محمود البريكان

في ظلامها الدامس في غلافها الرجراج في جحيمها السائل تبكي دائماً تشعر بالهدير في الخارج بارتعادة العالم باضطرابه تغفو تفزّ دائماّ على دوي الصرخات الغامض البعيدتلتف حول رعبها تبكي بلا انقطاع الأجنّة الصغيرة الأجنّة الشاحبة الصفر التي ترفض أن تشاهد النور ولا تريد أن تولد. (1994) محمود البريكان
يعد‭ ‬البناء‭ ‬الفني‭ ‬للقصيدة‭ ‬هاجس‭ ‬الشاعر‭ ‬الأول،‭ ‬إذ‭ ‬تتجلى‭ ‬براعته‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬نمط‭ ‬بنائي‭ ‬مختلف،‭ ‬يصوغ‭ ‬المتن‭ ‬ضمن‭ ‬آلية‭ ‬مغايرة،‭ ‬وذلك‭ ‬كله‭ ‬يجري‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬نطلق‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬العناصر‭ ‬الدالة‮»‬‭ ‬في‭ ‬التركيب‭ ‬التي‭ ‬تقود‭ ‬إلى‭ ‬المداليل‭ ‬أو‭ ‬المعاني‭.‬ وفي‭...
في فترة الثمانينيات كنت رئيسا لقسم البرامج الثقافية في تلفزيون العراق وصادف ضمن جلساتنا الصباحية ان التقيت باحد الشعراء الشباب الذين يتعاملون مع برامج القسم ، وطلب مني ايضاحا وديا عن سبب ظهور اسمه مع قصائده مجردا،ويقصد بدون كتابة ” الشاعر الكبير ” ، واردف قائلا : ماهي مقاييسكم للشاعر الكبير...
عن الدكتور محمد راضي جعفر في يوم (24 كانون الثاني 1971) مرت الذكرى السادسة لوفاة السياب، واقيم احتفال بالمناسبة في البصرة. حضر المشاركون، وكان البريكان ابن البصرة يتصدر قائمة المتحدثين. في ليلة الخميس اول يوم الاحتفال اتصل محمد راضي جعفر بالبريكان ليتأكد من اعداد كلمته، والبريكان دائما في حالة...
الى الادباء الذين يعرفون البريكان ثروة بصرية كبيرة وشاعرا عملاقا قتل الصمت وانتصر عليه ,شاعرا للقناع الذي لبسه طوال عمره ولم يفصح عن سر ضياعه,شاعرا ظل مجهولا حتى على ابنه ماجد؟؟؟لو منحني الادباء شرف الخلافة لصمت هذا الشاعر؟فقد قررت الصمت الصمت ليس عن القراءة ولا النشر بل عن السقوط في دائرة...
لأنّ للشتاء عنفوان لأنّ للخريف جمالهُ ، لأنّ للحديث والأغان صدىً بلا زمان لأنّ للنار ، وراء رقصها العنيف جسماً من الرماد ، أو روحاً من الدخان لأنّ للصحو مدى ، وللرؤى رفيف مع انفتاح الليل لا يحدّها مكان لأنّ للسقوط فِديتهُ ، فيعتق القلب من القنوط لأنّ للهوان منعتهُ ، إذ يُصلَب ُ القلب ُ على...
وتوارت الأصوات .. وابتعدت خطى المتظاهرين ، وانشقّتِ السحب الثقال الغبر عن جسدٍ طريح وسط الطريق ، وأطبقت أيدي قساةٍ قاتلين غضبى تُقلّبه ، وندّ وراءها صوت ٌ قبيح ، - كلب ٌ قتيل ٌ أو جريح ؟ .. . ☆ . كان الضحى يُلقي عليهِ الضوءَ ، والدمَ والتراب يتكتّلان على يديهِ وحول جثّتهِ...
