عبد النبي فرج

الشمس عمودية ويونيو يكنس البشر من الشوارع، بلد عارية من الأشجار والرجل الذي قارب على الستين وبه بعض فتوة وحياة هجم عليه ذباب ورطوبة فقام مختنقا من كمية الهواء الفاسد ينظر إلى محيط الغرفة الذي يضيق عليه وقشر الطلاء المتآكل الذي يشكل كائنات متوحشة تجلب الفزع، عاودته الرغبة بالنوم. مسح عرقا نبت...
- 1- يظلُّ طوالَ النَّهارِ مستغرقًا في نومٍ مُمتدٍّ, فقط يستيقظ ليُصلِّيَ الفرضَ، ثم يعود مرَّةً ثانية, نهارُهُ يمر كطيفٍ, ومعَ ميلِ الشَّمسِ إلى الغروبِ، تكون الحاجة قد جهَّزتْ له الطعام, ينزلُ، يتوضَّأ ويُصلِّي العصر, وعندما ينتهي من الطَّعام يخرجُ ليجلسَ على المصطبةِ أمامَ البيت, ثم يلحق به...
كان يعلمُ أنّ َ قضاءَ اللهِ قد نفذَ, ولنْ يمرَّ الليلُ إلاَّ وقد سمِعَ طلقًا ناريًّا يشرخُ الفضاءَ، وتخرجُ رصاصة صفراء لتنغرسَ في صدرهِ, أو تُفجِّر رأسَ ابنه وينتهي أمره, وأنَّه لا قوَّة في الأرضِ تستطيعُ أن تمنعَ ذلكَ؛ لذلكَ أخذَ يبكي وحدَه في الغرفةِ بعدَ أنْ نامتْ زوجتُهُ؛ التي لا تعلم شيئًا...

هذا الملف

نصوص
18
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى