محمود البريكان - الى امرأة صغيرة

قصيدة لم يسبق نشرها للشاعر محمود البريكان

-1
تعالي
فإن الظلام هنا يتكاثف والليل يسقط عبر الزجاج
ببطء على الطرق العارية
هنا عالم تتراكم فيه الثلوج، وتنطمر الأزمنة
تعالي..وبعدك فليرسم الموت شارته،
سأكون أقل اكتئابا ً...
لأنك تحيين بعدي.

-2
يمامة ليل
مشردة في الرياح
مبللة دخلت عبر نافذتي واستقرت على راحتي
تتراعش من لمستي
يا يمامتي الضائعة
هنا أنت في ملكوت الظلال
فلا تفزعي..

-3
تذكرت إذ كنت طفلا ً صغيرا ً
تذكرتها ظبية من ظباء الفلاة..طوقتُها بذراعي
وقد سكنت فزعا ً
أذكر الآن نظرتها،
-يا لأحداقها الواسعة –
وإيقاع أنفاسها ...
وأذكر لحظة أطلقتها في الهواء...
فأن شئت .فانطلقي..

- 4
تمرّين بين حدود الهنيهات
تمشين حافية في دوائر أُفق الشفق
وتأتين راقصة بين حلم وصحو ، وبين اشتعال
السريرة والانطفاء
ومنتصف الليل تنزلقين بكامل عريك بيضاء َ خضراء زرقاء
تحت بصيص النجوم، ولا تخلفين المواعيد.
أنت معي منذ بدء الزمان
أتعترفين اعترافي؟

-5
من الحب ما لا يكون ، وما لا يبوح به العاشقون لأنفسهم
ما يوّحد بين النزوع وبين المحالْ
وليتك كنتِ أقلَّ بهاء أقل سخاءً أقل جنونا ً
لكي يمكن الاحتمالْ
تفتحت في أخريات المواسم..من أجرأ الآن منكِ
و أنت التي تهبين حياتك في جملة واحدة؟
ومن أبرأ الآن منك وبين هداياكِ كنز الجسد
حذار..هناك المسافات بين حياد وآخر
هناك أُنظري ، حاجز الزمن الأبدي
فهل يستطاع العبور؟


* عن الزمان
أعلى