فوزية العلوي

لسنا ندري من من العرب الأوائل أطلق تسمية بيت على هذا الوحدة اللغوية والتي بالتئام عدد منها تتكوّن القصيدة؟ إن التسمية كشفت ترسيما مجازيا للواقع العربي البدوي آنذاك والذي يكشف عن شعور متجدد بالتلاشي والغياب ، إن مطلق التسمية المترحّل بالضرورة والذي يعيش حالة لا واعية من اللااستقرار والشعور بخطر...
كل شيءٍ كان مدهشا كضوء الفجر وسريعا كضحكة في حلم العين التي فاض بهاؤها كانت ترتل في غفلة من المسافة ترانيمها النايات التي تصدح كانت تردد ما استعجم عن البلابل من اناشيد ... الاطفال الذين كانوا يقفزون من بين اناملنا استحالوا تكات مسبحات ونقر اقلام من القصب فوق لوح خططنا فيه ذات ميلاد نون والقلم...
اكلنا الذئب سويا تلك هي الرؤيا رغم أني انتظرتك على مقربة من الجب وملات الدلو أقمارا كي اسقيك لجة الضوء اكلنا الذئب سويا ولم يبق من قمصاننا مزقة كيما يستعيد الفجر بصره ويلقانا بالخضر الباسقات ونعجن للطير خبزا وللنمل ونسقي العطاش الجياع لم نكن سوى راعيين حزينين وعاشقين فقيرين ولا خراف لنا كي يطمع...
طفلة كنت وكان الشتاء اذا جاء لبس الصوف معي كنا نمشي ملتصقين كي يتدفأ ببخار فمي ومعي ياكل قرطاس الفول المملح ولمجة السردين الحارة كان كلما مررنا بشجرة الميموزا التقط من فوق شعري ماعلق من زهر ينتظرني في ساحة المدرسة ملتفا في بياض معطفه وهو يسترق السمع الى الاناشيد المنبعثة من وراء الزجاج المغبش...
تنزل الأدراج المترعة بالماء شالها دالية صفراء ومطريتها مجهشة لا كحل في عينيها إلا ما تصاعد من دخان المواقد أو ما تلبد من رذاذ الغيم تقرأ كثيرا سيدة الخريف والكتب تأخذ لون التبغ وهي تتدفأ تتذوق حساء الفطر والمحار وتضيف الملح الكافي لتتبيل الحكاية تحسو في الليل نقيع الزعتر والزعرور تطيل النظر إلى...
حين تعجزنا الأرض نقترف الشعر وحين تضيق بنا المدينة نعتلي مراقي الكاف والنون متوكئين على الألف نطاول بها العناقيد العصية ونستقطر أرج أيامنا من كرمة الوقت. كن سيدا يا قلب ولا تكن أبدا من الرعاة الخاسرين كأسك مفردة تدور كالفلك فاياك أن تصطف ترقب وردك مع الآخرين وإياك إياك أن تشكو النصب من تراهم كي...
اكلنا الذئب سويا تلك هي الرؤيا رغم أني انتظرتك على مقربة من الجب وملات الدلو أقمارا كي اسقيك لجة الضوء اكلنا الذئب سويا ولم يبق من قمصاننا مزقة كيما يستعيد الفجر بصره ويلقانا بالخضر الباسقات ونعجن للطير خبزا وللنمل ونسقي العطاش الجياع لم نكن سوى راعيين حزينين وعاشقين فقيرين ولا خراف لنا كي يطمع...
بي فزع من الصيف ومن العابرين ... من الرجال الذين لا أسماء لهم ومن النساء إذ يحملن حقائب القش ولا يكتبن شعرا في شجر التوت ولا يبكين من شجن المساء بي فزع من الخيول التي لا اعرفها ولا أجراس لها كي تدل على أبي وهو يعود من حقل الذرة معفرا بالطين وبشهوة امرأة تركت ضياءها عند النهر بي فرق من مساء بلا...
هل لا بدّ من ليل لأصير نجما ومن مطر لأكون غابا ومن ثورة لأصير وطنا موعودة بك يتها الجبال الشمّ والسّهول المبسوطة كأكفّ الأطفال لالتقاط الثلج موعودة بك يتها السيول التي كدمي وأيتها الظباء التي تعطو للغيم تتنشّق عطر الصنوبر والطرفاء مغروسة أنا في ثنايا الأرض كالصبّار ومجلّلة بالجليد الجبليّ وهو...
حين تعجزنا الأرض نقترف الشعر وحين تضيق بنا المدينة نعتلي مراقي الكاف والنون متوكئين على الألف نطاول بها العناقيد العصية ونستقطر أرج أيامنا من كرمة الوقت. كن سيدا يا قلب ولا تكن أبدا من الرعاة الخاسرين كأسك مفردة تدور كالفلك فاياك أن تصطف ترقب وردك مع الآخرين وإياك إياك أن تشكو النصب من تراهم كي...
عندما شاب شعري لم أعد أحتاج لليل قناديل ولا صنارة للقمر بت في لجة من ضياء حتى أني تدثرت بورق التين كي انام قليلا في الليل أفرد شعري فتحط النجوم في كل مكان الثريا فوق المنضدة سهيل ذاك المشاكس يقرفص في النافذة السهى يتمطى حولي فوق اللحاف يسألني عن عمري فاضحك واوشوش في عنقه انت لا تعرف النساء فيومئ...
عندما تنتظرك امراة في قلبها تورق سبع نجمات في الافق البعيد والعجاف تفتر عن خضر يانعات تتنادى بحار ومجرات تنبت في اعماق الصخر زنابق في لون النار تتتالى اسراب من الحمام الابيض تغزو عرش القمر عندما تناديك امراة بلغة العصافير التي تؤوب الى حدائقها يصاب البلبل بعجمة الخرس وتعشى الفراشات عن قناديل...
وحيدا كصفصاف ليل وحبل غسيل على شرفة نائيه يجالسني كلّما سقطت نجمة في العراء ويقرئني شعر لوركا… يشاركني ملحه وبعض دخان يهرّبه المارقون من المغرب العربيّ… وكان إذا حزنت لغتي يشاطرني دمعة لا تسيلٌ ولكنّها تحطّ على رمشه مثل ظلّ خطافْ وكان يخافٌ من المخبرين إذا وقفوا في الزّقاق القريب، يسمّيهمُ...
ها نحن الآن مصفّدين بين الباب والسرداب لا حرس يتربصون بنا وسط الفراغ ولا حراب تعتلي هاماتنا فترتجف الذئاب مبددين كصوت الرعد مشروخين من اخمص القدم إلى العدم من ذا سيأتينا لينقذنا أو يمتطي في آخر الليل المهيب خيولنا أو يعتلي تلاّتنا ويمتشق الضباب سود منضّدة هذه الوساوس لا نحن مزقنا الحبال فاومأت...
لا شيء ينقصنا لا الشعر لا الحزن ولا حتى الموت تدربنا على الخيبات ونما على تلاتنا شجر مر المذاق اغصاننا من عوسج بري كي لا يديم الطير مواسمه في سوحنا ولا تبكي السماء على فراق من رحلوا هذا الشتاء يعرفنا جميعا كمعرفة الذئاب لثلج تاله ومعرفة الرخام لقاطعيه وكمعرفة الغمام لصابة الزيتون من ذا سياكلها...

هذا الملف

نصوص
330
آخر تحديث
أعلى