محمد محمود غدية - شمس لا تغيب

قصة قصيرة :
بقلم محمد محمود غدية / مصر
شمس لا تغيب

عيناها مشبعتان سحرا، لا يمكن تحديد لونهما ومقاوماتهما، تشبه بهاء الحلم، قبلة يختلسها عاشق وقت نعاس ليل هادئ، تبتسم فتخضر حقول البرتقال وتزهو، تسير فى بهو روحه بتمهل، ترتاح على عتبات القلب، أحبها بوسع العالم، دائم السفر لعينيها،
أشفقت على حبه لها، فأسكنته عشب أهدابها، أستاذة مساعدة تعمل معه فى قسم اللغة الإنجليزية، نالت عن بحثها الذى قدمته للجامعة، منحة سفر لأمريكا، طموحاتها تسبق أحلامها بخطوات، بينهما مواثيق وعهود، طلب منها أن يعقدا زواجهما قبل سفرها، طلبت التأجيل لحين عودتها، لا تريد قيود تعوقها عن الطيران، فى كل الإتجهات كما الطير، لملمت من حدائقه الأزهار ومن سمائه النهار
وغابت، مستسلما لحزن طويل، كل الأماكن دونها موحشة، توقفت رسائلها كل الفصول شتاءات لا تنتهى، تحتفى به حقول الكآبة، يجدل أحزانه عبر شواطئ تناثرت فيها الشموس شواظ من لهب، يحرق لا يدفئ، مزق دفاتر الأشعار وأوتار القيثار، ولم يفلح فى زحزحة الهم،
كل صباح يفتح دفاترها، يغوص فى كلمات العشق التى كانت تجيدها توقف أمام عبارة
أنت البدء والإنتهاء، كيف توقفت رسائلها له، وأين ذهب حبهما،
هل ذاب كما يذوب الجليد ؟
خاصمه الدفء، البرد ينخر عظامه، لا يستطيع نسيانها وهل ينسى القلب شعاع النور الكامن فيه ؟
وجعه ممتد فى كل ماحوله، أحرق كل التذكارات وهداياها وأبقى فقط على رسائلها الشاهدة على الخداع،
سنوات أربع على الغياب حصل خلالها على الدكتوراة، ومازال صوتها فى أذنه
حين قالت : سأعود ولم تعد .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى