محمد محمود غدية

ما هذه القدرة على العلو والسمو، وذلك الإستعراض الرائع، لتلك الطيور السابحة فى الفضاء، لوحة من جمال نادر ورائع، حين هبطت الشمس، وهدأت حمأتها، وأعطت لونا أرجوانياً جميلاً، من خلال ندف السحاب، جلس يتأمل صفحة المياه، وهذا النخيل الفارع الطول، بجريده الأخضر، هنا وهناك، يتماوج في وقار، لا تقدر...
يتطلع من شباك القطار، تمنى لو كان نجم يسبح فى الفضاء، بعيدا عن الأرض التى لم يجد فيها من يطفئ سعير قلبه، إعتاد قطع الوقت بالقراءة، التى يحبها أثناء سفره الطويل بالقطار، ثلاثينى يعمل فى شركة إتصالات بالقاهرة، أنيق الملبس حلو الحديث، شغلت المقعد المواجه له، فتاة فى مثل عمره إلا قليلا، وجهها فى...
رقيقة الملامح حلوة لا تخطئها العين ، ضل قطار الزواج طريقه إليها، سنوات خمس منذ تخرجها من كلية التربية ، هل أصاب الرمد عيون الشباب، أم مازالوا فى عراك مع الحياة وفرص العيش ؟ - وافقت على عرض شقيقتها بالعمل كمدرسة خاصة لإبنة أحد الأثرياء ، بمرتب كبير وسيارة خاصة تنقلها من منزلها وحتى فيلا...
حين يتمدد الوجع فى كل ما نراه وتنغرس مدية الألم فى القلوب، تصمت موسيقات البحر، وكمنجات الأمطار ، وينطفئ البريق الذى يشع فى عيني إمرأة هجرها الحب، - من مفارقات القدر أننا نعثر على الحب أثناء بحثنا عن شئ آخر، فى إحدى المكتبات الكبرى بشارع طلعت حرب ، كان يبحث عن كتاب مهم أخبره البائع أن النسخة...
على الرصيف المحاذى لحزنه، ظل يعدو هربا من المطر المتساقط كالسيل، الذى غسل واجهات الفاترينات والشوارع، تحت مظلة مقهى أغلق نصف أبوابه، إنضمت إليه فتاة فى نضارة الورد، تصغره ببضعة أعوام، تشكو البلل وإتلاف كتبها، خلع معطفه ووضعه على كتفيها، بين دهشتها التى ألجمتها، وهو يقبض على كفيها ويدعوها للدخول...
لم تستطع جاذبية الأرض على الإمساك به، وهو يطير من الفرح، لحظة أن أمسك بخطاب تعيينه، فى إحدى المصالح الحكومية، لابد له من بدلة جديدة، تذكر إبن عمه عريس جديد، لن يتأخر فى إعارته بدلة الفرح، التى سيحافظ عليها، إرتدى البدلة بين دعوات والدته وإخوته،الذين فرحوا بوجاهته فى البدلة، فالإنسان ثلاثة، أنت...
يرى أن الإبتسامة أعظم روشتة لا يكتبها طبيب ولا تكلف شيئا، عملا بالمثل الصينى الذى يقول : إذا لم تستطع الإبتسام فلا تفتح متجرا، الإبتسامة رسول يشيع البهجة والدفء، بسببها إرتقى أعلى المناصب فى المؤسسة التى يعمل بها، شديد التفرد والخصوصية، نقى السريرة، لديه رصيد هائل من المعرفة والتجربة، أصبح...
صدمته تجربة الحب الاولى فى حياته، او كما يسمونها التجربة البكر المتعثرة، التى اعطاها الكثير من قلبه وعقله، واورثته الهموم وهزت كل كيانه، كتب فيها ديوان شعر حروفه تقتر وجع، إستقبله القراء بحفاوة بالغة، إنه الحب الذى فجر فيه كل هذه القصائد، وهو أيضا الذى كاد يكسره، لولا ثقته فى الحياة انه مازال...
عيادة الطبيب النفسي مزدحمة بالمرضى، يجلس جوارها شاب أربعينى ، حلو المحيا أنيق الملبس ، تختفي عيناه خلف عدسات زجاجية ، إستشعرت نظراته الجوعى لها ، فى منتصف العقد الثالث ،تحتفظ بقوام جميل ، وجسد رشيق ، ومسحة من جمال هادئ ، ولأنها إعتادت قطع الوقت بالقراءة ، فقد وضعت الرواية و الحقيبة على المنضدة...
قصة قصيرة : بقلم محمد محمود غدية / مصر شمس لا تغيب عيناها مشبعتان سحرا، لا يمكن تحديد لونهما ومقاوماتهما، تشبه بهاء الحلم، قبلة يختلسها عاشق وقت نعاس ليل هادئ، تبتسم فتخضر حقول البرتقال وتزهو، تسير فى بهو روحه بتمهل، ترتاح على عتبات القلب، أحبها بوسع العالم، دائم السفر لعينيها، أشفقت على حبه...
رغب فى إستغلال النهار والإفادة القصوى من قرص الشمس الذى جاء بطريق الخطأ واعتلى صدر السماء، هذه البلاد يتعطل فيها بزوغ الشمس، تفتقر للدفء، جليد وصقيع طول العام، لون معطفه الأسود المبطن بالفراء تغير بفعل ندف الثلج إلى لون رمادي باهت، تسللت الشمس هاربة، وكأنها أخطأت المدينة فغادرتها، المطر يغسل...
عيادة الطبيب النفسي مزدحمة بالمرضى، يجلس جوارها شاب أربعينى ، حلو المحيا أنيق الملبس ، تختفي عيناه خلف عدسات زجاجية ، إستشعرت نظراته الجوعى لها ، فى منتصف العقد الثالث ،تحتفظ بقوام جميل ، وجسد رشيق ، ومسحة من جمال هادئ ، ولأنها إعتادت قطع الوقت بالقراءة ، فقد وضعت الرواية و الحقيبة على المنضدة...
المقعد فى إستطالته يشبه قضبان السكك الحديدية، من حيث الفراغات، الخشب متهالك، تعلوه مظلة باهتة، من أثر الشمس العمودية الحارقة، يجلس على المقعد، ذلك الرجل الذى كان يمشى بخطى بطيئة وثقيلة، كما لو كان ينتزع قدميه من الأرض إنتزاعا، والذى كان يتأبط كتابا، وضعه بجواره، تاركا الحرية لذراعاه، تعبر عن...
قصة قصيرة : بقلم محمد محمود غدية ( اللحاق بآخر عربات القطار) فى عينيها إستعلاء ينمان عن كبرياء وتحفظ، لكن إذا أمعنت النظر تكشفان عن حزن دفين، جمالها هادئ قد لا يستوقفك إذا سمعتها تتكلم، تطلب من الكرة الأرضية أن تكف عن الدوران وتتوقف أمام تلك اللحظة الثرية، التى تنقلك إلى عوالم أكثر بهجة،...
حالة من الطوارىء غير العادية، تنشط لحظة وصول الرجل المهم، الى المبنى الفخم، يفتح باب السيارة، الحارس الخاص الذى قفز من السيارة، مثل لاعب سيرك بل أمهر، الجميع فى هرولة لإستقباله وتحيته، يجيب عنها باإيماءة خفيفة من رأسه، حتى يختفى عن الأنظار، ويغوص فى كرسى مكتبه الوثير، يرشف فنجان قهوته بااستمتاع،...

هذا الملف

نصوص
427
آخر تحديث
أعلى