لكم أن تكونوا صغاراً وأن تنعموا بالشباب وأن لا تشيبوا سريعاً لكم كل شيءٍ : جمال العطاء وكنز الصداقة لكم كل هذا الوجود العريض فلا تقنطوا ولا تتبعوا الشعراء إلى الوهم . لن تجدوا حكمة في البكاء . تسيئون فهمي إذا لم تروا غير حزني العميق نشدتُ الفرح ولكن حملي ثقيل فكونوا أخفّ وأوفر حظاً . لكم أبسط...
يصطخب القطار في طريقه الطويل في نفق الظلمة نحو مطلع النهار وددت لو يموت عنا ذلك النهار وددت لو ينحرف القطار عن دربه المشؤوم (آه أيها الجنون يهوّم الأطفال في تراقص الظلال وتغرق النسوة في السكون،والرجال يغفون في غير مبالاة ويحلمون حلمهم المألوف….) فوق الخشب البارد والمعدن الصليب أطوي جسمي الراعد...
يا سلوى لم نلتقِ قبلُ، ولم أرَ مِنكِ سوى شبحك وحكايا تروى لي عن نبلك عن مرحِك لم نلتقِ قَطُّ، ولكنّي أُصغي لأخيكِ، صديقي وأخي في سجني وقسيمي ليل الزنزانة يحكي لي عنك كألطفِ ألطفِ إنسانة وكأجملِ روحٍ مبتسمة .. عن ضحكاتِكِ وهي ترنُّ صباحَ مساء حبّكِ للرسمِ وللتفصيلِ وللأزياء ومقصك والصحف...
ضائعٌ في الزمان ضائع في العوالم فاقد للبصيص من الذاكرة سادر في شوارع لا يتذكر أسماءها تائه في زحام المدن يتبعثر في حدقات العيون عسى أن يرى ذات يوم صديقاً قديماً سيعرفه ويعرفه باسمه ويساعده في الوصول إلى بيته والى أهله الشاحبين * * * إلهي . إذا كان هذا عقابك دعني اجتزْ عذاب الثواني سريعاً إذا كان...
مهرجان المصابيح لافتة المصنع الضخم ترسمها نبضات النيون الفراشة لا تستطيع القراءة رفت بكل رشاقتها دخلت و هي ترقص و انطلقت في رحاب المكان .. لمحت فجوة و انعكاسا من الضوء فانجذبت نحوه سقطت وسط هاوية معتمة و رأت سلما لولبيا و شيئا كبرج من الصلب ، لا قعر له و خيوط دخان كبخار الصهاريج و التقطت مدخلا...
حين تلاشت جثث الأموات واتضح المشهد تكشفت فظاعة المأساة عن إرثنا الأسود ميراثنا المشؤوم، جوع القبور عار ضحايانا ميراثنا، كل عقاب العصور عن كل ما كانا أنا تخليت أمام الضباع والوحش عن سهمي لا مجد للمجد فخذ يا ضياع حقيقتي واسمي. 1962
ليس من السهل أن أقفز على استفزاز العنونة : هل للشاعر البريكان لحظة خاصة ؟ ما نوعها مثلا ؟ يتبادر الى الذهن اولا انها مرتبطة بفترة الريادة التي افتتحها السياب و نازك وأمدها البريكان بجرعات شعرية نشطة و مميزة ، الجواب : لا ، لحظة البريكان هي لحظة وعي متقدم بمفهمة الشعر ، ويمكن ايضاحها كالتالي ...
قصيدة لم يسبق نشرها للشاعر محمود البريكان -1 تعالي فإن الظلام هنا يتكاثف والليل يسقط عبر الزجاج ببطء على الطرق العارية هنا عالم تتراكم فيه الثلوج، وتنطمر الأزمنة تعالي..وبعدك فليرسم الموت شارته، سأكون أقل اكتئابا ً... لأنك تحيين بعدي. -2 يمامة ليل مشردة في الرياح مبللة دخلت عبر نافذتي واستقرت...

هذا الملف

نصوص
60
آخر تحديث
أعلى