فوزية العلوي

عند الفجر اطوي عباءة الليل واقتفي ريح البن كل الازقة تقودني الى فنجان لكن فنجان أمي ليس تشبهه النجوم فيه تمطر قهوة بسحر البرتقال ورغوة فيها خلاصة العمر لفنجان امي طيور بيض وزهور حمراء وفيه نثار من ارج المسك وصوانيها التي تجلبها من قعر الخزانة فيها اراجيح لذلك نستعيد طفولتنا ونحن نحتسيها تترنح...
لم امش مرحا.... كل ما في الامر أنني تخففت من نعلي فلذّ لي ملمس الطين وسباني أرج قديم عند التلة ربما شهوتي الأولى عاودتني أو هو وجهك الذي يتراءى بين اغفاءتين مرسوما برغوة الغيم يومئ لي فاهتز كقصب الانهار واقبض على قلبي من الوجل يسقط بعضي معفرا بالتراب وبعضي يتعالى بخورا ازرق يلمس قباب الشمس زاهدة...
أكتب كما أنا لا شيء يشبهني لا أحد يطأ الجمر غير روحي ولا لسان يذوق ما أذوق من حرقة التوت أكتب كما يلذّ لليل أن أكتب وأنتقي وحدي من واحة المعنى رطبا وحشيا وأشتهي ما يشتهي قلبي من تردّد الريح في الجذوع الخفية لي وحدي هذا القلم البري هذه الأنامل الطويلة هذا الخاتم الفضي المزنّر بالمرجان هذي الندوب...
عابر بستان الروح كاعصار خفي لست ترى من ريحه إلا اصطفاق قمم الأشجار في باحة القلب طائر ككل الاسراب التي تهفو إلى الأفق فلا تسعفها قوادمها وتسقط على رؤوس الموج لتعاود الرحلة من جديد عبق كريح البن في المدن الخلفية حيث السلاك والندمان وباعة الأسماك والشعراء قلق كتجار الياقوت يخافون سقوط الاحلام في...
علمتني الطير والغيم العابر والنجوم التي لم تكف أبدا عن مشاكستي انا المرأة الراحلة دوما على جناح القصيدة والباحثة في مهمه الكلمات عن رائحة تشبهني وصوت فيه طعم الزيتون الشعراء يتعارفون ويلتقون كعادتهم رغم المكان المرتج والاوقات العائمة يجلسون في المقاهي المفتوحة على البر والشرفات المفضية إلى...
زمرا كريش الطير يأتون ومفردة كوعد الأقصى أحل ّعند الفجر لا حقل لي كي يغرسوا زيتونهم عندي ولا مزراب كي يجمعوا سحب الخريف لست كاهنة كي يربطوا خيباتهم بمزاري أو يسرفوا عند اشتداد الليل في ذم الصّروف شاعرة بما يكفي لأقترف الكناية اوأمتطي شهب المجاز أو أستبيح دماء الليل في صخب القطوف مسافرة كخفق الظن...
كل ما في الحب يعرفنا شجن المساء العصافير التي ليس لها فنن صفير القطار بكاء بائعة الورد التي ذبلت الباعة المتجولون بلا وطن رائحة البنّ التي تبحث عن عاشقين لم يسعفهما برج الميزان كي يلتقيا اول الغيث في تشرين وأصوات المدينة التي فقدت أصابعها فلم ترسم على البلّور قلوب الراحلين كلّ ما في الحب يسعدنا...
نلتقي عند السكة نناقش الأسعار والكيل والميزان نشتري بوجه مقطب البرتقال والجزر والفلفل البقلوطي نشتري الحارة والسلق العربي الذي يأتي مبللا على الأكتاف من بوصفة القرويات الجميلات الحزينات بتن يفهمن في اقتصاد السوق وفي الخضر البيولوجية لكنهن بالكاد يجمعن ورقتين من ذوات العشر دنانير بعضها للخبز...
لم انتظر لا الرئيس ولا، البوليس ولا العائدون من العمرة محملين بعود الاراك الاصطناعي والمسبحات التي ستعلق في واجهة السيارات لم انتظر لا نشرة الاخبار ولا حالة الجو في هذا الموسم البائس رغم الوفرة القمح اكله الطمي والعزيز فقد الحكمة كيف اذن سيغاث الناس وكيف يعصرون والسنابل الخضر كلها صارت عجافا...
أمستغرب أن تنام وأغفو وأن استظل بعذب رباك ولكنك تستهين وتجفو وتبحر في مركب من أمان وأمسي أنا فوق موجك اطفو وتسلك بي بددا من سراب ولكنني أستلذ وأقفو امستغرب ان تكون عصيا ولكنني أبدا لست أجفو أمستغرب أن يحط الكلام علي حافة العمر قفزا كما الطير فوق وريف الغصون ومستغرب أن تعود الطيور كلغو الكلام...
ساظل الدوحة الظليله والغيمة الهطول والرنة التي تحرس الوادي سيظل قلبي طافحا بالحب عامرا بالعطاء ولن اكون ممن تسقط الاوراق من توتتهم اذا عصفت الريح المم الزجاج اذا تشظى كي لا ينجرح احد وامد اراجيح شعري كي يتعلق الخطاف العليل اذا سقط، من السقف مسكونة الروح باهازيج امي وهي تهدهدنا واحدا واحدا...
بعض ما في الشمس لي ولا مطر الا أن نكون من الأشجار تفاحا ولا سحب إلا أن نكون الرعد ولا مواسم إلا ان تدور نوارجنا برق السلالات هنا والغيم الذي خط السهول على الصخور فأولدها صهب البيادر وحثيث أسراب القطا الفت مرابعنا فتناثرت مثل الدنانير على ساحاتنا كي تأكل القمّيح والزعرور وتبيض في طاقات أسقفنا كي...
كل صباح أحاول أن أكون جديدة كي أدق عنق الضجر أصب القهوة في الفنجان الأزرق عوضا عن الرمادي واضع الطبق الذي في شكل بجعة أقطف غصنا من الليمونة حتى اطرد أخبار البارحة واغضي عن الكتب الكثيرة التي فوق راسي اهش لمرأى الفراشة البرتقالية ذات العينين السوداوين والنقاط الفضية أين غابت كل هذه السنوات هي...
هم اسلموه لليل وانا أعد نهاره هم يزرعون في صدره العوسج وانا اغري الزنابق بكفيه هم يدعون الأرض كي تعاديه وانا أسر للوطن أن لا يختط رمسه خارج قلبه رجل في قلبه صفصافة وامراتان وعند قدميه يتوالد الرمان وشجر الحناء والسرو الذي ظله كالسيف أبوابه مشرعة لقرى الطير واليعاسيب وبيته من طين لذلك تشم المطر...
لا شىء غير الانتظار ولا تبريح للريح التي عبرت كل شيء هنا يغفو كما تغفو المساءات المؤجّلة الحزينه سكك الحديد التي نسيت هدير العابرين الشرفة البيضاء التي نسيت نوافذها تبر المواعيد المشرئبة قطط الحواري التي اغبرّت خطاويها البائع الذي لم يفقه تبادل السلطات الشعارات الت ي كتبتها أحلام الجياع ولم...

هذا الملف

نصوص
330
آخر تحديث
أعلى