المكي الهمامي

كَنَبِيٍّ سَأُصْلَبُ فِي آخِرِ الْحُبِّ، مَا مِنْ مَفَرٍّ..! سَأُقْتَلُ مُسْتَمْتِعًا بِحَرِيرِ الْمَمَاتْ..! وَأَعْرِفُ أَنَّ الْخَسَارَةَ أَبْقَى، لِمَنْ إِرْثُهُ الْكَلِمَاتْ..! وَأُدْرِكُ أَنَّ الْمَتَاهَةَ، إِذْ يَعْصِفُ الشَّوْقُ، أَنْقَى، لِمَنْ قَلْبُهُ دَرْبُهُ فِي الْحَيَاةْ..! ○...
(1) الحَيَاةُ مَكِيدَةٌ أُنْثَى.. مُحَاوَلَةٌ فِي السُّقُوطِ، صُعُودًا.. مُغَامَرَةٌ فِي الذَّهَابِ بَعِيدًا، إِلَى.. أَقْرَبِ المُمْكِنَاتِ...! (2) الْحَيَاةُ -أُحَاوِلُ نَحْتَ العِبَارَةِ- تَاجُ الخَسَارَةِ.. لاَ شَيْءَ...! لاَ شَيْءَ، حَقًّا...! (وَدُونَ مُبَالَغَةٍ أَوْ مَجَازٍ..!!) وَمَا...
(إلى ولدي آدم، في عيد ميلاده الأوَّل) –1– كُنْ حَبَّةَ مِلْحٍ، وَاحْرُسْ وَحْدَكَ ذَاكِرَةَ البَحْرِ، وَخَبِّئْ أَحْلاَمَ طُفُولَتِكَ الذَّهَبِيَّةَ، فِي قَوْقَعَةٍ مُلْقَاةٍ فَوْقَ مَرَايَا الرَّمْلْ… –2– كُنْ رِيشَةَ حَسُّونٍ، وَانْعَمْ بِرَحِيلٍ أَبَدِيٍّ فِي بِلَّوْرِ الزُّرْقَةِ…...
《1》 أَنَا غَرِيبُ الخُطَى، كَسَّرْتُ بُوصَلَتِي.. أَنَا الشَّغُوفُ بِمَا فِي النَّارِ مِنْ غَرَقِ.. أَنْكَرْتُ كلَّ هُدًى يُفْضِي إِلَى هَدَفٍ.. فِي غَيْرِ هَذَا الضَّيَاعِ الفَذِّ لَمْ أَثِقِ.. يَمِيلُ غُصْنٌ عَلَى قَلْبِي لِيُؤْنِسَنِي.. وَكُنْتُ فِي وَحْدَتِي، مِنْ قَبْلُ، مَحْضَ شَقِيّْ...
((ألف)) أَنا الْوَلَدُ الْمُسْتَبِدُّ بِمَا يَشتَهِيهِ. أَضَأْتُ بُرُوقَ الْغَوَايَةِ بِالرَّفْضِ وَالْمَحْوِ وَالْهَتْكِ. أَبْقَيْتُ بَعْضِي. وَأفْنَيْتُ بَعْضِي. ذَهَبْتُ، إِلَى مَا يُحِبُّ الْمُحِبُّ الْبِدَائِيُّ فِي مَنْ يُحِبُّ. قَرَأْتُ كِتَابِي، عَلَى الْخَلْقِ، مُرْتبِكًا، كَرَسُولٍ...
(1) المَوْتُ يَأْتي، بَغْتَةً.. لا تبتسِمْ، أبَدًا.. ولا تهتِفْ: ظَفرتُ بفرصَةٍ أخرَى، لأَحْيَا سالمًا، بعد انتهاءِ الحصَّةِ الْحمرَاءِ.. أُطعمُ قِطَّتي أحلامَها.. وأداعبُ الحسُّونَ، وهْو يُجدِّدُ الإنشادَ لي.. وأصيخُ للأنسَاغِ، تَصْعَدُ في وُرَيْقاتِ الفَنَنْ.. (2) ستقولُ: ما زالتْ قوايَ،...
((ألف)) أَنا الْوَلَدُ الْمُسْتَبِدُّ بِمَا يَشتَهِيهِ. أَضَأْتُ بُرُوقَ الْغَوَايَةِ بِالرَّفْضِ وَالْمَحْوِ وَالْهَتْكِ. أَبْقَيْتُ بَعْضِي. وَأفْنَيْتُ بَعْضِي. ذَهَبْتُ، إِلَى مَا يُحِبُّ الْمُحِبُّ الْبِدَائِيُّ فِي مَنْ يُحِبُّ. قَرَأْتُ كِتَابِي، عَلَى الْخَلْقِ، مُرْتبِكًا، كَرَسُولٍ...
العَالَمُ كَوْمُ رَمَادٍ، يَا وَلَدي.. وقَدِ الْتَبَسَ الأبيَضُ بالأسْوَدِ؛ واخْتَلَطَتْ كلُّ الأورَاقِ؛ وضَاقَتْ بالأَحْزَانِ الكَلِمَهْ.. ● كُنَّا نُؤمِنُ بالأحْلاَمِ.. نُخَطِّطُ للمُسْتَقْبَلِ.. كَيْفَ سَنَلْعَبُ بالشِّطْرَنْجِ مَعًا، (حِينَ تَعِي مَعْنَى اللُّعْبَةِ..) كيفَ نُزورُ قِلاَعَ...
أ مازِلْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ الخَلاصَ قَريبُ.. وتونسُ ليستْ لأبنائِها..! إنِّها للعِصاباتِ تَحْكُمُها..!! إنَّها للقُوَى الخارجيّةِ تَغْنَمُها [جَولةً، جولةً، في معاركَ غامضَةٍ لا تُرى] إنَّها للغريبِ الّذي سرَق الحُلْمَ مِنْ أَعْيُنِ الفقَراءْ..!!! ▪ أ مازلتَ تُؤمِنُ..؟! والكفرُ بالسَّاسةِ...
(إلى أشرف فيّاض.. إلى أشرف العربيّ..) ظَلاَمٌ كَثيفٌ، هُنَا وَهُنَاكَ، كَأَنَّ المَدَى مُقْفَلٌ..! وَكَأَنَّا نُقِيمُ عَلَى حَافَةِ المُنْتَهَى..! وَلِأَنَّ القَصَائِدَ أَكْثَرُ صِدْقًا، وَأَعْمَقُ مِنْ شَهْقَةٍ فِي الضُّلُوعِ، رَأَيْنَاهُ مُخْتَلِفًا عَنْ سِوَاهُ؛ لَمَحْنَاهُ، وَسْطَ...
《إلى فردوس وآدم وقدس: أفتقدكم، كثيرا، في عزلتي》 ■1■ مفاتيح العالم كانت أيّامُ الحَظْرِ اللّيليِّ الأولى، وما تلاها من حَجْرٍ صحيٍّ عامّ يمتدّ على كامل اليوم، اختبارا قاسيا حقّا.. كانت تدريبا شرسا على عزلة اجباريّة قاهرة. لكنّ البيتوتيّين، أمثالي، اجتازوا محنةَ الاختبارِ الشّاقّ باقتدارِ مسجونٍ...
[إلى غار الملح: مدينة القلاع] كُنْتُ مُفْتَتِنًا بِالقِلاَعِ.. ثَلاَثُ قِلاَعٍ تُراقِبُني في صَبَاحَاتِ أفرِيلَ.. تُلْقي علَيَّ التَّحِيَّةَ مزهُوَّةً.. وتَمُدُّ أصابعَها كَيْ تُصافِحَني؛ وتُعانِقَ أَجْنِحَتي، وَهْيَ تَكبرُ شيئًا فشيئَا، وتَرْتَادُ بِي زَمَنًا غابِرًا لا يُسَمَّى.. ○☆○...
(إلى تَمَغْزَةَ، الواحة الجبليّة المخبوءة في ملكوت الجنوب التّونسيّ) هِيَ الْوَرْدَةُ الْمَلَكِيَّةُ غَافِيَةٌ فِي صَحَارَى الرِّمَالِ الْبَعِيدَةِ، تَحْضُنُ غُرْبَتَهَا غَابَةٌ مِنْ نَخِيلٍ، تُطَوِّقُهَا بِأَصَابِعَ خَضْرَاءَ خَضْرَاءَ… وَحْدَكَ، كُنْتَ السَّمِيَّ، تُرَاوِدُهَا شَاعِرًا...
مُحْتَمِيًا بالجُذُورِ، اخْتَبَأْتُ من المَوتِ.. حاوَلْتُ أَنْ أتنفَّسَ رُوحَ المكانِ، وأَستنطِقَ الصّمتَ فيهِ.. ○ وحَاوَلْتُ أَنْ أتخبَّأَ منِّيَ، في جَوْفِ خرُّوبةٍ، وأُحِسَّ بنفسِيَ فيها، كأنِّي ابْنُها الضَّالُّ آبَ إليهَا، هَوًى.. جَسَدي يَتَداخَلُ في لحمِها.. ودمِي نُسغُها.. وخطاطيفُ...
أَنَا غَرِيبُ الخُطَى، كَسَّرْتُ بُوصَلَتِي.. = أَنَا الشَّغُوفُ بِمَا فِي النَّارِ مِنْ غَرَقِ.. أَنْكَرْتُ كلَّ هُدًى يُفْضِي إِلَى هَدَفٍ.. = فِي غَيْرِ هَذَا الضَّيَاعِ الفَذِّ لَمْ أَثِقِ.. يَمِيلُ غُصْنٌ عَلَى قَلْبِي لِيُؤْنِسَنِي.. = وَكُنْتُ فِي وَحْدَتِي، مِنْ قَبْلُ، مَحْضَ شَقِيّْ...

هذا الملف

نصوص
52
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى