضرة حين تتحول إلى أوراق يابسة صفراء تكنسها رياح الأيام، ترك بعض أحلامه فى محطات السفر وقليل من الجنون...
إزدادت نظراتها حدة، حين قررت فى وقاحة مقصودة طرق الباب بعد أن علقت بوجهها إبتسامة ميكانيكية باهتة لا روح فيها، - هى جارة للزوجة التى فتحت لها الباب، الكلام بينهما محدود أو معدوم، بقليل من الكلمات الهامسة والناعمة ، أبحرت الزائرة فى زوارق الزوجة التى بقيت مدهوشة لبعض الوقت ! لتكتب الزائرة أول...
لم يستطع كبح إنفعالاته أمام هجمة أنوثتها المتوثبة حد الإشتعال، الذى تكاثف بخار فوق زجاج المقهى، ونظارته التى حجبت عنه الرؤية، كانت تجلس على طاولة مقابلة امرأة قمحية العينين، منحته إبتسامة مقتضبة حين لمحت إرتباكه وعجزه عن تفادى نظراتها، التى تذيب الجليد وتنشر الإرتياح، تشبه المرأة الحلم التى...
يراها كشجرة مثمرة فى حديقة، كل أشجارها ذابلة الأوراق غير مثمرة ماعداها عدم، يجلس على شواطئ العمر بالساعات، يراقب أمواج السنين وعواصف العمر، سنوات عشر على رحيل زوجته، التى كانت تغمره بالحنان، وتغرس الزهور فى حدائق أيامه، تكثفت العتمة بين ضلوعه، عبثا يحاول نسيانها، كيف وهى تمشى فى دمه ! فى...
القلق والألم رسما معالم حدتهما بوجهها النحيل، لكنه لم يستطع أن يطفئ ذلك الصفاء المشع من عينيها ببهاء غريب، أشبه بلوحات القديسيين التي يرسمها الفنانون، متفانية جدا في عملها، خبيرة في مغالبة الأفكار غير الطيبة‏، التى كثيرا ما تفلح فى زحزحتها بعيدا عنها‏، فى العقد الثالث‏، إعتادت الفصل بين العمل...
يقول محمود درويش : لا نصيحة فى الحب لكنها التجربة / لا نصيحة فى الشعر لكنها الموهبة، طبيب ناجح وعاشق للأدب،حياته مليئة بمشاعر الحب المتوهجة، زبون دائم فى مكتبات سور الأذبكية، يرى فى الكتاب، خير صديق والرفيق المسامر فى السفر، أحبها طبيبة حديثة التخرج مثله، بدأت علاقاتهما بالصداقة، ثم شبت فيها...
تجاوزت من العمر الكثير، لا تعرف متى ولدت ولا كم عمرها ؟ لكنها تعرف الكثير من الحكايات المدهشة، ترويها فى عذوبة بالغة، أستأذنكم فى نقل بعضها الحكاية الأولى : كريم الحفيد الصغير، يهوى الرسم يمسك القلم، ويرسم فى كراسات إخوته، يتفاجئون برسمه أثناء المذاكرة، فيختبئ تحت طاولة الطعام خشية العقاب،...
وجه المدير مليء بالغضب الذى لو وزع على الكون كله‏ يكفى ويفيض‏، وهو يطلب منه ملف زميله حسنى لتحويله للشئون القانونية لغيابه المفاجئ‏ دون تقديم إخطار مسبق بالأجازة‏، ماذا يفعل حسنى أمام مرض إبنته ؟‏ هل كان يمكن التنبؤ بالمرض قبل وقوعه ؟ تباطأ فى تقديم ملف زميله‏ حتى تهدأ ثورة المدير‏ الذى ما لبث...
نجحا فى إيجاد شقة متواضعة، بإيجار جديد، تضم حلمهما البسيط فى مدينة ساحلية، وسط حي سكني متواضع، لم تتضح معالمه بعد، بعد جهد وبحث مضنى عن عمل، وجد عملاً فى مطعم يقدم الوجبات السريعة، وتوسط له أحد الزبائن، لتشغيل زوجتة، بأحد مصانع القطاع الخاص، طويا شهادتهما الجامعيتان، بعد عناء سنوات من الجهد و...
إستوقف الحارس صاحب الفيلا قائلا : أنه بالأمس رأى فى المنام حلم أزعجه، ورجاه أن لايركب سيارته الخاصه، ويستخدم بدلا منها سيارة المصنع، فقد رأى فى الحلم تهشم السيارة الخاصة، إثر حادث على الطريق، إبتسم صاحب الفيلا، وهو يربت بكفه فوق كتف الحارس قائلا : حاضر لن أركب سيارتى الخاصة ياسويلم، وأطلب...

هذا الملف

نصوص
428
آخر تحديث
أعلى