عبدالعزيز فهمي

لأكتبَ الشعر فيك وعنك أحتاج دروسا في الفيزياء لأفهم قوة جاذبيتك فأحكي... وسرعة بريق عينيك فأنتشي... لا حاجة لي بالمنطق ولا بالحساب فهما كاذبان كالصفر أمام كل الأرقام لا يدركان أن واحدا زائد واحد واحد في حكم الملموس والمجرد فأنا وأنتِ مثلا منذ تعارفنا وكان هذا الشيء الزئبقي بيننا صرنا كما أعلم...
ليس لي رأي عن حذائك الأسود ولا عن معطفك الأحمر لا رأي لي عن بقائك في السرير حتى منتصف الليل يوم الإثنين ويوم الأحد لكن لي بعض الملاحظات حول بسمتك التي تعلقينها على هدب القمر حول نظرتك وأنت تمشين على الأرصفة كنخلة محملة بعراجين البسمات سأدربكِ على السير في صراط يستقيم حين تكون وجهتك إليَّ يعوج...
مثلا أكون الغيم تكونين المطر هنا سنبلة هناك حبات قمح يرقص بينهما شعرك تضحك لهما عيناك زغرودة تملأ رحاب الشوق في بيادر القبل... مثلا للغربة مجاز ينفتح على الأسئلة مكانكِ يحاور زمني حين يلوذ النهار بالليل وتشتعل النجوم في سماء مُدني تحضرين كالشمس وراء السؤال تتضح نظراتي يَبْسَمُ كطفلٍ في محياكِ...
أغلقت باب بيتي من ورائي عبر النافذة رأيت ملابسي ترقص فرحة بغيابي السرير يكنس أحلامي ورائحتي مرآة الحمام تسخر من أقنعتي ومن شاربي الذي يشبه هلالا في سماء غائمة سكاكين المطبخ تتآمر مع التوابل على اغتيالي رأيت التلفاز يعلن وفاتي ألغيت عقد الايجار من صاحب الدار سكنت الكلمات و الظلال فصرت عابر سبيل...
أي سلام في غياب اليدين؟ هل صرنا عدوين إلى هذه الدرجة كي نشيد بيننا كل هذه المسافة نضيف أبوابا للأبواب وأكماما للأفواه المغلقة؟ هل تكفي الأعين كي نتخاطب في النهار وفي الليل؟ تقولين لي برمشة عينك اليسرى أُحبكَ أعبر لك عن لوعتي وشوقي أغمض عينيّ طويلا وأحلم بضمتك أنتصب واقفا أجرك إليَّ تتراجعين غنجا...
"هل صرت ما كنت تريده؟" أم أنَّ أحذيتك مشت بك في طريق لا تعرفه فبكيت كثيرا جُعت كثيرا وتألمت أكثر وتُهت كحبة غبار في كتبان رمل أو دمعة غيم على صهوة يَم قل لي بالجهر هل بقيت كما كنت تزرع الحلم في الحلم تعلق العطر على مبسم الهم كي لا تتعب فتُغم قل لي بالهمس هل لازال قلبك يضخ الحب كل يوم كما يضخ...
كان لا بد أن أقول لي ما قلته مغرورا لكم فالآن كلي مع كلي في سجال تارة هو عقيم كهذه الحال التي نحن فيها أفواهنا البيزنطية هي التي تتكلم وتارة هو إيجابي خصوصا حين ينتهي بطرح نفس الأسئلة التي بدأ بها يؤجل الحسم إلى نقاش آخر تتوفر فيه الشروط الذاتية الموضوعية أو حين ينتهي على سرد تشابيه لا قاعدة...
ما لهذه القصيدة تئن كقنفذ فقد شوكه وما لها تَعرِج كغراب يخطو بحذاء غيره ؟ لم يعد لي فم يصلح للشعر الكلمات التي علقتها على حبل المجاز عشقت خريف الأغنيات انتحرت في بركة الغموض الحروف التي كانت تلعب في ثغر الصمت لفظها المعنى خارج مبناه لم يبق لي ماعون أُعِدُّ فيه فطورا لصدر البيت المكتنز بالهم ولا...
مر النهار وجاء الليل مر الليل ولم يأت الحلم فقط ظلك الذي جاء يحمل عطرك يخبرني بعذر قدميك وخجل الثياب على الجسد وأنا ها هنا في انتظارك أحتاج بعض الوقت الوقت الذي أطعم فيه العصافير التي تزور نافذتي تغرس الفجر في أُصصي تحمل رسالة منك وتغرد أحتاج بعض الوقت الوقت الذي أغسل فيه فمي أمشط شعري أخفي...
اسيقظت كعادتي لم أجد هديل اليمام في الحليب ولا صباح الخير منك على صحن العسل فوق مائدتي فهل أشتكي للنحل أم أعلن توبتي أمام باقات الزهر؟ أنصب سكون حركات الجر في سفر البدء أم أطلب من الليل هذا الصباح قهوتي السوداء أحصي كل التكهنات وأنتظر سُكَّرَ الذكريات؟ لم يقبلني حذائي البني استغربت من بلادتي...
من أجل بسمة منك أبيع الشرق والغرب وأبيع هذا الصمت... من أجل قبلة واحدة على خديك أمنح النوارس حقي من زبد البحر... من أجل أن نمشي معا يدا في يد خارج البيت أمنح المشردين حقي في شوارع النصر... ومن أجل أن أقطف لك باقة زهر هذا اليوم أحتاج هدنة مع الحجر تُوقف الحرب إلى أن ينبلج من جديد الفجر ولأني مثلك...
تذهبين إلى صَمْتٍ فيك إلى دروب شرودك في متاهات العمر تتركينني أعلِّقُ كلماتي على حبل الغسيل أرتِّبُ المعاني التي لا معنى لها في جُملي أَغْسِلُها من سوءِ فَهْمٍ لا لون له أَرُشُّ عليها غنج الدلالة في حُمْرِ الشفاه لعلي أثير إشارة عالقة في رمش عينيك أو ابتسامة تنضج على شفتيك تذهبين إلى حديقة...
مستعد أن أحدثك عن كل شيء أن أشرح لك نظام الجاذبية تلك التي جذبتني إليك لن أحتاج أن أمددك على ظهرك تحت شجرة تفاح أطلب منك التمعن في كيفية سقوط القبلة من بسمتي العاشقة فجاذبيتك عاصفة وهدوء مجنون يخرجني عن طوع نبضك لذا خذي وقتا لترقصي معي وخذي وقتا طويلا لترسمي الزهور على محيا الأحلام بعدها افتحي...
إسوة بالريح أخلط الأزقة في خرائط السؤال أوقظ العناوين من سباتها أدغدغ الزهور كي تمارس نشوتها اعلم الفساتين كيف تملأ المكان بالرقص خارج الأجساد على حبائل الغسيل فوق سطوح متعبة أو تحت ظلال النخيل الحزينة إسوة بشفاه الإبل ألثم خد الزمن أبعثر شعر الذكريات وأختفي في حنين المطر العاري من هندامه فأسأل...
"لا تخضعوا حبكم للحجر الصحي فبالحب ننتصر دائما..." ع.ف أتدرين كيف أقضي كل وقتي الطويل الطويل؟ أقضيه في البحث عنك داخل بيتي والبحث عني خارج البيت في الذكريات وفي الصور فأمطريني بما لديك في الذاكرة من جميل الكلام وجميل الصور صورك معي في المقاهي بين الزهور وتحت الشجر صورك وأنت تأتين تتكلمين...

هذا الملف

نصوص
232
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى