محمود البريكان

على الباب نقرٌ خفيفْ على الباب نقرٌ بصوتٍ خفيض ولكنّ شديد الوضوحْ يعاود ليلاً، أراقبه أتوقّعه ليلة بعد ليلهْ أصيخ إليه بإيقاعه المتماثلِ يعلو قليلاً قليلا ويخفت أفتح بابي وليس هناك أحدْ من الطارق المتخفي؟ تُرى شبح عائدٌ من ظلام المقابرْ ضحيّة ماضٍ مضى وحياة خلتْ هل يمكن أن تكون هذه القصيدة رؤية...
وُلِدَ محمود البريكان عام 1931 بمدينة الزبير لأبوينْ نجدييْن. كان والده تاجرَ أقمشة، ومعروفاً بثرائه. امتلك بيتيْن فخميْن واحداً بالبصرة وآخر بالزبير. لمحمود ستة أخوة، وترتيبه الثاني بينهم، بعد الأخت الكبرى خاتون، وكانت أوّل معلمة زبيرية بالزبير. أُعْجِب محمود في صباه، بجدّه لأمّه، واسمه «أحمد...
في العالم المطمور تحت الأرض، في متاهْ قدّ من الحديد والاسمنت والحجرْ حيث يمد عنكبوت الخوف والضجرْ خيوطه في طرق الصمت، ولا مفرْ... في لابرنث الموت، حيث يهلك البشرْ شوقاً الي الحياة حيث يضيع الصوت، حيث يفقد الأثرْ أنت هنا تدورْ كأنما تلهث في لهاثك العصورْ أنت هنا... ماذا تغني أنت للقبور? ماذا تقول...
إلى عالمِ الأحلامِ تهفو سرائري ويسري ،على صوتِ الصبابةِ، خاطري فتسكرني الذكرى ،وتسكب وحيَها على وتَري الظمآنِ،فيضَ مشاعرِ ويرسمُ وهمي صورةً عبقريةُ أرى في محانيها ملامح غابري أرى من محيّاك الجميل خَيالةً بها، تتراءىفي العهود السواحرِ وأرنو إلىطيفٍ يُغيضُ ابتسامَه ذبولاً على كفّ الفناء المُباكرِ...
سفنٌ وضوضاءٌ وصفّ من صناديق ثقيلة والرافعات تمدّ في الجوّ الهجيريّ العنيفْ وتدير أدرعها الطويلة سوداءَ مثقلةً،يئزّ صريرها الصلب المخيفْ ويذوب أنّاتٍ عليلة الرعب يلمع في العيون وصيحة ويد تشيرْ الواقفون برعبهم يتدافعون هي الذراعْ تهوي توحّشت الذراع وجنّ وانفجر الصريرْ كابوس ثانيتين ،أحداق تقلّب في...
إشارة : [رحل الشاعر الكبير الرائد المُجدّد “محمود البريكان” بطريقة مأساوية وطُويت صفحته كالعادة فلم نشهد خلال السنوات الأخيرة بحثا تحليليا حازما ومخلصا ومستمرا في تراثه الشعري الباهر المميز الذي شكّل علامة فارقة في مسار الشعر العراقي والعربي. تدعو أسرة موقع الناقد العراقي الأحبة النقّاد...
أعددتُ مائدتي وهيأتُ الكؤوس متى يجي ء الزائر المجهولُ؟ أوقدتُ القناديلَ الصغار ببقيةِ الزيت المضيءِ فهل يطولُ الانتظار؟ أنا في انتظار سفينة الاشباحِ تحدوها الرياحْ في آخر الساعات قبل توقف الزمن الأخير في أعمق الساعاتِ صمتا : حين ينكسرُ الصباح كالنصل فوق الماء حين يخاف طير أن يطير في ظلمة الرؤيا...
