سامي علي المنصوري - البريكان في الذكرى السادسة لوفاة السياب

عن الدكتور محمد راضي جعفر في يوم (24 كانون الثاني 1971) مرت الذكرى السادسة لوفاة السياب، واقيم احتفال بالمناسبة في البصرة. حضر المشاركون، وكان البريكان ابن البصرة يتصدر قائمة المتحدثين. في ليلة الخميس اول يوم الاحتفال اتصل محمد راضي جعفر بالبريكان ليتأكد من اعداد كلمته، والبريكان دائما في حالة شك وتردد، إذ
يعرف أن السلطة ستحاسبه على ( الخروج عن النص)، ووجد محمد راضي جعفر ترددا في موقف البريكان من المشاركة، ولانه ابن البصرة ايضا، أدرك ما يجول في بال البريكان:
- لماذا التردد ولم يبق الا ساعات على بدء الاحتفال؟
- لاتحرجني!
قالها البريكان مطمئنا من قلقه، وادرك محمد راضي سر التردد:
- ألق كلمتك وأنا أطمئنك وازيل قلقك!
في يوم (24 كانون الثاني) كانت الجلسة الاولى، وتحدث البريكان، وكانت كلمته بعد كلمة شفيق الكمالي ومحافظ البصرة وممثل رئيس الجامعة د. عبد المنعم الزبيدي( وما ادراك ما منعم الزبيدي)!!!
قال البريكان:
((وبينما يستقطر الشاعرحكمة الاجيال ، ويسبر أغوار الحزن والفرح، ويطلق جناحه في أبعاد الكون، تترجمه الصحف اليومية إلى اعلان،وتلتقطه عدسات التصوير موضوعا للفضول.
وعندما يذهب، يبدا المثالون عملهم.
انه يستشهد مرتين.
هل يشعر جميع الشعراء بالحزن أمام التماثيل؟
هل يشعرجميع الشعراء بالتيه امام الاضواء البراقة، والقاعات الباذخة؟
هل يشعرجميع الشعراء بالغربة امام المنابر، ومكبرات الصوت ؟
....
وأية هزيمة للشعراء أكبر من هذه :
أن تمجدأسماؤهم وتدفن رسالاتهم ناقصة؟
أن يحولوا الى اوثان ، ويبقى الحقد والشر والفزع وكل شيء قبيح ..؟!...))
(ويبفى الحقد والشر والفزع وكل شيء قبيح....!!!)
وجد البريكان من يطمئنه...فكانت كلمته قصيدة هجاء للسلطة التي تحتفي بشاعر مات قبل ست سنوات وقد ترك ( انشودة المطر) ولم يحصل على شيء..تركنا نختصم وذهب يشكو ظلم الوطن والناس..
لوبقي البريكان على خشيته لما حصلنا على هذه الكلمة الشعرية وهي اقوى من كل قصيدة هجاء قيلت...
لو كان محمد راضي استسلم لتردد البربكان لخسرنا اقوى كلمة قيلت...موقف مسؤول من رجل مسؤول...
والانسان موقف...كما يقول محمود امين العالم...!!!
أعلى