أعددتُ مائدتي وهيأتُ الكؤوس متى يجي ء الزائر المجهولُ؟ أوقدتُ القناديلَ الصغار ببقيةِ الزيت المضيءِ فهل يطولُ الانتظار؟ أنا في انتظار سفينة الاشباحِ تحدوها الرياحْ في آخر الساعات قبل توقف الزمن الأخير في أعمق الساعاتِ صمتا : حين ينكسرُ الصباح كالنصل فوق الماء حين يخاف طير أن يطير في ظلمة الرؤيا...
لعلك يوماً سمعت عن البدوي العجيب الذي كتب الله أن لا يرى وجهه أحد وجهه الأول المستدير البرئ الذي غضّنته المهالك وافترسته الحروب وخطت عليه المآسي علاماتها. نمت طبقات الزمان على جلده.. فهو لا يتذكر صورته صورة البدء مستغرباً في مرايا المياه ملامحه الغامضة أنا هو ذاك أنا البدوي الغريب يجوب البوادي...
قصة التمثال من آشور في غرفة الزجاج ْ في متحفٍ يقبع في مدينة ضائعة ْ ترسب في بلاد ْ مهجورة في قارة واسعة ْ هذا انا، مرتفع، أواجه العيون ْ أشلّها أنفض في نهاية السكون ْ حوادث الدهر، ورعب المائة التاسعة. معبود نينوي سيدها في لحظه غامضة ْ برزت للوجود ْ على صدى ازميل في راحتي نحات في قاعة الاحجار...
الزمن فلسفيا من خلال ثيمة الحب والمرأة في شعرالبريكان . عرفت اصناف من الكتابات عن الحب في الشعر العربي منها العذري والصوفي والواقعي وفيما توغل عمر بن ابي ربيعة وابو نواس بوصف الجسد تقرا للعباس بن الأحنف ( لا يضمر السوء ان طال الجلوس به ..عف الضمير ولكن فاسق النظر ) . يتعذر على أي ناقد او...
البريكان.. حارس الفنار تقديم: منذ ثمان سنوات اغتيل الشاعر الكبير محمود البريكان في داره في مدينة البصرة، ولم يكن اغتياله بالحدث الهين الا أن السلطة آنذاك وهيمنتها على كل ما له علاقة بالثقافة وتسييره باتجاهها لم تعط أهمية لأغتيال البريكان الذي يعد من اكبر الشعراء العرب وأهمهم في تلك الفترة...
في العام 1984 كَتَب الشاعر العراقيّ محمود البريكان (مواليد البصرة في العام 1931) قصيدة بعنوان: "الطارق"، يهجس فيها بارتياب أقرب ما يكون إلى الكابوس: "على الباب نقرٌ خفيفْ/ على الباب نقرٌ بصوتٍ خفيفٍ ولكنْ شديد الوضوحْ/ يُعاودُ ليلاً، أراقبهُ، أتوقّعهُ ليلةً بعدَ ليلةٍ/ أصيخُ إليه بإيقاعه...
هو كرس تجربته الشعرية حول الانطولوجيا وربما تبدو هذه الخاصية التي لها انعكاس ظاهر جداً ، متأتية من تنوعات قراءاته وعلاقته بالموسيقى ، التي تقود الكائن الحساس نحو انشغالات ليست عامة ، بل هي خاصة جداً والولع الانطولوجي فيه رواسب التجارب عالمية . وطفر البريكان من الاهتمامات التي شاعت وتلبست ابناء...
(يا جنون الرياح يا ظلمة الفجر ويا وحشة التخوم المرايا ما لهذا الوجود ينهد بالنوم وينهار في مطاوي رؤايا ؟ ما له كالذبيح يخنقه الرعب وفي صدره المدمى بقايا محجري ملؤه الدخان وكفي تترامى على لظى وشظايا كانفجار الطوفان يندفق الليل ومثل الهباء يفني البرايا كل شيء يغيم والدهر ينماع وفي الارض ثورة...

هذا الملف

نصوص
60
آخر تحديث
أعلى